تشهد أسواق الأدوية في سوريا موجة جديدة من فقدان معظم أصناف الأدوية، وذلك في وقت تشهد فيه أسواق الأدوية تلاعباً في الأسعار وبيعها في «السوق السوداء»، بحجة انخفاض التسعيرة الرسميّة.

وتعتبر معامل الأدوية أن آخر تسعيرة أصدرتها الحكومة السوريّة وحددت من خلالها أسعار الأدوية «غير منصفة»، ولا تتناسب مع تكاليف الإنتاج التي يصفها أصحاب المعامل بـ«المرتفعة جداً».

أسباب ارتفاع الأسعار

وأفادت مصادر محليّة بأن العديد من معامل الأدوية السورية توقفت عن الإنتاج للأسباب المذكورة.

وأضافت، أنه يجري بيع بعض الأدوية في «السوق السوداء» بشكل غير شرعي وبأسعار تتجاوز الأسعار الرسميّة بعدة أضعاف.

ويرى محللون اقتصاديون أن توقف بعض معامل الأدوية عن الإنتاج، ما هي إلا محاولات للضغط على الحكومة السورية.

وحسب المحللين، فإن توقف بعض معامل الأدوية في سوريا بهدف إصدار تسعيرات جديدة تناسب كلفة الإنتاج ونسبة الربح للمعامل.

اطلع على: الدواء في سوريا.. سوق سوداء لا ترحم الفقراء!

ارتفاع أسعار الأدوية في سوريا لن يؤثر على الطلب

ويرى المحلل الاقتصادي خالد التركاوي أن رفع أسعار الأدوية مجدداً لن يؤثر على الطلب، أو حجم المبيعات في الأسواق، ذلك لأن مرونة الطلب في الأدوية منخفضة بسبب أهمية تلك السلعة.

ويقول في حديثه لـ«الحل نت»: «الدواء يؤخذ بشكل اضطراري، بالتالي قد ما رفعو سعره رح تضل الناس مضطرة تأخذه».

ويتابع، إلا اذا توفر البديل، السوريون في الأمراض البسيطة ممكن يخف توجههم للطبيب، بسبب ارتفاع تكاليف الذهاب إلى الأطباء».

ويضيف: «لكن في الأمراض الرئيسية التي تُعرض حياة الإنسان للخطر، فالمريض مضطر أن يشتري الدواء، حتى لو اضطر للاستدانة».

وبرأي التركاوي فإن ارتفاع أسعار الأدوية في سوريا سيؤدي ربما إلى زيادة عمليات تهريب الأدوية لتعويض النقص، وذلك «لأدوية مهربة تكون أرخص نسبيّاً من الدواء الوطني».

كما تضاف أزمة أسعار الأدوية إلى الأزمات المتعددة في الحصول على السلع والخدمات الأساسية بالنسبة للسوريين.

وأمام هذه الأزمة الممتدة منذ أشهر في الحصول على الأدوية خصوصاً بعد انتشار فيروس “#كورونا”، بدأ الناس التوجه نحو التداوي بالأعشاب كخيار بديل.

ويأتي ذلك نظراً لكونه متوافر، وأقل تكلفة، مقارنة ب الأدوية داخل الصيدليات.

اقرأ أيضاً: في سوريا.. أسعار الأدوية تكوي الجيوب والأعشاب بديل “خطير” للفقراء