بالرغم من مضي ثلاث سنوات على خروج مقاتلي المعارضة السورية وعناصر تنظيم داعش من المنطقة الجنوبية، إلا أن عودة أهالي الحجر الأسود ومخيم اليرموك لم تحقق، حيث لم يتمكنوا من العودة حتى الآن، وما زالوا ضحايا وعود الحكومة المتكررة بتجهيز المنطقة لعودتهم.

تأهيل الحجر الأسود

منحت محافظة ريف دمشق موافقات لعدد من عائلات منطقة الحجر الأسود الراغبة بالعودة إلى منازلها، والمباشرة بترميمها.

باشرت محافظة ريف دمشق بمنح الموافقات لعدد من العائلات الراغبة بالعودة إلى منازلها في مدينة الحجر الأسود والمباشرة بترميمها.

للقراءة أو الاستماع: استثمار ركام منازل الفقراء جنوب دمشق: هل تعاقب الحكومة السورية نازحي “الحجر الأسود”؟

وقال رئيس مجلس مدينة الحجر الأسود في ريف دمشق، خالد خميس، “إن المحافظة باشرت بمنح الموافقات لعدد من عائلات حي الحجر الأسود بريف دمشق بالعودة إلى منازلها وممتلكاتها وترميمها”، وفق ما نقلته “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا“، الجمعة 17 من كانون الأول.

وأوضح خميس، أن عمليات إزالة الدمار والركام متواصلة، وتجاوزت نسبة ترحيل الأتربة والردميات من شوارع المدينة الرئيسة والفرعية بأحياء الثورة وتشرين والجولان الجنوبي والجولان الشمالي والاستقلال الـ 60 بالمئة.

وذكر خميس، أن الخدمات والبني التحتية ستكون متوفرة خلال فترة قصيرة. وستقوم تربية ريف دمشق وتربية القنيطرة بأعادة تأهيل عدد من المدارس في المنطقة.

تأهيل مخيم اليرموك

وتحدث أحد أعضاء الجالية الفلسطينية في تركيا، لـ الحل نت، فضل عدم ذكر اسمه، عن التطورات الحاصلة حالياً في مخيم اليرموك. وقال أن عدد العائلات الفلسطينية قبل بدء الترميم كان مايقارب 300 عائلة، وبعد بدء عمليات الترميم أصبح الآن نحو 670 عائلة، مؤكداً أنه ليس أكثر من ذلك الرقم.

وأوضح عضو الجالية الفلسطينية، أن مشروع ترميم منطقة مخيم اليرموك كانت من المفترض أن يبدأ قبل 7 أشهر، ولكن الأعمال الحالية مضى عليها خمسة أشهر فقط.

وأشار، إلى أن المناطق التي تم تنظيفها من الدمار والركام هي الشوارع العريضة فقط، وأصبحت شبه جاهزة، بينما مشروع الصرف الصحي بدأ بنسبة 10 بالمئة ومشروع مياه الشرب نسبة 30 بالمئة بينما لم يتم البدء بمشروع إعادة الكهرباء للمنطقة لكلفته العالية.

لفت، إلى أن العائلات الموجودة في المخيم متوزعة بشكل عشوائي وليست متجمعة في مكان واحد. ما جعل عملية إعادة التأهيل صعبة قليلاً، على حد وصفه.

وفيما يخص الجهات الداعمة لعملية إعادة تأهيل مخيم اليرموك، ذكر عضو الجالية الفلسطينية، أن منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة وحركة التحرير الفلسطينية التابعة لسلطة دولة فلسطين تحت اسم حركة التحرير الفلسطينية “فتح”، قدمتما المساعدات المالية، من أجل بدأ العمل.

وكان تركيز الجهتين على المراكز الخدمية الأساسية في المنطقة، وعلى هذا الأساس بدأت ترميم المدارس وإحياء الأفران والمراكز الطبيبة وغيرها.

https://twitter.com/Mrbrary/status/1465419292682305538?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1465419292682305538%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2F7al.net%2F2021%2F12%2F05%2FD8AFD985D8B4D982-D985D8AED98AD985-D8A7D984D98AD8B1D985D988D983-D8ADD8AFD988D8AF-D8A7D984D8B6D8A7D8ADD98AD8A9-D8A7D984D8ACD986D988D8A8%2Framez-h%2Fnews%2F

الخوف من الاعتقال يمنع عودة أهالي الحجر الأسود ومخيم اليرموك

وقال الصحفي السوري ابن منطقة جنوب دمشق، ضياء محمد، أن طلبات العودة للمخيم تتقدم للبلدية مع اصطحاب أوراق الملكية المصدقة وصورة الهوية ودفتر العائلة وبطاقة اللاجئ الخاصة بالفلسطيين.

وأشار محمد، إلى أن إجراءات البلدية شكلية، وأوامر الدخول للمخيم أو الحجر الأسود مرهونة بيد الأمن العسكري.

وأوضح ضياء، أن عدد من العائلات حصلت على موافقات للدخول إلى المنطقة والعودة لمنازلهم. إلا أنه تم منعهم لأسباب أمنية وسمح لهم بالزيارة فقط، كما منعوا من إدخال أي مواد للإعمار.

وأكد ضياء، أن منطقة الحجر الأسود لها وضع خاص، لأن بعض الأهالي يخافون أن يقدموا طلبات من أجل العودة خشية اعتقالهم. وتم منع عدد من المتقدمين لكونهم أقارب أشخاص كانوا ينتمون لفصائل المعارضة أو تنظيم داعش.

وأضاف ضياء، إلى أن أهالي المنطقة يعانون منذ سنوات من مماطة الجهات الأمنية ومحاولات ابتزاز وطلب مبالغ عالية من أجل السماح لهم بالدخول لتفقد منازلهم وتنظيفها.

للقراءة أو الاستماع: دمشق تعزل مخيم اليرموك.. رسم حدود الضاحية الجنوبية في سوريا؟

الأهالي غير قادرين على إعادة الأعمار

كشف استبيان إحصائي، أن 72 في المئة من أهالي مخيم اليرموك لا يمتلكون القدرة المالية على إعادة إعمار منازلهم.

وذكرت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، أن 23.1 بالمئة من المشاركين باستبيان أجرته المجموعة، بحاجة إلى دعم لإعادة إعمار منازلهم، و4.9 بالمئة قالوا إن لديهم القدرة على إعادة الإعمار بشكل ذاتي دون الحاجة إلى الدعم، بحسب استبيان أجرته المجموعة.

كما أشار الاستبيان إلى أن 79.5 بالمئة من المشاركين حمّلوا الحكومة السورية والأونروا والسلطة الفلسطينية، مسؤولية إعادة إعمار المخيم.

في حين رأى 11 بالمئة أن على الأونروا مسؤولية إعادة الإعمار. بينما ألقى 9.5 بالمئة المسؤولية على الحكومة السورية والسلطة الفلسطينية معاً.

وسيطرت القوات الحكومية على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك في أيار 2018، بعد عملياً عسكرية استمرت شهراً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.