لم ينقص لبنـان المثقل بهمومه ومشاكله التي يعيشها، وعلى رأسها الاقتصادية، إلا الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع دول الخليج، حتى يقف على بعد خيط من الانهيار.

وجاءت الأزمة الأخيرة، نتيجة تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، التي وصفت بالمعبرة عن سياسة إيران في لبنان.

إذ وصف “قرداحي” بتصريح لأحد البرامج الإعلامية الحرب التي تجري في اليمن بـ «العبثية»، واعتبر ميليشيا “الحوثي” بأنها تدافع عن نفسها ضد عدوان التحالف العربي بقيادة السعودية.

وأدت تصريحات قرداحي إلى أزمة دبلوماسية حادة، كان من نتائجها طرد السعودية والبحرين لسفيري لبنان لديهما، والتلويح بقطع العلاقات مع بيروت.

كما طالبت السعودية باستقالة جورج قرداحي من منصبه كوزير للإعلام، وتقديم اعتذار رسمي عن تصريحاته، لكن الأخير رفض الاعتذار والاستقالة.

مستقبل قرداحـي

وهنا يقول أستاذ العلوم السياسية بكلية “المستقبل الجامعة”، سليم كامل، إن قرداحي سيعتذر، وهذا لا نقاش فيه، بحسبه.

وبشأن إمكانية استقالة الوزير اللبناني، ذكر كامل لـ (الحل نت) أنه -ويقصد قرداحي – سيماطل ويعاند لبعض الوقت، لكن لا خيار أمامه سوى الاستقالة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

على صلة:

إليسا لـ “جورج قرداحي”: «بتحب الأسد؟ روح لعنده وتروك لبنان»

واستبعد الأكاديمي العراقي أن تطوي استقالة أو اعتذار قرداحي الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وبيروت.

موضحا أن الأزمة أساسا تتعلق بالنفوذ الإيراني في لبنان عبر أداته، ميليشيا “حزب الله”، ودعم الأخيرة للحوثيين لتكريس سياسة إيران في المنطقة.

بالتالي فإن تصريحات قرداحي، هي بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وأدت لإبراز الأزمة بشكل أكبر، وبصورة علنية، وفق “سليم كامل”.

لبنـان وسيناريو العراق

أما الهدف من التعامل السعودي مع لبنان، فهو محاولة إعادة سيناريو العراق الذي حدث في آخر عامين، عبر تحجيم الدور الإيراني في لبنان، يوضح كامل.

ويسترسل كامل أكثر، ويقول إن دول الخليج وواشنطن لعبت دورا مهما في تحجيم نفوذ إيران بالعراق منذ 2019، عبر إزاحة حكومة عادل عبد المهدي المقربة من إيران، والمجيء بحكومة مصطفى الكاظمي.

وأضاف كامل، أن الكاظمي نجح بلعب دور محوري في المنطقة، وقلل من نفوذ طهران في الداخل العراقي، وهو ذات السيناريو الذي يراد تنفيذه في لبنان، بحسبه.

كامل اختتم بأن، المجيء بحكومة لبنانية برئاسة شخصية تقف بوجه إيران وتحجم من دورها في لبنان، قد يحدث، لكنه يحتاج لبعض الوقت نوعا ما.

ومن المعروف في لبنان، أن “حزب الله” يتحكم بمشهد البلاد بشكل وبآخر، وعادة ما تتشكل الحكومات اللبنانية وفقا لقناعته، التي تعكس بدورها سياسة طهران في لبنان والمنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.