رفعت عائلة سورية قضية لدى محكمة العدل الأوروبية بعد خمس سنوات من ترحيلها إلى تركيا على الرغم من وصولها إلى اليونان وتقديمها طلب لجوء وفقًا للقوانين الأوروبية.

وفي خطوة غير مسبوقة، قررت شركة المحاماة الهولندية “براكن دي أوليفيرا”، رفع دعوى قضائية ضد “فرونتيكس”، الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل، التي أشرفت على الرحلة، نيابة عن الأسرة سعيًا للحصول على تعويضات.

وجود انتهاكات لحقوق الإنسان

ونقلت صحيفة “الغارديان”، عن إحدى المحاميات الممثلات للعائلة السورية، “ليزا ماري كومب”، أنّ «”فرونتيكس” اعترفت بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان، وقد أقرت بأن الأسرة لم تحصل على فرصة البت في طلب لجوئها».

هذا الإجراء، وهو الأول من نوعه أمام محكمة “لوكسمبورغ”، الذي يسلط الضوء على الممارسة غير القانونية المتمثلة في عمليات الطرد على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.

وواجهت “فرونتيكس” اتهامات بخرق المبادئ الأساسية التي بني عليها الاتحاد الأوروبي من خلال المشاركة في عمليات الطرد.

واعترفت الوكالة، التي تضم 660 ضابطًا يعملون جنبًا إلى جنب مع نظرائهم اليونانيين على الحدود البحرية والبرية والجوية لليونان، بأن العائلة السورية وأطفالهما الأربعة كانوا من بين 18 راكبًا على متن الرحلة من “كوس” إلى مدينة “أضنة” جنوب تركيا، عام 2016.

اقرأ أيضاً: جنودٌ أتراك يلقون بلاجئين في نهر “ميريتش” على الحدود التركية اليونانية

ولكن.. ما قصة العائلة السورية؟

تروي العائلة السورية، أنّ المسؤولين في الاتحاد الأوروبي واليونان خدعوهم بعدما أخبروهم أنهم سينقلون جوًا إلى أثينا بعد بَدْء طلبات اللجوء في اليونان.

وقال الأب بعد وضعه في معسكر احتجاز “دوزيتشي” في جنوب البلاد: «لم أكن أعرف أبدًا أنني سأرحل إلى تركيا».

وأضاف أن رجال الشرطة قالوا : «اتركوا عشاءكم، أحضروا أغراضكم، سنأخذكم إلى مركز الشرطة ليلًا وصباح الغد إلى أثينا».

وفور وصولهم العائلة السورية إلى متن الطائرة، أجبرت الأسرة، بما في ذلك أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة وسبع سنوات، على الجلوس إلى جانب الحراس المرافقين.

كم لم يسمح لطفل من العائلة السورية بالجلوس على حضن والدته إلا عندما بدأ الصغير يبكي.

وقالت المحامية، إنّ: «معاملة الأطفال على متن الطائرة كانت في حد ذاتها مخالفة لحقوق الطفل المنصوص عليها في المادة 24 من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي».

واستغرق الأمر ثلاث سنوات وثمانية أشهر قبل أن تستجيب “فرونتيكس” لطلبات الفريق القانوني الهولندي وتصوغ تقريرًا حول قضية العائلة السورية.

والجدير ذكره، أنّ حوالي مليون سوري بلغوا اليونان في محاولتهم للوصول إلى بلدان أخرى في أوروبا في ذروة تدفق اللاجئين هربًا من الحرب السورية.

ومنذ أكثر من عشر سنوات، تشهد سوريا حرباً دامية تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص، ودفع أكثر من نصف السكان إلى النزوح داخل سوريا أو التشرد خارجها.

قد يهمك: بينهم السوريّون.. اليونان ترفض طلبات لجوء حاملي جنسيات محددة قادمين من تركيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.