شكلت الغارة الإسرائيلية الأخيرة على ميناء اللاذقية، تحولا في الموقف الروسي ضد الهجمات الإسرائيلية التي تلاحق المواقع الإيرانية في سوريا، فلم نرى أي انتقاد روسي للهجمات، بل تجاوز ذلك إلى عدم المشاركة في صد الصواريخ عبر منظمات الدفاع الجوية.

وترى صحيفة الشرق الأوسط في تقرير أن قصف ميناء اللاذقية مؤخرا تضمن رسائل روسية واضحة إلى دمشق وطهران وواشنطن وعواصم أخرى.

لقاء بوتين وبينت نقطة تحول

وكان الخطاب الروسي اتخذ منعطفاً جديدا إزاء هجمات إسرائيل، منذ لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت أواخر شهر تشرين الأول /أكتوبر الماضي، إذ كانت روسيا قبل ذلك اللقاء دائما ما تعلن عن التصدي للصواريخ الإسرائيلية، مع ذكر تفاصيل الأسلحة المستخدمة، إلا أن موسكو غيرت من استراتيجيتها مع بدء قصف إيران في مناطق الساحل السوري.

اقرأ أيضاً: كم بلغت تكلفة حضور حفلات ليلة رأس السنة في فنادق دمشق؟

ويشير تقرير الصحيفة إلى مؤشرات عدة على تغير استراتيجية روسيا بالتعامل مع الغارات الإسرائيلية على سوريا. أبرزها أنه «في نهاية الشهر الماضي، عندما أعلنت قاعدة حميميم أن القصف الإسرائيلي استهدف “مستودعا” في مطار دمشق. في إشارة إلى مصالح إيرانية، على عكس البيان الرسمي السوري الذي أشار إلى أن «رشقات» القصف استهدفت جنوب سوريا».

والمؤشر الآخر جاء بعد القصف الأخير على اللاذقية، «إذ إنه لأول مرة تشرح وزارة الدفاع الروسية أسباب عدم الرد على القصف. إذ قالت في بيان إن «قوات الدفاع الجوي السورية لم تدخل قتالا جويا. لأنه تواجدت وقت الضربة في منطقة نيران منظومات الدفاع الجوي طائرة تابعة لقوات النقل العسكري للقوات الجوية الفضائية الروسية خلال عملية الهبوط في مطار حميميم».

روسيا عطلت الدفاعات الجوية؟

ويؤكد الكاتب بالشأن الروسي طه عبد الواحد أن مسألة قصف المواقع الإيرانية في الساحل السوري مسألة حساسة جدا بالنسبة لموسكو. وذلك لأن مناطق الساحل لا سيما اللاذقية وطرطوس، هي مناطق الانتشار الرئيسي للقوات الروسية.

وعن تغير استراتيجية روسيا وعدم تفعيل منظمات الدفاع الجوي في الغارة الأخيرة يقول عبد الواحد في حديثه لـ”الحل نت”: «مسألة عدم استخدام روسيا لمنظومات الدفاع الجوي تحرج الشارع الموالي السوري، إذ طرح الشارع التساؤلات عن عدم تصدي المنظومات الروسية للغارات، لذلك الروس سارعوا للقول بأن الغارات تزامنت مع دخول طائرة نقل روسية إلى المهبط، لذلك تعثّر استخدام المضادات الجوية».

ويضيف: «روسيا مهتمة بإضعاف إيران في سوريا، لكن ليست معنية بإبعادها نهائيا قبل أن تطمئن بالثمن التي ستحصل عليه. لا أعتقد أنها قادرة أصلا على إبعاد إيران، الغارات بالتأكيد سوف تتواصل من قبل إسرائيل».

وكثفت إسرائيل مؤخرا ضرباتها على سوريا وتحديدا في محافظة اللاذقية، عبر استهداف ميناء اللاذقية مرتين الشهر الفائت. وذلك بعد التحركات الإيرانية العسكرية في المنطقة، المتعلقة بنقل المعدات العسكرية والذخائر.

وشهد الشارع السوري حالة من الاستياء الشعبي بسبب عجز القوات السورية عن وقف الغارات الإسرائيلية التي تضرب مواقع في البلاد بشكل دوري، وعدم مشاركة روسيا في صد الهجمات الإسرائيلية في اللاذقية.

غضب سوري بسبب الهجمات الإسرائيلية

وعقب الهجمات الإسرائيلية على سوريا وتحديداً الغارة على ميناء اللاذقية. عبر سوريون عن استيائهم، من وجود كل من إيران وروسيا على أراضيهم، إذ يروا أن روسيا تغض الطرف عن الغارات الإسرائيلية، بسبب أنها تستهدف الوجود الإيراني، على اعتبار الصراع على النفوذ بين الجانبين، في حين أن الوجود الإيراني يشكل دافعا لإسرائيل لزيادة القصف.

وكتب الممثل السوري قاسم ملحو عبر صفحته بفيسبوك: «الروسي لافف رجل على رجل وعم ياكل كافيار. ويتفرج، ع قصف الإسرائيلي لأراضينا والايراني شرحو.. مابدنا حدا غريب ببلدنا لا امريكي ولا تركي ولا اي حدا  بنوووب.. سوريتنا للسوريين فقط».

اقرأ أيضاً: ترحيل مواطن سوري في تركيا بسبب محاولته الغش في امتحان القيادة!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة