لربما سيشهد الملف السوري مرحلة حاسمة بعد اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

لا سيما بعد أن أصبح الملف السياسي بين الطرفين يتجه نحو خطوات إيجابية مقبولة نوعاً ما، منذ شهر حزيران/يونيو الماضي، في عدة جوانب بحسب ما يراه مراقبون ومحللون في الشأن السوري.

نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أعرب في تصريحات متلفزة، الأحد، أن لقاءا جديدا ثانيا (بعد لقاء جنيف منتصف العام الجاري) بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن «يتطلب تحضيرا جيدا».

مؤكدا أن التحضيرات جارية في الوقت الحالي، واصفا اللقاء بـ«الهائل».

ومن المرجح أن يجري اللقاء بين الرئيسين قبل نهاية هذا العام، لكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، لم يستبعد عقده بعد حلول رأس السنة.

قد يهمك: الملفُّ السُّوري في المقدمة.. قضايا حساسة للنقاش بين “ميركل” و”بوتين”

توافقات في الملف السوري

وسط تساءلات السوريين عما إذا سيكون هذا اللقاء بمثابة محطة ثانية مهمة للتوافقات الروسية الأميركية في الملف السوري.

يرى الكاتب والصحفي مصطفى النعيمي في حديث مع “الحل نت”، أن التوافقات في الملف السوري أكثر من خلاف وجهات النظر.

ذلك، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المتغيرات العسكرية التي حصلت ولا تزال تحصل.

في وقت باتت التفاهمات الأميركية الروسية في الجغرافية السورية في مستواها العالي.

وما حصل في المنطقة الجنوبية بسوريا، من عقد للتسويات، خلال الآونة الأخيرة، هو بمثابة فهم للتقاطعات بين واشنطن وموسكو في سوريا، وفق النعيمي.

معتقدا أن وجهة النظر الأميركية تتلخص في المحافظة على الواقع الراهن في ضبط قوى النفوذ الدولية بالمنطقة.

ومن ضمنها روسيا التي تساهم بشكل كبير في الامتثال المطلق لرغبة الولايات المتحدة.

وعلى وجه الخصوص الغارات الإسرائيلية التي تحصل بين الفينة والأخرى وتعتبر رسالة واضحة بأن روسيا تنفذ الرغبات الأميركية.

والتي تتجسد في ضرورة إخراج إيران من سوريا وإفساح المجال لسلاحي الجو الإسرائيلي والتحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”.

الأمر الذي يلخص حقيقة عمق التفاهمات ومآلات تلك التفاهمات.

اقرأ أيضا: خلافات محتملة بين واشنطن وموسكو في سوريا.. التطبيع العربي أبرز الأسباب

تعمق التوافقات

لا يشك النعيمي بأن الولايات المتحدة منحت ضوءا أخضر لروسيا لإدارة سوريا في مناطق نفوذ القوات الحكومية.

وضبط المشهد بشكل شبه كامل تطلب تخفيض حصول أي احتكاك بين الميليشيات الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد في سوريا والأطراف الدولية التي تستهدفها.

في حين، سبق وأن طالب الضباط الإيرانيون المجتمعون في قاعدة التيفور العسكرية من الضباط الروس بوقوف روسيا إلى جانبهم ضد الاعتداءات المتكررة لسلاح الجو الإسرائيلي.

ذلك لقاء استمرار الميليشيات الإيرانية والرديفة حماية المصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين.

لكن روسيا رفضت الطلب الإيراني، على حد قول النعيمي.

مما استدعى الاستعانة بقوات الحكومة السورية والتي كانت لديها الرغبة الكاملة في تقديم الغطاء الجوي.

إذ بدأت بتدريب طياريها على المقاتلة الروسية ميج 29 المخصصة بتقديم الدعم الجوي والتصدي للمقاتلات الإسرائيلية.

وفي حزيران/ يونيو من العام الحالي، اجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول قمة لهما بمدينة جنيف السويسرية.

على صلة: “المنطقة الرمادية” بين واشنطن وموسكو.. هل تُشعل التوتر في سوريا؟

ورغم أن العلاقة بين البلدين كانت متوترة جدا، لكن بايدن قد وصف الرئيس الروسي، قبل انعقاد محادثات القمة، بأنه «خصم جدير بالاحترام».

فيما وصف بوتين المحادثات مع بايدن في مؤتمر صحفي عقب ختام القمة، بأنها كانت «بناءة».

ويترقب السوريون بأن يكون ملف بلادهم من أولويات المباحثات المرتقبة بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي.

متأملين حلولا من شأنها أن تنهي الأزمة السورية بعد عقد من الحرب والدمار.

في وقت يشهد الوضع الميداني في عموم البلاد حالة من الهدوء الحذر نسبيا.

قد يهمك أيضا: هل سيكون هناك تعاونٌ أكبر بين واشنطن وموسكو حول سوريا بعد الاتفاق على ملف المساعدات؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.