من الواضح أن إيران شددت مؤخراً على تثبيت نفوذها الاقتصادي عبر الإسراع في إعلان مشاريع عدة في قطاعات حساسة في الاقتصاد السوري، كقطاعات الطاقة والتجارة والاتصالات، في مشوارها للاستحواذ على الاقتصاد السوري.

سوريا مفتوحة أمام النفوذ الإيراني

ساعدها بذلك التسهيلات السورية اللامحدودة، أمام المشاريع الإيرانية التي اجتاحت المناطق السورية في كافة المجالات، ليخرج أمس وزير الاقتصاد السوري سامر الخليل مشيداً بالدور الإيراني في التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

وقال الخليل في تصريحات لوكالة “تسنيم” إنّ: «هناك الكثير من العقود بين شركات إيرانية وسورية في القطاعين الخاص والعام»، مؤكداً أن طهران تسعى لزيادة التبادل التجاري مع سوريا، «مع التأسيس لمرحلة التكامل الصناعي بين البلدين في مختلف القطاعات الاقتصادية».

وأضاف: «الشركات الإيرانية تتمتع بإمكانيات هائلة وكثير من المزايا والتقنيات المتقدمة؛ ظروف إيران استدعت أن يكون هناك إصرار أكبر على المزيد من الاعتماد الإيراني على الذات، في المرحلة الماضية، وهو ما ساهم في امتلاك هذه الشركات خبرات كبيرة في مجالات مختلفة تحتاجها سوريا اليوم».

اقرأ أيضاً: العقوبات الأوروبية تكسر أجنحة التطبيع السياحي والاقتصادي للأسد

تمهيد لمشاريع إيرانية قادمة

ويرى رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية محمد محسن أبو النور أن تصريحات وزير الاقتصاد السوري  تأتي تمهيداً لمشروعات إيرانية إضافية في الاقتصاد السوري، خلال الفترة القادمة.

ويقول محسن أبو النور في حديثه لـ”الحل نت”: «الاقتصاد تم تسليمه بالفعل إلى إيران منذ سنوات طويلة، بعد أن استحوذت طهران على أغلب القطاعات الحساسة والمفصلية في السوق السورية، على رأسها قطاع الاتصالات، والعقارات، تصريحات الوزير السوري تعني أن هناك مشاريع أخرى يمكن أن تعقد بين الجانبين خلال الفترة القادمة».

وحول تأثير التغلغل الإيراني في الاقتصاد السوري على عودة العلاقات بين سوريا والدول العربية، يستبعد أبو النور أن تستطيع الدول العربية التأثير على التمدد الإيراني في سوريا خلال المرحلة الراهنة.

وحول ذلك يضيف: «إيران تتحكم بالاقتصاد السوري وفق الظروف الإقليمية الدولية منذ عام 2011،  اعتقد لن يكون له تأثير على عودة العلاقات مع الدول العربية، لأن إيران تموضعت في سوريا، تموضعاً يصعب على أي أحد إزالة هذا التموضع الآن».

وأعلن وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني، سيد رضا فاطمي أمين قبل أيام، افتتاح المركز التجاري الإيراني في المنطقة الحرة بمدينة دمشق، بعد أكثر من عامين على إعلان إنشائه.

خطوة لتعزيز السيطرة الإيرانية على الاقتصاد السوري

ومنذ تدخل إيران العسكري في سوريا وبسط نفوذها على الأراضي السوري، تحاول بسط السيطرة وتحقيق المكتسبات على الصعيد الاقتصادي عبر افتتاح مشاريع اقتصادية متعلقة بالتجارة والصناعة ومجال الطاقة.

وبدأت مؤخراً بعض الدول العربية بكسر العزلة على الحكومة السورية مؤخراً، ولا سيما من قبل الجزائر والأردن ومصر والإمارات.

وحول التقاء مصالح الدول العربية مع المصالح الإسرائيلية، يعتقد المختص بالشأن الإيراني وجدان عبد الرحمن أن هنالك ضرورة لوجود علاقة بين إسرائيل والدول العربي، لا سيما مع توسع النفوذ الإيراني في سوريا.

وحول هذا الشأن قال في تصريحات سابقة لـ “الحل نت”: «أعتقد أن الدول العربية هي بحاجة لهذه العلاقة أكثر من إسرائيل، لأن الخطر الإيراني يهدد أمن الدول العربية ويهدد إسرائيل أيضاً، لكن العلاقة ما بين إسرائيل والدول العربية وتأثيرها على سوريا لا شك هو علاقة إيجابية بتصوري، لأن الطرفان مهددان من قبل النظام الإيراني».

اقرأ أيضاً: مخططات خليجية ضد النفوذ الإيراني.. قطر وافد جديد تجاه الأسد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.