يتساءل متابعو الشأن السوري سبب متابعة المواطنين داخل سوريا لأخبار الليرة التركية وما تأثرت به أدى إلى تدهور للعملة. ولكن الذي لا يعلمونه، أنّ إحدى سياسات التدخل التركي في شمال سوريا، هو فرض التداول بالعملة التركية داخل هذا المناطق.

ومع الانخفاض التاريخي لقيمة الليرة التركية، وإصرار الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، على سياسة خفض أسعار الفائدة، تأثرت المناطق السورية بالقوانين الاقتصادية التركية.

بعد هبوط الليرة التركية.. ارتفاع مذهل للأسعار بين ليلة وضحاها

لم ينم السوريون ليلتهم، أمس الثلاثاء، بسبب معرفتهم أنّ الانخفاض التاريخي لليرة التركية له تبعات ستكون عميقة عليهم.

فور بزوغ فجر الأربعاء، أصدرت شركة “وتد” العاملة في الشمال السوري بيانتها برفع أسعار المحروقات في إدلب إلى مستويات عالية.

ووصل سعر ليتر البنزين المستورد إلى 11.32 ليرة تركية، وسعر ليتر المازوت المستورد أول إلى 10.54 ليرة، وسعر المازوت نوع محسّن إلى 8.01 ليرة تركية لليتر الواحد، وليتر المازوت نوع مكرر 6.64 ليرة.

ولمعرفة الفروق، فالسعر السابق لليتر البنزين المستورد كان 9.83 ليرة تركية، والمازوت المستورد نوع أول 9.14 ليرة، والمازوت المحسن 6.96 ليرة، والمازوت المكرر 5.77 ليرة.

وتبع ذلك على التوالي، المادة الثانية التي تعد أساسية لدى المواطنين. فارتفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 157 ليرة تركية، عوضا عن 137 ليرة.

اقرأ أيضا: انخفاض تاريخي لليرة التركية: الأسباب معروفة والمصير “غامض”

الليرة التركية عمقت أزمة الجوع

ويعيش الأهالي في شمال سوريا أوضاعا معيشية صعبة، لا يدركه الرئيس التركي وحكومته، بحسب المواطنين.

فمع القرارات التي يتخذها أردوغان من أجل بلاده كما يقول. يشير أبو محمد ملوح، في حديثه لـ(الحل نت)، إلى أنّ هذه القرارات يرافقها ارتفاع حاد بكافة الأسعار.

وسجل سعر صرف الليرة التركية في افتتاح تعاملات اليوم الأربعاء 12.25 للشراء، و12.60 للمبيع في أسواق الشمال السوري مقابل الدولار الأميركي.

وإلى المواد الغذائية، سجل البيض والزيت النباتي ارتفاعاً بقيمة 3 ليرات إذ كان سعر الأول 32، والثاني 22 ليرة.

وسجلت أسعار اللحوم ارتفاعاً بمقدار ثلاث ليرات لجميع أنواعها، حيث كانت بباع لحم الغنم: 75 ل.ت، ولحم البقر: 45 ل.ت، والدجاج الحي: 16 ل.ت.

اقرأ أيضا: الليرة التركية.. كارثة جديدة على السوريين في شمال غربي سوريا

مطالبات بالعودة إلى الليرة السورية

يقول أبو محمد ملوح، لـ(الحل نت)، أنّ المضحك المبكي، هو بعد انخفاض سعر الليرة التركية، وارتفاع الأسعار، أصبح المواطنين يطالبون بإعادة التعامل بالليرة السورية.

وكان فريق منسقو استجابة سوريا، قالوا في أكتوبر/تشرين الأول الفائت، إن انهيار الليرة التركية آنذاك، تسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية في شمال غربي سوريا بنسبة 400%، وأسعار مادة الخبز بنسبة 300%.

كما ارتفعت أسعار المواد غير الغذائية بنسبة 200%، والمحروقات بنسبة 350%، بينما وصلت معدلات الفقر إلى مستويات قياسية تجاوزت 90%، بحسب المصدر ذاته.

ورغم أن عملية استبدال العملة في شمال سوريا جاء بعد انهيار الليرة السورية. والتي وصلت إلى حدود أربعة آلاف ليرة مقابل الدولار، فإن عاماً كاملاً من التعامل بالليرة التركية في الشمال الغربي من اليلاد، كانت كفيلة باختبار التجربة.

والتي ربما تكون ذات جانب إيجابي للتجار، لكنها لم تكن كذلك بالمطلق بالنسبة لمحدودي ومعدومي الدخل في القرى والمدن والمخيمات.

وتجاوز سعر صرف الليرة التركية، أمس الثلاثاء، عتبة 13.1 ليرة للدولار الواحد، لأول مرة في تاريخ العملة التركية.

وحتى الآن، لا تعرف بالتحديد الأهداف التي يريدها الرئيس التركي من هذه السياسة الاقتصادية. وبينما تراها أوساطه إيجابية وستعود بالفائدة مستقبلا، يقول آخرون إنها تقود عملة البلاد إلى مزيد من الانهيار.

قد يهمك: انخفاض الليرة التركية يفاقم أوضاع شمال غربي سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.