موسكو تغضب من دمشق بسبب اللجنة الدستورية.. ما الأسباب الحقيقية لذلك؟

موسكو تغضب من دمشق بسبب اللجنة الدستورية.. ما الأسباب الحقيقية لذلك؟

تسبب فشل الجولة السادسة من اجتماعات «اللجنة الدستوريّة» السوريّة، بين الحكومة السوريّة والمعارضة، بإشعال الغضب الروسي الذي انصب على الوفد الحكومي المتهم الأول بإفشال الجولة.

التفاف ومماطلة

وخلال الاجتماعات، طرح الوفد الممثل عن «الحكومة السوريّة» ورقة لمناقشتها ضمن اجتماعات اللجنة الدستورية، الأمر الذي اعتبره معارضون خرقاً للقانون الدولي ومحاولة للمماطلة في سير العمليّة الدستوريّة.

كما أثارت الورقة جدلاً واسعاً بين السوريين، إذ اعتبرها البعض محاولة من «الحكومة السوريّة» لتكريس حكم النظام الحاكم في البلاد، وتفريغ اللجنة الدستوريّة من مضمونها.

وعلى غير عادتها لم تصدر موسكو بياناً بعد انتهاء الجولة، وتجنبت إعطاء تقييم على المستوى الرسمي حول الطرف الذي يتحمل مسؤولية الفشل، فاتحة المجال أمام أطراف المعارضة والأطراف الغربية لاتهام دمشق.

إقرأ أيضاً:ما دور الولايات المتّحدة في التحرّكات العسكريّة التركيّة شمالي سوريا؟

إصرار روسيا على إنجاح اللجنة؟ 

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي “فراس علاوي” أنّ: «اللجنة الدستورية هي أحد أهم ركائز الرؤية الروسية للحل في سوريا»، وبالتالي فإن موسكو تعوّل كثيراً على نجاح اللجنة في عملها.

ويرى “علاوي” خلال حديث مع «الحل نت» أن روسيا تريد النجاح للجنة بكافة الوسائل، وبنفس الوقت «هي لا تريد خسارة النظام في سوريا بل دمجه في العمليّة السياسيّة وفق رؤيتها، عبر صناعة دستور جديد وإجراء انتخابات».

ويضيف المحلل السياسي: «النظام يدرك تماماً أن أي وصول لحل سياسي، يعني ذلك نهايته، ذلك هو يحاول التهرّب من اللجنة، إذا لم يكن هنالك إصرار دولي على أن اللجنة الدستورية يجب أن تعمل وفق جدول زمني محدد، فإننا لن نصل إلى نتيجة، على الأقل في المدى القريب أو المتوسط».

من جانبه يؤكد المحلل السياسي “حسام نجّار” أن «الوفد الحكومي يتعمّد إغراق وفد المعارضة بالتفاصيل، لتمييع عمل اللجنة».

ويقول في رسالة لـ«الحل نت»: «عندما وجدت روسيا في الجولة السادسة أن النظام تخطى الحدود المسموح له من قبلها، وجّهت رسالة بسيطة  إعلامية وعلنية  للجميع تريد توضيح أنها لا يوجد لها تأثير على عملية التفاوض، وبنفس الوقت أن على النظام أن يغير طريقته في التفاوض وأن يقبل ما وضعته هي».

وأعلن المبعوث الأممي إلى سوريا “جير بيدرسون” الجمعة الماضي، إنهاء الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستوريّة، دون إحراز أي توافق حول المبادئ الدستوري الأربعة، واصفاً المناقشات التي جرت بـ«المخيّبة».

خيبة أمل روسيا

وكانت روسيا تأمل في بداية الجولة السادسة، بتحقيق تقدم ملحوظ في سبيل وضع حجر الأساس للدستور السوري، والبدء بخطوات جديّة للوصول إلى حل سياسي في سوريا.

وتحدثت مصادر دبلوماسية عن «خيبة أمل واسعة لدى موسكو التي راهنت طويلاً على نجاح هذه الجولة وأوفدت المبعوث الرئاسي الخاص إلى دمشق قبلها مباشرة لحث الرئيس الأسد على إبداء أكبر قدر ممكن من المرونة».

وحملت تصريحات المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا، “ألكسندر لافرنتييف“، إشارات لافتة، عندما تحدث عن الجولة الأخيرة من اجتماعات اللجنة، لا سيما أنه تجنب تحميل المعارضة مسؤولية فشل الجولة، خلافاً لعادات موسكو بعد نهاية الجولات الخمسة السابقة.

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» تلميحات عن مصادر دبلوماسية روسيّة اتهام «الحكومة السوريّة» بـ«تعمّد إفشال الجولة السادسة للجنة» مشيرةً إلى أن الرئيس السوري “بشار الأسد” «قد لا يكون مسيطر على تماماً».

اقرأ أيضاً: ماذا وراء زيارة لافرنتيف لدمشق.. ما الرسائل الموجهة إلى بشار الأسد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.