بدأ الشارع العراقي يتساءل عن رئيس الحكومة العراقية المقبلة. من سيكون؟ ومن هي أبرز الأسماء المزشحة لنيل المنصب؟

ويأتي حديث الشارع عن رئيس الحكومة العراقية المقبلة، بالتزامن مع قرب الانتخابات_المبكرة والمرتقبة.

ورغم أن الانتخابات ستفرز عن برلمان جديد، ثم اختيار رئيس للبرلمان، فرئيس للجمهورية، وأخيراً رئيس الحكومة. إلا أن الشارع يركز على رئيس الحكومة قبل كل شيء.

وما يدفع بالشارع للتساؤل عن مَن سيكون رئيس الحكومة العراقية المقبلة، هو أن رئيس الحكومة لا يأتي عبر الانتخابات.

إذ يأتي رئيس الحكومة بترشيح من قبل الأحزاب السياسية الشيعية لشخصية لهذا المنصب، حتى لو أن تلك الشخصية لم تشارك بالانتخابات.

وحدث هذا السيناريو في انتخابات 2018، إذ اتفقت الكتل السياسية الشيعية على المجيء بـ “عادل عبد المهدي” لمنصب رئاسة ااحكومة، رغم عدم مشاركته بالانتخابات.

أبرز الأسماء المطروحة

وبخصوص أبرز الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة المقبلة، فهي تكاد تنحصر بين رئيس الحكومة الحالية، مصطفى_الكاظمي، ومحافظ البصرة “أسعد العيداني”، والنائب “عدنان الزرفي”. إضافة إلى مستشار الأمن القومي، قاسم_الأعرجي.

لكن جل الترجيحات التي يطرحها العديد من المراقبين، تقول إن “الكاظمي” هو الأقرب والأوفر حظاً لتسنم رئاسة الحكومة المقبلة مجدّداً.

وتتعدّد الأسباب بشأن قلة حظوظ الأسماء الأخرى وفقاً لسيرة كل مرشح. فـ “الزرفي” ينظر له بأنه «أميركي الهوى» من قبل الأحزاب الشيعية الموالية لإيران، وفق المحلل السياسي “علي البيدر”.

ويقول “البيدر” لـ (الحل نت) إن: «الأحزاب المقربة من إيران تخشى كثيراً من “الزرفي”؛ لأنه يسعى لتقييد فصائلها المسلحة ونزع سلاحها المنفلت».

«بالتالي فإن “الزرفي” لن يحظى بفرصة كبيرة لتسنم منصب رئاسة الحكومة المقبلة؛ لأن المرشح للمنصب يأتي بتوافق كل الأحزاب الشيعية المختلفة»، حسب “البيدر”.

أما “العيداني” فهو على العكس من “الزرفي” وفق “البيدر”، الذي يشير إلى أن: «ارتباطاته بإيران قوية جداً. ولديه نفوذ كبير بين الفصائل المسلحة الولائية».

ويضيف “البيدر” أن الأحزاب الشيعية غير المرتبطة بإيران تعترض على اسم “العيداني”، تماماً مثلما تعترض الأحزاب الولائية على اسم “الزرفي”.

«أما “الأعرجي”، فتبدو حظوظه جيدة نوعاً ما. لكنها لا ترتقي لكي تصل لنسبة حظوظ “الكاظمي”؛ لأن “الأعرجي” ورغم دبلوماسيته وحنكته السياسية، يبقى من بين قيادات “منظمة بدر” المقربة من إيران».

لماذا “الكاظمي” هو الأقرب؟

ويوضح “البيدر” بأن رئيس الحكومة العراقية المقبلة، يجب أن يمتلك علاقات جيدة بكل الأطراف الداخلية والخارجية، وأهمها أميركا وإيران.

ومن هذا المنطلق، فإن “الكاظمي” هو من يحمل تلك المواصفات، حسب “البيدر”، الذي عرّج على أداء رئيس الحكومة الحالية مع جميع الأطراف.

«لقد وازن “الكاظمي” بين كل الأطراف المتضادة. وزار أميركا وإيران والسعودية، وتركيا، وهي أبرز الدول التي لها تأثيرها على الواقع العراقي»، يقول “البيدر”.

ويتابع بأن: «الكاظمي استطاع تقريب وجهات النظر ببن طهران والرياض، والكل يعلم مدى الخلافات “الشرسة” بين السعودية وإيران. لكنه فعلها وجمعهما على طاولة واحدة في بغداد، والمباحثات بين الدولتين مستمرة بلا توقف».

ويسترسل “البيدر”: «كذلك نجح بتحقيق مطلب الفصائل بإخراج القوات الأميركية من العراق، بعد أن اتفق مع واشنطن على انسخاب القوات القتالية من بغداد، نهاية هذا العام».

وبشأن تركيا يشير إلى أن: «الكاظمي فتح باب الاستثمار لشركاتها التجارية وبالتالي فإنه ساعدها بأزمتها الاقتصادية التي تمر بها».

«ولذا فإن شخصية مثل “الكاظمي” اقتربت من كل الأطراف الخارجية دون أن يتيح الفرصة لدولة بمحاربته لانفتاحه على دولة إقليمية أخرى، هي ذاتها التي تبحث عنها القوى الشيعية»، يقول “البيدر” مختتماً.

يشار إلى أن “الكاظمي” أعلن عدم ترشحه لخوض غمار الانتخابات العراقية، التي ستجرى يوم الأحد المقبل. لكن ذلك لا يمنع من إمكانية تجديد الولاية له، إن اتفقت عليه الأحزاب الشيعية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.