بالرغم من وصول نحو نصف مليون جرعة من لقاح فايروس كورونا إلى إدلب، لم يقبل سوى 40 ألف شخص بأخذ جرعات اللقاح من أصل أكثر من أربعة ملايين شخص من القاطنين في شمال غربي البلاد، مشكلين بذلك نسبة واحد بالمئة فقط من إجمالي عدد السكان.

وحذرت صحيفة (واشنطن بوست)، من كارثة إنسانية وشيكة قد تضرب إدلب والمناطق المحيطة بها، موضحة أن الشائعات عن لقاح كورونا وادعاء البعض أنه عبارة عن مؤامرة، إضافة للتخوف من كون اللقاح يعرض صاحبه للموت، دفع الكثيرين للإحجام عنه، ما أثر على تدهور الوضع الصحي وزاد من معاناة سكان المنطقة.

قد يهمك: سوريا.. تضاعف أسعار المنظفات والصناعيون يتهمون كورونا!

غياب الإجراءات الوقائية

الطبيب محمد السالم، من وحدة تنسيق الدعم المسؤولة عن اللقاحات ووضع كورونا بشمال غرب سوريا، قال لـ (الحل نت)، إن الأمر ليس متعلقا فقط بالشائعات أو بعدم تلقي اللقاح، بل يكمن في عدم اتباع الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بالفايروس، مثل ارتداء الأقنعة (الكمامات) أو التعقيم المستمر، وحتى بما يخص مسألة التباعد الاجتماعي، فمن الطبيعي أن ترتفع حالات الإصابة بالفايروس في مثل هذه الظروف.

وبات الوضع الصحي في إدلب متدهور إلى حد كبير، ولا سيما في غياب دور السلطات المسؤولة عن المنطقة لفرض الإجراءات اللازمة للحد من خطره على أقل تقدير، وكذلك غياب البنى التحتية من مشافي ومراكز طبية والتي من شأنها أن تستوعب أو تخفف من ثقل هذا الوباء، ولا سيما بعد تدمير العديد من المشافي والمنشآت الصحية بقصف القوات الحكومية والروسية، والذي أسفرت أيضا عن تهجير قسم كبير من الكوادر الصحية في المنطقة.

اقرأ أيضا:المرضى بالممرات.. سوريا تصل إلى ذروة الإصابات بـ”كورونا”

ويعتقد السالم أنه وبالرغم من انخفاض نتائج المسحات الإيجابية مؤخرا، لكن لا يزال الضغط على المشافي كبيرا جدا بسبب الإقبال الشديد من حالات الإصابة.

الوضع غير مبشر بالخير

وقال السالم أن الحالات الإيجابية مستمرة بالانخفاض لكن الوضع في المنطقة غير مسنقر نوعا ما، مؤكدا أن الأسابيع الماضية شهدت ارتفاعا بأعداد الإصابات بالفايروس، معبرا عن الوضع بأنه «غير مبشر بالخير في ظل عدم الاكتراث لخطورة الوباء»، على حد تعبيره

في حين، يشير السالم إلى أن الثقة باللقاح بدأت ترتفع نسبتها بين سكان المنطقة تدريجيا، وذلك بعد زيادة عدد الملقحين عالميا، مضيفا أن اللقاح هو حل نموذجي للمرض في شمال غربي سوريا، وخاصة مع انخفاض المساحات الطبية وضعف الخدمات والقدرات الصحية.

للمزيد اقرأ أيضا: تسجيل إصابة أول طفل رضيع بفيروس كورونا في إدلب 

وسجلت مديرية صحة إدلب في آخر إحصائية لها، 272 إصابة جديدة في الشمال السوري، منها 161 في إدلب ليصبح إجمالي الإصابات 88960 حالة.

كما سجلت 89 حالة شفاء، منها 49 في إدلب ليصبح إجمالي حالات الشفاء 51365 جالة، بينما سجلت حالتي وفاة ليصبح إجمالي عدد حالات الوفيات 1855 حالة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.