تداولت وسائل إعلامية سورية، مقطعاً مصوراً لقناة (dunya) التركية، تجري حواراً مع مواطنين أتراك حول رأيهم باللاجئين السوريين، ولكن كان اللافت في الأمر الأجوبة الصادمة التي حملت عنصرية مباشرة ضد السوريين في تركيا.

الفيديو الذي عبّر عنه السوريون أنّه كان يحمل طابعاً عنصرياً، من خلال توجيه المحاور للجمهور نحو الحديث عن اللاجئين السوريين وما تسببوا للشعب التركي من مشكلات.

ولكن اللافت في المقابلات، هو الجمل التي رددها المواطنون الأتراك، فأحداهن قالت: «أنا لا أستطيع أكل الموز وأنتم تشترونه بالكيلو من البازارات». ثم قالت أخرى، «لا تخرجون من محال تصفيف الشعر».

العبارات العنصرية لم تتوقف عند هذا الحد، فأيضاً طالب الأتراك من سورية أرادت أن تدخل في الحوار، العودة إلى بلادها والمشاركة في الحرب.

للاطلاع يرجى قراءة:زعيم المعارضة التركية: «مشكلتنا ليست مع اللاجئين السوريين»

70 بالمئة من الأتراك يطالبون بإغلاق الحدود

العنصرية ليست جريمة بحد ذاتها، ولا يمكن للشخص أن يفعل شيئًا لمجرد أنه تعرض للعنصرية، لكنه إذا تعرض للتمييز بسببها، فسيشكل ذلك جريمة.

في القانون التركي، يعاقب أي شخص يهين علنًا جزءًا من السكان على أساس الطبقة الاجتماعية أو العرق أو الدين أو الطائفة أو الجنس أو الاختلافات الإقليمية، بالسجن لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة واحدة.

في حين وفي ظل تنامي العداء والعنصرية ضد اللاجئين السوريين، خلص استطلاع نُشرت نتائجه في  أغسطس/آب الفائت، لشركة ميتروبول، للأبحاث التركية، إلى أن 70 بالمئة من الأتراك يطالبون بإغلاق الحدود في وجه اللاجئين.

وبموجب قانون الهجرة الدولي، لا يمكن إرسال اللاجئين إلى بلادهم إلا في حال ارتكاب جريمة دون مبرر، لأن اللاجئين لجؤوا بسبب الاضطرابات وانعدام الأمن والضغوط السياسية في بلادهم.

ولأن حياتهم في خطر، فقد حصلوا على حقهم في اللجوء، وهم ليسوا سائحين، وأمر إعادتهم لا يتعلق بالحب أو الكراهيَة لهم.

وبلغ عدد السوريين المقيمين في تركيا ثلاثة ملايين و690 ألفًا و896 نسمة، حَسَبَ إحصائيات المديرية العامة لإدارة الهجرة لعام 2021.

اقرأ أيضاً:قرار “أردوغان” الأخير يُثير النقاشات بين اللاجئين.. فما آثاره على السورييّن؟

هل أصبح الموز عدواً للسوريين؟

بالعودة للفاكهة الصفراء، التي يبدو أنها باتت أحد الأشياء التي تسبب المشاكل للسوريين سواء في بلد اللجوء أو حتى داخل أراضي بلادهم، فقد منعت بعض إدارات المدارس الحكومية السورية الطلاب من إحضار الفواكه إليها وخاصة الموز الذي يتراوح سعر الكيلو منه بين 5 – 10 آلاف ليرة سورية.

وعللت المدارس قرارها، لتجنب إظهار الفروق الطبقية بين الطلاب، أو الإساءة لمشاعر بعض الطلاب من الأسر غير المقتدرة مالياً، ما سبب بعض المشكلات بين الطلاب.

وأكدت إحدى المدرسات في “جديدة الفضل” بريف دمشق، أن اصطحاب الموز إلى المدرسة سبب بعض النعرات بين الطلاب، إضافة إلى الشجارات والسرقات، والتنمر وبعض السلوكيات التي عمّقت التمييز الطبقي.

وأشارت إلى أن الفواكه بشكل عام، باتت شيئاً غير مستحب في المدارس الحكومية، كونها لا تراعي مشاعر الطلاب الأقل قدرة مالياً غير القادرين على شرائها بعد ارتفاع ثمنها فوق استطاعة الغالبية العظمى من الأسر السورية، خاصة تلك التي لديها أكثر من طفل في المدرسة.

ويتراوح سعر الموز في أسواق دمشق وريفها بين 5 و10 آلاف ليرة سورية، وَسْط غلاء باقي أنواع الفواكه الأخرى.

وفي منتصف الشهر الماضي، أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التدخل الإيجابي في السوق، عبر طرح الموز للبيع في صالاتها بدمشق، بسعر 10 آلاف ليرة سورية للكيلو، وبمعدل 2 كيلو غرام لكل شخص، في وقت وصل فيه سعر الكيلو حينها في السوق إلى 20 ألف ليرة.

قد يهمك:“مفوضية اللاجئين” تناقش عودة السوريين إلى بلادهم.. هل ارتفع مستوى الخطر؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.