عززت إيران وحزب الله وجودهما في جنوب سوريا بعد الهجوم الإسرائيلي على اللاذقية، الذي كان ينقل شحنات أسلحة إيرانية عبر البحر المتوسط.

وأدى الحديث الأخير عن تعطيل متعمد لأنظمة الدفاع الجوي السورية خلال الهجوم الأخير، اتجه الحليفين إلى تكتيك جديد يساعد حزب الله على تقوية مواقعه في سوريا. كما أنه يعزز النفوذ الإيراني لاستمرار الضغط على الدول الخليجية والقطب الغربي.

بوصلة الوجود الإيراني في سوريا مع حزب الله

تشير التقارير الإسرائيلية، إلى أن حزب الله وإيران في سوريا عززا من وجودهما في مناطق جنوب وغرب العاصمة دمشق.

ووفقاً للمعلومات التي ذكرتها صحيفة “هارتس” الإسرائيلية، اليوم الأحد، فإن الضربتين التي استهدفتا ميناء اللاذقية كانت تقلا شحنات أسلحة إيرانية عبر البحر المتوسط.

وبعد سلسة الغارات التي شنتها إسرائيل خلال عام 2021، قام الحزب اللبناني بتوسيع قاعدة عسكرية قديمة جنوب دمشق. وتطويعها لاستخدامها كمركز تدريب وعمليات لطائرات الاستطلاع المسيرة.

ويشمل المجمع الذي يعمل على بنائه حزب الله، في منطقة السيدة زينب، طوابق تحت الأرض، لحماية الطائرات بدون طيار الإيرانية من الضربات الإسرائيلية. كما طرد الحزب المزارعين في المنطقة لمنعهم من توثيق البناء.

كما أشار التقرير، إلى أن الحزب الثوري الإيراني، استولى على قاعدة الديماس العسكرية غرب العاصمة. وذلك لنقل كافة أعماله من مطار التيفور العسكري بريف حمص. وذلك إثر تعرضه للعديد من الهجمات الإسرائيلية.

اقرأ أيضا: فخ إسرائيلي للعسكريين الروس في سوريا

الخلاف الإيراني مع الأسد

وقال التقرير،  إن شركة الديماس بدأت فعلا في استلام شحنات أسلحة وأجزاء من طائرات بدون طيار.  متخذة من البناء داخل القاعدة لإخفاء الأسلحة الاستراتيجية المهربة من إيران.

وكانت دمشق، قد اتهمت الطائرات الإسرائيلية، بقصف ميناء اللاذقية الأسبوع الفائت، إذ تحدثت وسائل إعلامية عن استهداف لحاويات تحتوي على ذخائر إيرانية، في ثاني هجوم من نوعه في غضون شهر.

إلى ذلك، ذكرت شبكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، بات عازما على استعادة السيطرة الكاملة على المنطقة الساحلية السورية، كما طالب الحرس الإيراني بالحد من التدخل الإيراني في ساحل سوريا.

وفي الوقت ذاته، تمارس الرياض والدول الخليجية، للضغط على دمشق لكبح تحركات إيران في البلاد، بعد أن اتهمت الرياض إيران وحزب الله بنقل أسلحة إلى الحوثيين في اليمن عبر سوريا.

للقراءة أو الاستماع: مشروع ربط طهران بدمشق.. هل تسعى إيران لتحدي روسيا؟

إيران وحزب الله في سوريا.. الحرب بالوكالة

ويقول عضو اللجنة المركزية في درعا، أبو محمد البطين، لـ”الحل نت”، عززت إيران وحزب الله وجودهما في جنوب سوريا من خلال شبكة معقدة من القوات بالوكالة، بما في ذلك المليشيات الموالية لطهران والقوات النظامية والجماعات اللبنانية.

وأوضح البطين، أن حزب الله يستخدم الحروب بالوكالة لتوسيع نفوذه منذ الثمانينيات. وهو حاليا أحد أكثر الأحزاب السياسية موجود في سوريا. 

ووفقا لـ”البطين”، فإن هذين الحليفين استخداما تكتيكات الحرب بالوكالة لتوسيع نفوذهما في سوريا ودول ومناطق أخرى. حيث أن هذا التكتيك وفر طريقة لهما ليصبحا لاعبين أقوياء دون امتلاك قوة حجم داخل البلد.

ونتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة والتي أصابت عصب نفوذهما، استخدم هذا التكتيك كوسيلة لإضعاف القوى المعارضة مثل إسرائيل والسعودية وأميركا.

يبدو أن العلاقة الروسية الإيرانية تتزعزع يوما بعد يوم؛ لأن روسيا تنظر إلى إيران كمصدر للضغط على الولايات المتحدة والدول العربية، وليست حليفا حقيقيا.

في المقابل، تعتقد إيران أن علاقاتها مع الولايات المتحدة أهم من علاقتها المتعثرة مع روسيا والدول العربية.

للقراءة أو الاستماع: منتقداً “حزب الله” وعرقلته للحكومة.. عون يدعو إلى حوار وطني جديد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة