لقاءات أمريكية تركية، ونقاشات دبلوماسية في الآونة الأخيرة حول الملفات الخلافية بين واشنطن وأنقرة، لاسيما الملف السوري، والتوتر أيضاً بسبب إتمام تركيا صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس 400”.  

في الوقت الذي استطاعت فيه واشنطن إيقاف عملية عسكرية تركية كانت على وشك الوقوع خلال الشهر الفائت ضد مناطق في شمال شرق سوريا، ما يشي بقدرة تأثير أمريكية مباشرة خلال فترة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الرؤية التركية في الملف السوري، الأمر الذي قد يفسح المجال أمام الحوار والقنوات الدبلوماسية للتفاهم والتوافق على تسيير الملف السوري نحو الاستقرار أكثر وفق الرؤية الأميركية التي باتت تتضح أكثر وتسعى لضبط التحركات الروسية والتركية في آن معاً.

مسؤولة أمريكية رفيعة المستوى، صرحت مؤخراً “مصممون على تعزيز تعاوننا مع تركيا، ونتشارك مع أنقرة في العديد من المصالح”. ليبرز السؤال الأكبر حول إمكانية حدوث أي تقارب في ظل وجود إشكاليات متعددة بين الجانبين سواء في الملف السوري والعلاقات الروسية التركية وبالأخص الخلاف بخصوص منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس 400″؟

لقاءات أمريكية تركية.. القضية السورية على الطاولة

مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك ساليفان، التقى مؤخراً مع مستشار الرئيس التركي، إبراهيم قالن، وناقشا آخر التطورات في القضية السورية وعدداً من القضايا الإقليمية.

وقال “البيت الأبيض” في بيان له حول اللقاء، يوم الجمعة، إن الجانبين تحدثا حول المساعدات الإنسانية ووحدة الأراضي التركية، وتطهير المنطقة من الإرهاب، إضافة إلى التطورات السياسية في ليبيا وتطورات الوضع في أفغانستان.

اقرأ أيضاً: إعادة الإعمار في سوريا.. هل تُجبر بوتين على تسوية سياسية دولية؟

كما تحدث الجانبان عن تفاصيل الآلية الاستراتيجية المشتركة التي تم الاتفاق عليها خلال لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي جو بايدن، بحسب بيان “البيت الأبيض”.

مصالح مشتركة

المحلل السياسي أحمد مظهر سعدو، قال في حديث لـ “الحل نت” أن المصلحة القومية التركية وكذلك الأمن القومي الأميركي والمصالح الأمريكية بمجملها، تدفع باتجاه الوصول إلى لغة مشتركة، وفق رأيه.

وتابع بالقول «لاسيما في ظل اهتمام في المسألة السورية ومنه بالضرورة شمال شرق سوريا، كما أن وجود كلا الدولتين في حلف الناتو يفرض تنسيقا أمنيا عسكريا بينهما وأيضا علاقات سياسية وتجارية ملحقة».

وفيما يخص صفقة السلاح  الروسي، قال سعدو، أن هذا الخطر الروسي يدفع بالسياسة الأمريكية إلى مزيد من إعادة تشابك العلاقة المصلحية بينها وبين تركيا، بحسب تعبيره.

ورأى سعدو، أن هذه الاجتماعات المتتابعة ستنتج حالة تشاركية في شمال شرق سوريا، وهو ما خفف اندفاع الجيش التركي في تلك المنطقة.

اقرأ أيضاً: خلافات محتملة بين واشنطن وموسكو في سوريا.. التطبيع العربي أبرز الأسباب

كما اعتقد سعدو، بأن هذه التوافقات من شأنها أن تعطي حراكاً مفيداً للأوضاع السورية المتعثرة وتضبط بالضرورة حالة العبث الروسي والإيراني في الحالة السورية برمتها.

أمريكا.. وعود بتعميق العلاقة مع أنقرة؟

مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، كارين دونفريد، قالت يوم أمس السبت، إن تركيا والولايات المتحدة تشتركان في العديد من المصالح والمشاريع، مؤكدة أن واشنطن مصممة على تعميق أواصر التعاون مع أنقرة.

وتحدثت دونفريد، في لقاء أجرته مع وكالة “الأناضول” التركية خلال زيارتها إلى تركيا، حول التطورات الحالية في العلاقات الثنائية الأمريكية التركية.

وقالت دونفريد، أنها جديدة في منصبها وزيارتها تركيا مهمة جداً بالنسبة لها، واعتبرته مؤشراً قوياً على أن تركيا شريك راسخ وقيِّم لـ “حلف شمال الأطلسي” (الناتو). 

وتطرقت المسؤولة إلى أن توقيت زيارتها كان مناسباً، لاسيما بعد لقاء الرئيس جو بايدن، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في روما، ضمن إطار قمة قادة “مجموعة العشرين”.

وأشارت إلى أنه خلال لقاء الرئيسين، تم الاتفاق على تعميق الحوار حول العديد من القضايا «التي يمكننا التعاون بشأنها، والنظر مع الشركاء الأتراك في كيفية تطوير التعاون القائم بين واشنطن وأنقرة».

وأعربت المسؤولة، عن ثقتها في أن الولايات المتحدة وتركيا قادرتان على التوصل إلى حل من خلال العمل المشترك، مؤكدة أن البلدين يتمتعان بعلاقة دفاعية قوية ومتعددة الجوانب، بحسب وصفها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة