مع انخفاض سعر الليرة السورية أمام الدولار والعملات الأخرى، تحاول الحكومة السورية عبر قرارات البنك المركزي السوري، الاعتراف ضمنيا بانهيار الليرة السورية.

يأتي ما سبق بعد أن بقي المركزي لسنوات يصدر نشرات لأسعار العملات الأجنبية بعيدة كل البعد عن سعرها الحقيقي.

مضاعفة سعر الدولار واليورو

ونتيجة انخفاض سعر الليرة السورية أمام الدولار، ضاعف بنك سوريا المركزي الإثنين سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة السورية. ليصل إلى 2525 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد بالحد الأقصى، و2500 ليرة سورية بالحد الأدنى من السعر.

كذلك شملت نشرة البنك الأخيرة مضاعفة سعر اليورو، الذي وصل إلى 2835 ليرة، لليورو الواحد، بعد أن كان 1415.

وحتى نهاية عام 2021، كان سعر صرف الدولار بحسب نشرات البنك المركزي، محدد بـ 1250 ليرة.

ووصل سعر صرف الدولار الأميركي اليوم الثلاثاء إلى 3580 ليرة سورية، في حين سجل اليورو سعر 4030 ليرة.

قد يهمك: خسائر بعشرات الملايين.. مصرف سوريا المركزي يطالب التجار بتخليص البضائع من الموانئ

ويستبعد المحلل الاقتصادي رضوان الدبس أن يكون لمضاعفة أسعار العملات الأجنبية، من قبل البنك المركزي في سوريا، أي تأثير إيجابي على سوق النقد في البلاد.

ويقول الدبس في حديثه لـ “الحل نت”: «بالنسبة للسعر اللي تم رفعه بنسبة 100 بالمئة، فهذا السعر غير مطروق وغير مستخدم، بشكل عام، هو ماله قيمة فعلية مؤثرة، سعر العملات اللي يصدرها المركزي السوري، هناك نحو أربع أنواع للأسعار، شي خاص للهيئات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، وسعر خاصة لحوالات التجار وأسعار أخرى»

ويؤكد الدبس أن مضاعفة أسعار العملات الأجنبية، لن تغير أي شيء في آلية التداول في السوق السوداء. إذ أن التجار في سوريا غير مهتمين بنشر أسعار المركزي التي لا تعكس الأسعار الحقيقية.

ويضيف الدبس: «الميزانية السنوية التي صدرت منتصف الشهر الماضية، ميزانية 2022، كانت معتمدة أنه سعر الدولار حيكون قرابة 2500 ليرة، من الأساس يعني الميزانية معتمدة هذا السعر، بالتالي فالهدف، حركة تصحيح لوضع غلط، النظام عم يحاول مقاربة الأسعار من حدها الطبيعي، اعتراف ضمني بالواقع وبعدم إمكانية عودة الليرة للقيمة اللي كان عم يحددها المركزي».

وتمنع الحكومة السورية تداول العملات الأجنبية في الأسواق. وتلجأ الحكومة السورية إلى تنفيذ عمليات أمنية تستهدف شركات الصرافة والحوالات المالية في دمشق ومحافظات أخرى. ويحصل ذلك بشكل دوري في محاولة منها لوقف نزيف الليرة السورية في سوق العملات الأجنبية.

وتستخدم قوات الأمن المرسوم الرئاسي رقم 3 لعام 2020، في حملاتها ضد شركات الأموال التي تتعامل بالسوق السوداء. ويأتي ذلك لإغلاقها تارة أو الاستحواذ على كميات العملة الأجنبية التي بحوزتها تارة أخرى.

مع انهيار سعر الليرة السورية .. الحكومة تسحب الدولارات من جيوب السوريين

وكشفت دراسة أجراها باحثون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومركز أبحاث مركز العمليات والسياسات، عن سحب الحكومة السورية، لملايين الدولارات من المساعدات الخارجية بعد إجبار وكالات الأمم المتحدة على استخدام سعر صرف أقل.

وبحسب الدراسة التي نُشرت في 20 من شهر تشرين الأول /أكتوبر الماضي، فإن البنك المركزي السوري، الخاضع للعقوبات الغربية، حقق ما يقارب 60 مليون دولار أمريكي (44 مليون جنيه إسترليني) في عام 2020، من خلال جمع 0.51 دولار من كل دولار مقدم إلى المساعدات المرسلة إلى سوريا.

للقراءة أو الاستماع: هل منعت روسيا الدفاعات الجوية من التصدي لهجوم إسرائيل على ميناء اللاذقية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.