في مواصلة للانتهاكات والتجاوزات التي ترتكبها القوات الروسية بحق الأهالي ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية في ديرالزور شرق سوريا، قتلت القوات الروسية طفلاً يافعاً  لم يتجاوز عمره 16 عاماً، من ذوي الاحتياجات الخاصة، بحجة الاشتباه به.

وقال مراسل “الحل نت”، في مدينة ديرالزور، إن “دورية روسية أطلقت النار بشكل مباشر، على الفتى عبدالعزيز الهجر في حي الجورة، أثناء مروره بجانبها، بالقرب من مسجد قباء، ما أدى لمقتله على الفور”.

وأوضح المراسل أن “الفتى يعاني من إعاقة ذهنية، وعمد عناصر الدورية إلى التنكيل به بعد إطلاق النار عليه، دون أي تدخل من المارة”. 

تواطىء أمني

لافتاً إلى أن “جميع من في الحي المذكور بمن فيهم عناصر حاجز الأمن العسكري والمخابرات الجوية والمقربيين من الروس أيضاً، على علم بالحالة الصحية للفتى، دون أن يبدر منهم أي ردة فعل تجاه ماحدث” .

أحد سكان الحي المذكور، فضل عدم ذكر اسمه، أفاد لـ “الحل نت” أن “القوات الروسية قامت بدهس جثة الفتى بعد قتله، كما قاموا بسحب جثته إلى مقرهم في حي القصور، أمام أعين عناصر القوى الأمنية، التي وقفت مكتوفة اليدين أمام مايحصل”.

يتابع المصدر حديثه، أن “عناصر الأمن أبلغت ذوي الفتى، بأن الروس اعتقدوا أن الضحية إرهابي كان يحمل المفتجرات تحت لباسه، وهو ما استنكره ذوي القتيل”.

مشيراً إلى أن “الأجهزة الأمنية فرضت  طوقاً في مكان الحادثة بعد مغادرة القوات الروسية،  وعملت على  تنظيف مكان الجريمة، ومنعت أي شخص من الاقتراب  أو التصوير، تحت طائلة العقاب والمسؤولية”.

جريمة مقتل الفتى، أعادت للأذهان جريمة مقتل الشاب محمد طه اسماعيل العبدالله، الذي انتشر فيديو مقتله  بشكل واسع على مواقع وشبكات الإنترنت في 2017.

تمثيل بالجثة

ويظهر التسجيل الذي نشره موقع myrotvorets اﻷوكراني حينها، مجموعة من المسلحين يتحدثون الروسية، ويقومون بحسب الموقع، بتعذيب شاب والتنكيل فيه حتى الموت ، فيما يُسمع بوضوح صوت موسيقى ﻷغنية روسية أثناء تنفيذهم للجريمة.

والضحية، عامل بناء سوري وأب لأربعة أطفال يدعى محمد من بلدة الخريطة غربي ديرالزور، اختفى وهو في طريق عودته إلى منزله من عمله في لبنان شهر مارس/آذار 2017. 

مصادر لـ “الحل نت”  أكدت  حينها، أن “التسجيلات تمت في حقل الشاعر النفطي في بادية حمص والذي كان تحت سيطرة القوات الحكومية وحلفائهم الروس، في تلك الفترة”.

خبر مقتل “العبدالله” لم يتلقاه ذووه بشكل رسمي، حيث انتشر تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، في أيار/مايو 2018، ظهر فيه ولدهم، يتعرض للتعذيب على أيدي مسلحين روس.

وبانتشار التسجيل، أقاموا مجلس عزاء غيابي له، ولم يقوموا بأي رد فعل تخوفاً من بطش الروس والأجهزة الأمنية، رغم تأكيدهم عدم قيام ابنهم بأي عمل ضد الطرفين، فهو لم ينخرط بالمظاهرات أو الأعمال القتالية التي عايشتها عموم المنطقة فيما سبق.

انتهاكات أخرى

جرائم الروس وانتهاكاتهم  بحق مدنيي المنطقة لا تظهر للعلن في كل الأحيان، بسبب تواطىء  الأجهزة الأمنية التابعه للحكومة معهم، فقد شهد شهر يوليو الفائت، انتهاك آخر  للروس، عندما قتلت الشرطة الروسية طفلاً في بلدة  الجفرا لم يتجاوز عمره التسعة أعوام، بالقرب من المطار العسكري، بإطلاق النار على دراجة والده أثناء وجوده معه، بحجة عرقلة سير الدورية، كما تعرض الأب لإصابات بليغة أيضاً، وفقاً لمصادر أهلية من البلدة لـ “الحل نت”.

فرض إتاوات

أحد أصحاب العبارات النهرية فضل عدم ذكر اسمه تحدث لـ “الحل نت” قائلاً، إن  “القوات الروسية، تفرض إتاوات على البضائع التي تمر من معبر الصالحية، الذي تتولى إدارته والذي يربط بين ضفتي نهر الفرات”، مشيراً إلى أنها “أضحت تجارة رابحة يزاولها هؤلاء كمصدر ربح لهم على حساب مصلحة الأهالي وتدني الأوضاع المعيشية في المنطقة”.

وتنتشر القوات الروسية ضمن عموم مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية في ديرالزور، في الوقت الذي يعاني في المدنيون الأمرين جراء الانتهاكات والتجاوزات التي تنفذها تلك القوات وبقية المليشيات الأخرى بما فيها مليشيات إيران أيضاً.

يشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت مقتل قرابة 7 آلاف مدني على يد الطيران الحربي الروسي، بينهم أكثر من ألفي طفل.

اقرأ أيضاً: ملف جديد لتفعيل القنوات السياسية مع دمشق.. هل تفتحه واشنطن أم أبو ظبي؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.