جوازات السفر في الحسكة.. تجارة تدر على الحكومة السورية آلاف الدولارات يومياً

جوازات السفر في الحسكة.. تجارة تدر على الحكومة السورية آلاف الدولارات يومياً

منذ أربعة أشهر، ينتظر محمد شيخو (40عاماً)، أن يحصل على جواز سفر لابنة أخيه(هيلين)، ذات السنتين والمقيمة في إحدى القرى بريف الحسكة الشمالي، كي تلتحق هي ووالدتها بأبيها المقيم منذ سنتين في ألمانيا. 

وتشهد مراكز الهجرة والجوازات في معظم المحافظات السورية ازدحاماً كبيراً من جانب الراغبين بالحصول على جواز السفر، جراء ارتفاع نسبة الهجرة إلى الخارج، وخاصة بين الشباب، نتيجة الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.

وقال محمد شيخو، لـ الحل نت، إنه دفع نحو 500 ألف ليرة سورية، منذ شهر تموز/يوليو الماضي، مقابل تسجيل دورٍ في مركز الهجرة والجوازات في الحسكة، عبر سمسار، من أجل الحصول على جواز سفر مستعجل لابنة أخيه.

وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، الأربعاء الفائت، أنه يمكن للراغبين بالحصول على خدمة جواز سفر فوري بعد تسديد بدل خدمة ورسم بقيمة 100 ألف ليرة سورية.

وكانت تكاليف استصدار جواز السفر المستعجل خلال الفترة الماضية 35 ألف ليرة فقط، وتكلفة جواز السفر غير المستعجل لا تتجاوز 15 ألف ليرة.

اقرأ أيضاً: (فيديو) مدير الهجرة والجوازات: كل مواطن سوري لا يملك 100 دولار لا يحق له دخول البلاد

سماسرة وضباط 

وأضاف شيخو، أن السماسرة مرتبطون بضباط من الأمن الحكومي يعملون على تأخير إصدار الجواز، مستغلين أوضاع الناس، ولكي يدفعوهم لـ اللجوء إلى دفع مبالغ طائلة عبر سماسرة، تصل لآلاف الدولارات يومياً، على حد وصفه.

وأشار إلى أن آخرين معه ينتظرون دورهم، بعضهم منذ ستة أشهر، وكان هناك من يدفع 200 دولار قبل رفع تسعيرة الحكومة الجديدة، موضحاً أن هذه الزيادة تعني رفع السمسرة إلى أكثر من مليون ليرة سورية، لبعض الحالات.

فيما قالت سيدة في الثلاثينات من مدينة القامشلي، والتي فضلت عدم ذكر اسمها، لـ الحل نت، إنها سجلت في مركز الهجرة والجوازات، في الحسكة، قبل ثلاثة أشهر، منذ العاشر من شهر آب/أغسطس الماضي.

وأشارت السيدة إلى أنها سجلت على الجواز البطيء والذي قد يطول لأكثر من 6 أشهر، ودفعت 150 ألف ليرة سورية، عبر سماسرة.

وذكرت السيدة أن هناك شخص لم تذكر اسمه، دفع مليوني ليرة سورية، للسماسرة المرتبطين بضباط من رتب عقيد وعميد من الأمن السوري، داخل مركز الجوازات، للحصول على جواز سفر مستعجل.

 وفي سياق متصل أفادت سيوان أحمد(38 عاما) أنها اضطرت لدفع 300 ألف ليرة من أجل الحصول على موعدا لابنها البكر لكي يبصم على الجواز وذلك بعد مرور 4 أيام من صدور القرار الأخير لوزارة الداخلية المتعلق باستصدار جوزات سفر مستعجلة.

أرباح بألاف الدولارات

وقالت مصادر متقاطعة لـ الحل نت، إن مركز الهجرة والجوازات في الحسكة، يجني عبر السماسرة آلاف الدولارات، توقعت بعضها أن تصل إلى نحو 5 آلاف دولار يومياً.

فيما قال طالب جامعي، يبلغ الثلاثين من عمره، من مدينة الدرباسية، فضل عدم ذكر اسمه، إنه حصل قبل سنة على جواز سفر سوري مستعجل عبر السفارة السورية في إقليم كردستان العراق.

وأشار الطالب الجامعي، الذي يدرس في كلية الهندسة الزراعية في دمشق، إلى أنه دفع مقابل الجواز، 900 دولار أميركي، لكي يحصل على إذن سفر ويستطيع التقدم على طلب تأجيل من مركز تجنيد حكومي، بعدما تخلف عن دراسته الجامعية منذ 3 سنوات.

اقرأ أيضاً: النظام يعيد فتح فرع الهجرة والجوازات بدير الزور

المطلوبون أمنياً

وكشف سمسار، (يعمل كوسيط مع ضباط أمن لإنجاز الأوراق المطلوبة للحصول على جواز سفر مقابل مبالغ مالية)، لـ الحل نت، إن تكلفة جواز السفر المستعجل تصل في بعض الحالات إلى  ألفي دولار أميركي، حسب الوضع الأمني للشخص.

وأضاف، أن المطلوبين للخدمة العسكرية والطلاب، تختلف أوضاعهم عمن سواهم، مشيراً إلى أن أدنى تكلفة لجواز السفر المستعجل لغير المطلوبين، تصل لنحو 150 دولاراً فقط.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي، أعلن وزير الداخلية في حكومة النظام السوري، محمد الرحمون، أن إصدار جوازات السفر المتراكمة سينتهي قبل نهاية الشهر ذاته.

وأضاف خلال جولة تفقدية أجراها على فرع الهجرة والجوازات في دمشق، أن التأخير في منح وتجديد جوازات السفر يعود إلى أسباب “فنية خارجة عن إرادة الوزارة”، بحسب ما نقلته صحيفة “الوطن” المقربة من النظام.

وكان الرحمون قال، مطلع آب/أغسطس الماضي، إن أزمة استصدار الجوازات خلال عشرين يوماً.

ويماطل موظفو الحكومة السورية في مراكز الهجرة والجوازات، في عمليات استصدار الجوازات الأمر بحجج مختلفة من أبرزها انقطاع شبكة الانترنت وهو ما بات يفهمه المراجعون على أنه إشارة لهم لكي يلجؤوا إلى سماسرة بدل الانتظار لوقت طويل قد يستغرق أشهر بدل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.