تصعد القوّات الإسرائيلية ضرباتها مؤخراً على مناطق الساحل السوري وتحديداً محافظة اللاذقية، ذلك في الوقت التي نقلت فيه إيران معظم أنشطتها المتعلقة بنقل المعدات العسكرية والذخائر إلى ميناء اللاذقيّة بدلاً من النقل الجوي.

وتزامنا مع مفاوضات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني، قصفت القوات الإسرائيلية ليلة الثلاثاء ساحة الحاويات في الميناء التجاري لمحافظة اللاذقيّة.

وبحسب وسائل إعلام محلية فإن حريقاً نشب في منطقة الاستهداف، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية.

وقالت وكالة “سانا” المحلية عن عمليات القصف ليلة أمس: «نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا برشقات من الصواريخ من عمق البحر المتوسط».

قد يهمك: سباق إيراني روسي على كسب ولاء الجيش السوري

ويعد هذا الهجوم الإسرائيلي على الميناء التجاري في اللاذقية الثاني من نوعه خلال شهر كانون الأول /ديسمبر الجاري، وسط تقارير تحدثت عن تصاعد الأنشطة العسكرية للقوّات الإيرانية في الساحل السوري.

أسباب تصاعد القصف على اللاذقية

ويعتقد المحلل العسكري والعميد مصطفى الفرحات أن تكثيف الغارات الإسرائيلية على ميناء اللاذقية مرتبط بالنشاط الإيراني في المنطقة من جهة، وبالمفاوضات الجارية في فيينا حول الملف النووي الإيراني من جهة أخرى.

ويقول الفرحات في حديثه لـ”الحل نت”: «إسرائيل غير راضية على العودة إلى اتفاق 2015 بشأن النووي الإيراني، لا يتطرق هذا الاتفاق للصواريخ والتمدد بالعواصم العربية، اليوم هي القضايا عم تنطرح بالمفاوضات، إيران رافضة بالتأكيد».

وحول تركيز القصف الإسرائيلي على مناطق في الساحل السوري يضيف الفرحات: «استهداف هذه المنطقة بالذات، فهو بسبب تركيز إيران على نشاطاتها من نقل أسلحة وذخائر على الساحل السوري، فأصبحت المنطقة منطقة نفوذ إيراني بامتياز، إذ باتت إيران تعتمد على النقل البحري بدلاً من النقل الجوي، لسهولة رصد الأخير عبر المطارات السورية».

ويردف قائلاً: «إيران تحاول نقل قطع دفاع جوي إلى الساحل السوري، إضافة إلى سيطرتها على العديد من النقاط العسكرية في المنطقة، ما يشكل دافعا لإسرائيل لقصف تلك المواقع».

ويرى المحلل العسكري أن القصف الإسرائيلي سيستمر على المواقع الإيرانية في سوريا، طالما أن هنالك توتر بين الجانبين، لكنه يستبعد في الوقت ذاته أن يؤدي ذلك القصف إلى خروج الميليشيات الإيرانية من البلاد، ذلك «على اعتبار أن إيران  أبرعت بموضوع التخفي وإنشاء التحصينات، لكن القصف سيستمر طالما أن المفاوضات لا ترضي إسرائيل».

إسرائيل وتركيز جهودها لمواجهة إيران

وركزت إسرائيل مؤخراً على إنشاء منظومات عسكرية مخصصة لمواجهة التمدد الإيراني في سوريا، وتحدثت تقارير لوسائل إعلام إسرائيل عن استثمار الجيش الإسرائيلي  324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام القادم.

ويأتي ذلك ضمن إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانيّة في كل من سوريا ولبنان.

وبحسب تقارير إسرائيلية فإن «قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بقيادة الجنرال أمير برعام، تدريبات تضمنت محاكاة سيناريوهات قتال تعتمد على قوات الاحتياط، إلى جانب القوات النظامية، في المجالات البرية والجوية والبحرية، فضلاً عن استخدام الاستخبارات الإلكترونية والطائرات المسيرة العسكرية».

وعملت تل أبيب مؤخراً على نصب منظومات رصد متطورة للكشف المبكر عن أي تهديدات أمنية وعسكرية على الحدود مع سوريا ولبنان.

كذلك نشرت مديرية “حوماه” التابعة لإدارة تطوير الأسلحة في وزارة الدفاع بالتعاون مع سلاح الجو، نظام منطاد متطور ضخم باسم “تال شمايم” سيعمل كمنصة جوية للكشف والتحذير من التهديدات المتقدمة في الشمال.

اقرأ أيضاً: هل تعمّدت تركيا تأخير رواتب المقاتلين في “الجيش الوطني”؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.