صعدت القوات الحكومية السورية وحليفتها روسيا، اليوم الأربعاء، من قصفها لمناطق واسعة في شمالي إدلب، شمال غربي سوريا، وذلك بعد يوم واحد من إعلان تركيا تمديد عمل جيشها في الأراضي السورية.

وقال “حسن الأحمد” العامل في القطاع الإعلامي لمنظمة “الدفاع المدني السوري”، إنه قتل طفل وأصيب أربعة آخرون، بينهم امرأة، بجروح خطرة، إثر استهداف القوات الحكومية السورية مخيما للأرامل قرب بلدة “ترمانيين”، بصواريخ “الكراس نبول”.

إلى ذلك، قصفت طائرات حربية روسية قرية “صلوة” الواقعة على الحدود التركية السورية، بأربع غارات جوية، مستخدمة صواريخ فراغية، دون وقوع إصابات بشرية، حيث يعتبر الاستهداف الأول من نوعه منذ أعوام على المنطقة.

كما شنت الطائرات الروسية غارات متتالية على المنطقة الواقعة بين قريتي “بلشون” و”مرعيان” بجبل الزاوية، دون وورد أنباء عن وقوع أضرار، بحسب ناشطين محليين.

قد يهمك: بعد ساعات من تمديد مهام الجيش في سوريا.. عشرات الآليات التركيّة تدخل إدلب

تطورات جديدة

تأتي التطورات العسكرية من قبل القوات الحكومية السورية بعد يوم واحد من إقحام تركيا برتل مدجج بالأسلحة نحو منطقة جبل الزاوية وإعلانها عن تمديد عمل قواتها المسلحة في المنطقة.

وضم الرتل التركي أكثر من 50 آلية ثقيلة بينها مدرعات وعربات ناقلة للجند ودبابات، حيث دخلت مساء الثلاثاء من معبر “كفرلوسين”، شمالي إدلب، وتوجهت نحو القواعد التركية المتمركزة في جبل الزاوية جنوبي المحافظة.

الجيش الوطني يرد

من جانب آخر، قال مصدر عسكري من “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة لـ”الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، لـ(الحل نت)، أن “الجيش الوطني” رد بقذاف المدفعية على مواقع للقوات الحكومية في ريف حلب الغربي.

فيما عملت “تحرير الشام” على استهداف قريتي بنبل والزهراء براجمات الصواريخ، دون التوصل لمعلومات حول وقوع أضرار بشرية، وفق المصدر ذاته.

اقرأ أيضاً: ارتفاع مستوى تصعيد “تحرير الشام” على اللاذقية ومقتل قيادي سابق في “داعش”

توسيع دائرة القصف

من جانبه، أرجع “نوار شعبان”، وهو محلل في الشؤون الميدانية في مركز عمران لدراسات الاستراتيجية في حديث مع (الحل نت)، أن سبب القصف الذي يطال المناطق القريبة من الحدود التركية وتوسع دائرة الاستهدفات جاء بعد ضغوط روسية على تركيا، وخاصة بعد التصريحات التي هددت بشن عمليات عسكرية على مناطق بريف حلب الغربي من قبل الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”.

وصنف “شعبان” الاستهداف الروسي بأنه رسائل ضمنية بعدم موافقة الروس على التهديدات التركية بشن العمليات العسكرية على مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية (قسد).

للمزيد اقرأ: هذه الأسباب الحقيقية لتصعيد “تحرير الشام” ضد الشيشاني

أما عن التعزيزات العسكرية التركية في جنوبي إدلب، قال “شعبان” إن «التعزيزات التركية تهدف لحماية قواعدها في المنطقة»، مشيرا إلى أن القوات الحكومية السورية غير قادرة على شن عمليات عسكرية كبيرة في منطقتي جبل الزاوية وجبل التركمان، لكن من الممكن ان تشن عمليات قضم بالسيطرة على نقاط صغيرة.

وبيّن سبب عدم قدرة القوات الحكومية على شن عمليات عسكرية على مواقع جنوبي إدلب، بأنه حاليا لا تملك تلك القوات معدات لوجستية قادرة على ذلك، إضافة للمواقف الدولية الرافضة للتصعيد، فضلاً عن عدم قدرتها على تجاوز القرارات الروسية التي لم تسمح بذلك حتى الآن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.