رغم شح المحروقات وارتفاع أسعارها في سوريا، إلا أن قرارات حكومية صدرت مؤخرا سمحت بشراء 50 ليتر مازوت بالسعر الحر لـ “من يرغب بذلك”، ما يدلل على أن بعض أزمات المحروقات الأخيرة كانت بإدارة حكومة دمشق لرفع أسعار المحروقات وترويجها بالسعر الحر.

حيث قال بسام طعمة وزير النفط الثلاثاء 11 كانون الثاني/ يناير، أنه يمكن للمواطنين شراء 50 لترا من المازوت بالسعر الحر لمن يحتاج ذلك، مؤكدا أنه الحكومة ستبدأ بتوزيع الدفعة الثانية من المازوت في 20 كانون الثاني/ يناير الحالي.

اقرأ أيضا: زيادة مخصصات البنزين والمازوت الحر خلال الشهر.. من المستفيد؟

التوزيع في المناطق يتعلق بتغطية الشبكة

وبرر وزير النفط عدم توزيع المازوت في بعض المحافظات مثل حلب ودير الزور، بعدم وجود تغطية لشبكة الجوال وتقطعها وبالتالي عدم وصول الرسائل.

إذ قال طعمة، “أن حلب وريفها أقل توزيعا، وريف إدلب لم يتم توزيع البطاقات، وبالنسبة لدير الزور لم تتوفر تغطية للرسائل” وفق ما نقلت مواقع محلية.

وتبلغ كمية الاستهلاك اليومي من مادة المازوت في مناطق الحكومة، إلى سبعة ملايين لتر، والبنزين حوالي أربعة ملايين ونصف مليون لتر، حسب تصريحات لوزير النفط.

ومخصصات العائلة الواحدة من مادة مازوت التدفئة لفصل الشتاء  200 لتر، ويتم توزيعها على دفعات، كل دفعة 50 ليترا.

المازوت في السوق السوداء

يصل سعر المازوت الحر في السوق السوداء، إلى 4000 ليرة سوريا، أي أضعاف سعره عبر البطاقة الذكية، علما أن القدرة الشرائية للمواطن السوري منخفضة ويعيش معظم السوريين تحت خط الفقر.

وأبرز المصادر للسوق السوداء، موزعو شركة “محروقات” الحكومية، وهم يتلاعبون بالكميات المخصصة للأهالي فهم يوزعون 50 ليترا بدل من 100 ليتر للعائلة الواحدة، وأكدت ضبوط وزارة التجارة الداخلية عدة تلاعبات بهذا الشكل، بحسب ما أشارت إليه وسائل إعلام محلية في وقت سابق.

وهناك العديد من الحيل للتلاعب بالمازوت وكميته وأسعاره، مثل خلط المازوت بالماء، والتلاعب بالعدادات، وغيرها أيضا، والمواطن هو الضحية في هذه اللعبة.

وكان وزير الزراعة السابق في الحكومة السورية، نور الدين منى، كشف عن حصة المسؤولين في حزب “البعث” والدولة من المازوت المدعوم الذي توزعه الحكومة على السوريين وفق “البطاقة الذكية”.

اقرأ أيضا: «ممارسات غير لائقة».. دمشق تعترف بعدم وصول المازوت لمعظم العائلات السورية

وأكد نور الدين في منشور عبر صفحته الشخصية في “فيسبوك”، مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، بأن المسؤولين في حزب البعث حصلوا على ألفي لتر من المازوت في الدورة الأولى لتوزيعه خلال الفترة الماضية.

وقال في المنشور: “إن الصهاريج توزع المازوت من أجل الشوفاجات؛ لملء خزانات، كبار مسؤولي الحزب والدولة من السلطة الحزبية والتنفيذية والتشريعية، ومن لف معهم، فقد تم ملء الخزانات ب 2000 ليتر مازوت على الماشي، وأصحاب الزواج السياسي نالوا حصة أكبر، وهذا كله في الدورة الأولى”.

وأشار الوزير السابق إلى أن حصة المسؤولين من المازوت، بلغت حصة 40 عائلة سورية لكل مسؤول.

وحول ذلك أضاف: “بحسابات أبي شلاش البسيطة، وباستخدام عمليات القسمة والضرب والجمع دون حاجة للبرمجيات والآلات الحاسبة، فإن خزان كل مسؤول في دمشق وبقية المحافظات يتسع 2000 ليتر… تقسيم 50 يساوي 40 حصة عائلة سورية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.