انشغل الشارع العراقي والكثير من الناس في العرب في آخر يومين، بتساؤل واحد: من هو وسام الحردان؟ وسنحاول بهذه المقالة الإجابة عن ذلك بالتفصيل.

قبل الولوج إلى الإجابة، لا بد من الإشارة إلى أن سوال من هو وسام الحردان؟ جاء عقب دعوة الأخير منذ 3 أيام إلى التطبيع مع إسرائيل.

“الحردان”، هو أحد شيوخ العشائر “السنية” في العراق. ولد بمدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار، غربي البلاد.

كما أنه من تولد عام 1954، أما بخصوص عشيرة وسام الحردان، فهو ينتمي إلى أكبر قبائل الأنبار، وهي عشيرة “الدليم”.

من هو وسام الحردان؟

يبلغ “وسام الحردان” من العمر 67 عاماً، ودرس بمعهد المهن الصحية. لكنه لم يكمل دراسته، بعد فصله لأسباب سياسية، بسبب انتمائه لحركة “القوميين العرب” في السبعينيات.

أسّس “الحردان” عام 2005، مجلس “صحوات العراق”، وهو يشغل منصب “قائد/ زعيم الصحوات” حتى الآن.

كان الهدف من تأسيس “صحوة العراق”، هو محاربة “تنظيم القاعدة، فرع العراق”، الذي كان ينتشر في الأنبار بزعامة “مصعب الزرقاوي”.

وسام الحردان والمالكي

بعد 2013، أصبحت علاقة “وسام الحردان” قوية برئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري_المالكي، بعد أن قربه الأخير منه.

جاء تقريب “المالكي” لـ “الحردان” منه، لمواجهة التظاهرات التي خرجت في الأنبار آنذاك، بقيادة “أحمد أبو ريشة”، ضد “المالكي”.

واتهم “الحردان” بتسببه مع “المالكي” بدخول “داعش” إلى العراق في صيف 2014، لإنهاء تظاهرات الأنبار.

ومنذ ذلك الحين، صار “الحردان” أشبه بـ “المنبوذ” من قبل الكثير من أبناء الطائفة “السنية”. حتى أنه اتخذ من أربيل مكاناً للمعيشة إلى هذا اليوم.

لدى “الحردان” عدة مولفات، من بينها “سنين الغضب”، و”المخبر والدولار”، وأخرى عن “الصحوات” و”القاعدة”.

من الدفاع عن فلسطين إلى التطبيع مع إسرائيل

يقول “وسام الحردان” في حوار مع صحيفة (القدس العربي) عام 2020: «أنا من الرعيل الأول للقوميين العرب. ومن عشاق القومية العربية منذ الطفولة. فقد تأثرت بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية».

ويضيف: «كنا في طفولتنا وخلال سنوات الدراسة في كافة مراحلها، نتظاهر ونهتف لأجل فلسطين والقدس. كنا نتبرع بما أمكن من خلال الحملات في المدارس، وكنا نتوق للقتال إلى جانب الفدائيين من أجل تحرير فلسطين. كانت وستظل فلسطين والقدس عزيزة ومقدسة».

لكن حديث “الحردان”، سرعان ما تغير بعد أقل من عام من الحوار أعلاه،، نحو الدعوة إلى تطبيع العراق مع إسرائيل.

وجاءت دعوة “الحردان” الجمعة، إلى التطبيع مع إسرائيل من خلال مؤتمر “السلام والاسترداد”، الذي عقد في أربيل.

وشهدت دعوة “الحردان”، ردود فعل شعبية وحكومية ودينية غاضبة، ما دفعه إلى الارتباك في محاولة لتبرير دعوته تلك.

تبريرات مرتبكة

وقال “الحردان”: «لقد دعوت إلى إعادة الجنسية لكل العراقيين من مختلف الأديان ممن أسقطت عنهم الحنسية، وبضمنهم اليهود. ولم أطالب بالتطبيع».

لكن رواد منصات التواصل تداولوا مقطع فيديو لـ “الحردان” يظهره وهو يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل إبان حضوره في المؤتمر.

ثم عاد “الحردان” إلى تبرير ذلك من جديد وقال: «لقد حضرت للموتمر بناء على دعوة من أجل بحث التعايش السلمي بين الأقليات».

وأردف: «لكنني فوجئت بما قرأته في البيان الختامي الذي يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل. لم تكن لدي معرفة بذلك»، على حد تعبيره.

لكن تبريرات “الحردان” لم تنفعه، فقد أصدر القضاء العراقي، أمس الأحد مذكرة قبض بحقه، وبحق من حضر في المؤتمر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.