عصيان لسجناء داعش في الحسكة.. كيف يتعامل التحالف الدولي مع المعضلة الجديدة القديمة؟

عصيان لسجناء داعش في الحسكة.. كيف يتعامل التحالف الدولي مع المعضلة الجديدة القديمة؟

تتكرر حالات عصيان معتقلي تنظيم “داعش” داخل السجون في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، فيما يلجأ التحالف الدولي إلى نقل دفعات من السجناء المتشددين من السجن، في إجراء لا يبدو أنه يلبي مطالب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بخصوص إيجاد حل جذري لتلك المعضلة.

عصيان جديد

وشهد سجن الحسكة أو ما يعرف بـ”سجن الصناعة” (أحد أكبر السجون لمعتقلي “داعش” في شمال شرقي سوريا)، أمس الأربعاء، عصياناً جديداً، رافقه تحليق لطيران التحالف الدولي وإغلاق للطرق المؤدية إلى السجن.

قد يهمك: بعد عامين من هزيمته.. استمرار الدعم لضمان الانتهاء من وجود “داعش”

وقال مصدر محلي لـ(الحل نت)، إن قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي (الآساييش)، أغلقت كافة الطرق المؤدية إلى السجن، الذي يضم آلاف المعتقلين من التنظيم، في حي غويران، جنوبي الحسكة.

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن طائرتين من التحالف الدولي وصلتا قاعدة التحالف بحي غويران، لنقل السجناء من سجن الحسكة، إلا أن العصيان الذي نفذه عناصر التنظيم حال دون ذلك.

وأوضح المصدر، أن طائرات التحالف الدولي أطلقت قنابل مضيئة لمنع أي محاولة هروب، فيما قطعت قوى الأمن الداخلي كل الطرق المؤدية إلى السجن.

اقرأ أيضاً: مقتله يعطّل قدرة التنظيم.. أميركا تعلن مقتل قيادي في «داعش» بغارة شمالي سوريا

حل مستجد

بحسب المصدر، فإن التحالف الدولي نقل أكثر من مرة دفعات من عناصر التنظيم المعتقلين في سجن الحسكة، إلى قاعدته في الشدادي (جنوبي الحسكة)، خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتكررت حالات العصيان للمعتقلين وسط  تكرار محاولات هروب داخل السجن، كان آخرها في الثامن والتاسع من أيلول/ سبتمبر الفائت، ما دفع قوات التدخل السريع التابعة لقسد إلى فرض طوق أمني في محيط المنطقة.

ويطالب معتقلو “داعش” في سجن الحسكة خلال العصيان بالكشف عن مصيرهم ومعرفة متى سيتم محاكمتهم.

كما تطالب قوات سوريا الديمقراطية التحالف والمجتمع الدولي بإنشاء سجون ذات بنية تحتية جيدة تتيح إمكانية تأمين حماية أفضل للمعتقلين.

وسجن الصناعة في الحسكة، من بين سبعة سجون منتشرة في شمال شرقي سوريا خاصة بأسرى التنظيم، خاضعة لحراسة وإدارة قوات سوريا الديمقراطية.

للمزيد اقرأ أيضاً: لأول مرة.. قسد تعتقل بدعم من التحالف عناصر لداعش داخل مخيم الهول

مطالبات بمحكمة دولية شمال شرقي سوريا وتعطيل تركي

ويطالب مسؤولو الإدارة الذاتية في مناطق شمال شرقي سوريا، بضرورة تشكيل محكمة دولية مستقلة لمقاضاة معتقلي التنظيم الذين تحتجزهم “قسد” منذ منتصف عام 2019.

وفي نهاية شهر حزيران/ يونيو الماضي، عقد وزراء الخارجية لدول التحالف، اجتماعاً خاصاً في العاصمة الإيطالية روما، أقروا في بيانه الختامي بالتحدي الذي يشكله المقاتلون الأجانب المحتجزين، وكذلك أفراد عائلاتهم الذين بقوا في سوريا.

وأبدت دول التحالف خلال الاجتماع التزامها بمتابعة آليات المساءلة الفعالة القائمة بالتنسيق الوثيق مع البلدان التي جاء منها هؤلاء المقاتلون.

 وترى الإدارة الذاتية أن استعادة الدول والحكومات الغربية رعاياها ومحاكمتهم على أراضيها، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، قد تؤدي إلى إبعاد خطر التنظيم عن المنطقة، فضلاً عن أن إنشاء محكمة دولية مستقلة في شمال شرقي سوريا لمحاكمة عناصر التنظيم تضمن محاسبة عادلة للعناصر المتورطة في «الأعمال الإرهابية»، على حد وصفها.

ويعتبر الموقف التركي عائقا أمام إغلاق ملف معتقلي التنظيم بشكل منعزل عن الحل الكامل للملف السوري، لا سيما أن أنقرة  تعتبر إقامة محكمة دولية في مناطق شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية سيمنحهما شرعية قانونية وسياسية، واعترافا دوليا بعد تشكيل المحكمة الدولية على أراضيها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.