بعد ست جولات من المباحثات السورية في جنيف السويسرية، دون تحقق أي نتائج ملموسة للوصول إلى رؤية مشتركة نحو الحل وتحقيق أهداف حول التوافق على مشروع دستوري لسوريا، يبدو أن اللجنة الدستورية قد أجهضت العملية السياسية للبلاد.

النتائج الأخيرة والتي وصلت إلى طريقٍ مسدود بين وفدي الحكومة والمعارضة، دفعت مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا “غير بيدرسن”، لتقديم توصيات بالخروج من «هذه الديناميكية»، على حد تعبيره.

ودعا “بيدرسون” إلى دبلوماسية سورية بناءة، محذرا من المسار الحالي للتطورات الذي وصفها بـ«المقلقة».

في حين، أبلغ “بيدرسن” مجلس الأمن، أن اللجنة الدستورية السورية لن تعقد أي اجتماعات قبل نهاية العام الحالي.

وشدد المبعوث على ضرورة استمرار اللجنة بعملها للوصول إلى نتائج ملموسة تكون مشتركة بين الأطراف السورية.

قد يهمك: موسكو تغضب من دمشق بسبب اللجنة الدستورية.. ما الأسباب الحقيقية لذلك؟

التطورات السياسية ومسار المفاوضات

“طالب الدغيم”، باحث وكاتب في الشأن السياسي السوري، يرى في حديثه مع (الحل نت)، أن «متابعة التطورات السياسية ومسار المفاوضات الباردة في جنيف بين اللجان التابعة للحكومة السورية والمعارضة على مدار الأشهر الماضية، بالإضافة إلى ضيق أفق الحل السياسي والانتقال الحقيقي للسلطة أمام تعنت دمشق وحلفائها وعدم التنازل لممثلي المعارضة عن أي شرط أو تثبيت قواعد للحل، كلها معطيات تؤكد الفشل الذي نراه اليوم».

فضلاً عن التطبيع العربي الذي تقوده الأردن والجزائر والعراق لإعادة تأهيل “الأسد” في الجامعة العربية وداخل البيت العربي، وعودة العلاقات مع دمشق ، وفق “الدغين”.

وبسبب تشابك القضية السورية وكثرة الأطراف المتداخلة فيها، لا يزال السوريون واقعين أمام خيارات جميعها معقدة.

اقرأ أيضاً: للمرة السادسة.. اللجنة الدستوريّة تفشل بالتوصل لرؤية مشتركة

ويضيف “الدغيم”، «لا بد من لم الشمل والخروج من الزجاجة التي وضعنا أنفسنا داخلها بيد هذه الدولة أو تلك، وإخراج جبهة سياسية موحدة قادرة على أن تقول كلمتها وتقود الشعب السوري في المناطق المحررة والشتات والمهاجر في طريق الحرية، وعدم التخلي عن الثوابت الوطنية التي خرجت لأجلها الثورة السورية ».

مشيرا أن “بيدرسون” «يدرك عوامل الفشل وصعوبة المهمة، وأن الدول لن تساهم في حل الأزمة، بل تسعى إلى استمراريتها بما يتوافق مع مصالح وشروط كل دولة منها».

للمزيد اقرأ: المماطلة تعود في اللجنة الدستورية.. فشل جديد لوفد المعارضة؟ 

دمشق توصل المباحثات لشلل سياسي

أرجع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسن” أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، السبب الرئيسي لفشل محادثات اللجنة الدستورية السورية والتي انتهت من دون إحراز أي تقدم وكانت «مخيبة للآمال»، بحسب وصفه، إلى رفض دمشق التفاوض بشأن تعديلات على مسودات طرحها خلال الجولة .

من جهته، “ريتشارد ميلز”، نائب المندوب الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أشاد بجهود “بيدرسن” الذي أشرف على اجتماعات اللجنة، مؤكدا أن واشنطن تشاركه أيضاً «الإحباط والتقييم بأن النتائج كانت مخيبة للآمال».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.