تهدئة بين الأحزاب الولائية والكاظمي: ولاية ثانية على الأبواب؟

تهدئة بين الأحزاب الولائية والكاظمي: ولاية ثانية على الأبواب؟

يبدو أن خيار التهدئة هو الأقرب للواقع في العراق، بعد الأحداث التي شهدتها بغداد مؤخرا، من قمع لمتظاهري الأحزاب الولائية، ومن استهداف لرئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي.

حتى أول أمس، توقع مراقبون، بأن التصعيد والمواجهة بين الفصائل والأحزاب المقربة من إيران والحكومة العراقية، قادمة لا محالة.

بدأت الأزمة بقمع حكومي لمتظاهري الأحزاب الموالية لإيران، بعد محاولتهم دخول المنطقة الخضراء، إثر اعتراضهم على نتائج الانتخابات المبكرة، التي خسرت بها الأحزاب الولائية.

وارتفعت وتيرة الأزمة إلى قمتها، عبر محاولة اغتيال رأس هرم السلطة، #مصطفى_الكاظمي، لكنه «نجا بأعجوبة»، بعد استهداف منزله بطائرة مسيرة.

ما دفع بالمراقبين إلى توقع التصعيد والمواجهة، تصريح الكاظمي بكلمة فيديوية، قال فيها عن مستهدفيه: «نعرفهم»، ورددها 3 مرات على التتابع، ثم أردف: «وسنكشفهم ونقدمهم إلى العدالة».

أسباب التهدئة بين الكاظمي وخصومه

لكن البارحة، وعكس التوقعات، باتت معالم التهدئة واضحة، إثر تصريحات من قبل قيادات الأحزاب المقربة من إيران أولا، ومن الحكومة ثانيا.

التصريحات الداعية للتهدئة، أتت بعد اجتماع عقد الاثنين، بين قيادات الأحزاب المقربة من إيران والكاظمي، وبحضور الرئيس العراقي، #برهم_صالح.

للقراءة أو الاستماع: استهداف رئيس الوزراء العراقي: هادي العامري والإطار التنسيقي يطالبون بالتهدئة!

وهنا يتساءل العديد من المتابعين للشأن العراقي، عن سبب تغير البوصلة من المواجهة إلى التهدئة، ولتفسير ذلك، تواصل “الحل نت”، مع أستاذ الإعلام السياسي والعلاقات العامة الدولية، #علاء_مصطفى.

يقول مصطفى إن: «النار إذا نشبت، سيكتوي الجميع بلظاها. هذه قاعدة أيقن الجميع بها مؤخرا».

ويضيف أن: «الحكومة تهدئ بما لديها من ملف مكنها من اللعب لإعادة التوازن مع خصومها. وخصومها يهدئون اللعب؛ لأن التصعيد يعني المواجهة، والجميع لا يريد المواجهة».

حل يلوح في الأفق!

لكن لماذا لا أحد يريد المواجهة؟ «لأن هناك ملامح حل تلوح في الأفق. وهذه الملامح تضمن للجميع تحقيق أهدافهم بيسر وبأدوات ناعمة بعيدة عن المواجهة».

ولم يعد بالمخفي، أن هدف الحكومة، التجديد لها، أي الحصول على ولاية ثانية يقودها الكاظمي. وهدف الأحزاب المقربة من إيران، حكومة توافقية تضمن لهم الحصول على بعض الوزارات، لا حكومة أغلبية سياسية، تقصيهم من المشهد.

وهنا يقول مصطفى إن: «حادثة الطائرة، أفقدت الأحزاب الخاسرة بالانتخابات الكثير، وحولت الأنظار من قضيتهم – الاعتراض على نتائج الانتخابات – إلى قضية أخرى».

ويشير مصطفى، وهو أكاديمي في جامعة بغداد إلى أن: «من لديه طموح استعادة السلطة، لن يتورط في المواجهة، التي قد تجر أطرافا دولية إليها»، على حد تعبيره.

للقراءة أو الاستماع: واشنطـن توجه أصابع الاتهام للنفوذ الإيراني بعد فشل اغتيال الكاظمي

«عليه أيقن الجميع، بأنه ليس من المنطق إشعال النار التي سيكتوون بها كلهم. بل الأسلم الذهاب للتهدئة، وحصولهم على مكتسباتهم التي يسعون لها»، حسب مصطفى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.