جدوى السلطات السورية في عدم الاقتناع بالتطور العالمي خلال العامين السابقين، يعزز فرص اجتياح طوفان الأزمة الاقتصادية العالمية لسوريا كما يزيد من احتمالية دخولها في الكساد الكبير.
رغم محاولة الحكومة السورية الاستعانة ببعض رجال الأعمال المقربين منها، في محاولة منها لتكرار إنعاش الاقتصاد في البلاد، غير أنّ جميع الجهود التي بنيت على “خطط عقيمة” لم تجدي نفعاً ما جعل الوضع الاقتصادي في سوريا على ما هو عليه.
ثلاث أسباب للطوفان الاقتصادي العالمي
جميع القراءات للمحللين الاقتصاديين العالميين أشارت إلى أنّ الأزمة الاقتصادية الجديدة سيكون تأثيرها أعظم من أزمتي 1990 و2008.
وحول ذلك، قال الخبير في الشؤون الاقتصادية، توماس سير، أنّ أحد أهم الأسباب في الطوفان الاقتصادي القادم هو ارتفاع مستوى التضخم الأميركي، حيث وصل إلى درجة قياسية منذ 31 عام.
كما أنّ الحلول العقيمة لقادة الاقتصاد العالمي، سرّع في دخول الأزمة، حيث قام الرئيس الأميركي، جو بايدن، بطباعة دولارات جديدة بكميات كبيرة.
وقدر الخبير، خلال حديثه لـ “الحل نت”، ما تم طبعه في عهد بايدن، يعادل 35 بالمئة، من كل الدولارات التي طبعت في تاريخ الولايات المتحدة، حيث أسهمت في ضعف القوة الشرائية.
إضافة لذلك، هو أزمة الشرائح الإلكترونية العالمية، حيث يعيش العالم بظل التطور التكنولوجي أزمة من إنتاج الشرائح الإلكترونية.
وبسبب ذلك، ارتفعت قيمة الإلكترونيات على مستوى عالمي.
أمّا حول السبب الأخير في الطوفان الاقتصادي، فأشار الخبير الاقتصادي، إلى أزمة الطاقة وطرق تصريفها.
كما يربط الخبير الاقتصادي ما سبق بارتفاع أسعار الوقود فيما يشهد الذهب الأسود ركوداً في الشراء.
قد يهمك: جائحة اقتصادية قادمة على سوريا.. تعرفوا إلى الأسباب
كيف سيؤثر الطوفان الاقتصادي على سوريا؟
يعلم الجميع، أنّ مصير الليرة السورية ليس مبشراً فيما لا تزال تشهد انخفاضاً في القيمة مقابل الدولار المطبوع مجدداً بكميات كبيرة.
ويرجع تأثيره، في أنّ الليرة في الوقت الحالي ستفقد 30 ضعفاً من قيمتها في عام 2019.
ووفقاً لرجل الأعمال السوري، منير الزعبي، فإنّ التضخم الأميركي، سيسبب زيادة هائلة في أسعار السلع الأساسية والغذائية والطاقة التي أصلاً تعاني من فقدانها سوريا.
كما أضاف الزعبي خلال حديث لـ”الحل نت”، أنّ الطوفان الاقتصادي سيطال قطاع العقارات التي تراهن عليها الحكومة السورية في عملية إعادة الإعمار، ما يقود البلاد إلى “فقاعة الرهن العقاري”.
وأشار رجل الأعمال السوري، إلى أنّ الجميع يتخوف من أنّ تأثيرات الطوفان الاقتصادي في سوريا ستكون عبر استمرار الحرب وتعزيز النزاعات الداخلية وتصاعد أزمة اللجوء.
اقرأ المزيد: الإبر الطبية في سوريا مفقودة.. قرع جرس الإنذار بعد ارتفاع الأسعار
“حكومات تقليدية لا حلول لها”
وبرأي الخبير الاقتصادي، توماس سير، فإنّ الحكومات في الشرق الأوسط، تعتبر أنّ الأزمة عالمية كما أنه لا مفر منها.
كما يضيف، أن المواجهة لدى الحكومات خير من العمل على تفاديها.
أي أنّ الحكومة تعرف الخلل، ولكن تجري حلولا موضعية، ولا تعمل على معالجة المشكلة ذاتها.
فيما يرى رجل الأعمال السوري، أنّ الصراع في سوريا، وانكفاء الحكومة السورية على نفسها خلال الأعوام السابقة، أوقف تطوير الأفكار الاقتصادية.
وحسب سير، فإن الحكومة السورية باتت حكومة تقليدية لا حلول لديها.
وبيّن الزعبي، أنّ الحلول عبر العملات الرقمية، لا تؤمن به الحكومة السورية، في حين أنّ دولاً عظمى بدأت تتجه نحو إنتاج عملات رقمية خاصة بها.
في حين أدى الاهتمام المتزايد بالعملات الرقمية إلى إعادة إشعال طموحات البنوك المركزية بشأن العملات الرقمية.
حيث قال بنك إنكلترا هذا الأسبوع، إنه على أعتاب طباعة العملة الرقمية للبنك المركزي البريطاني.
وعلى نحو متصل، تقول السويد، إنها تأمل في الحصول على نسخة رقمية من كرون (العملة المحلية السويدية) بحلول عام 2026.
وفي الصين، تقدم البنك المركزي بطرح نسخة افتراضية من اليوان (العملة المحلية الصينية) كتجربة في العديد من المقاطعات.
ونجحت “البتكوين” و”الإيتريوم” و”بينانس كوين” أكبر ثلاث عملات رقمية من حيث رأسمال السوق، في الوصول إلى أعلى سعر على الإطلاق.
كما قفزت القيمة السوقية مؤخراً لسوق العملات الرقمية إلى أعلى مستوى تاريخي.
واقتربت من 3.2 تريليون دولار، أي ما يعادل أكثر من ربع قيمة سوق الذهب والتي تبلغ حوالي 11.5 تريليون دولار.
اقرأ المزيد: سوق الأدوية في سوريا على صفيح ساخن.. توقف إنتاج ورفع أسعار
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.