جولة جديدة من زيارات المبعوث الروسي الخاص في سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إلى المنطقة. ولعل السعودية قد تكون محطة بارزة يصل إليها المبعوث الروسي من جديد، لتسويق الاستراتيجية الروسية في الملف السوري. 

التلفزيون السعودي الرسمي، قال إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بحث اليوم الخميس، التطورات في سوريا مع لافرنتييف خلال زيارته للمملكة. حيث تقدم روسيا وإيران دعما عسكريا وسياسيا للرئيس السوري، بشار الأسد، بينما تدعم السعودية بعض خصومه لا سيما وأنها ما تزال ترفض التطبيع مع الحكومة السورية حتى اللحظة.

هل ستزيد السعودية تواجدها في سوريا؟

مصادر دبلوماسية في لبنان، صرحت لـ”الحل نت”، أنه بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن إعادة التموضع في السياسة الخارجية مدفوعة بشكل أساسي بتوقعاتها من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجديدة. 

الرأي السائد في المملكة، هو أن الاتفاق النووي مع إيران سيجبرها على إعادة حساب موقفها وتحالفاتها. وبناء على تصور التهديد السعودي لإيران. قد تعيد المملكة الاستثمار في المعارضة السورية كمعارضة طبيعية للتوسع الإيراني في الشرق الأوسط، وفق المصادر.

وقد يكون تشكيل مستقبل سوريا ذا قيمة كبيرة للمملكة العربية السعودية. من خلال كونها لاعبا في الصراع، فوفقا لحديث المصادر، فيمكن للمملكة التعبير عن مصالحها الخاصة، وإدراكها للتهديد، والتأثير على صنع السياسات في سوريا.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الرياض لديها ميول لمواجهة إيران في المنطقة دون الاعتماد على الولايات المتحدة. إذ يمكن للسعودية أيضا إعادة تأكيد هيمنتها في العالم العربي. وبما أن المعارضة السورية مشتتة في جميع أنحاء العالم، لكنها لا تزال على اتصال مع الرياض. ويمكن للدعم السياسي واللوجستي المباشر من السعودية أن يُمكّن المعارضة من الظهور مرة أخرى في بؤرة الشؤون الإقليمية.

ولإعادة الاستثمار في المعارضة السورية، ترى المصادر الدبلوماسية، أن السعودية يجب أن تمتلك أولا القدرة والميل للقيام بذلك، فضلا عن إعادة العلاقات مع تركيا. كما أن صعود تركيا يمنح الرياض فرصة لا تتكرر، بدلا من الاعتماد على تحالفات مع الدول الغربية. وختمت المصادر قائلة “قد يكون للمملكة إمكانية الوصول المباشر إلى سوريا ولن تضطر للبدء من نقطة الصفر لتنسيق أهدافها الاستراتيجية”.

للقراءة أو الاستماع: التسوية مع دمشق: هل ستعرقل السعودية الجهود العربية للتطبيع مع الأسد؟

لا حديث عن المعارضة

من جهته توقّع الباحث والمحلل السياسي، وائل علوان، في حديثه لـ “الحل نت”، ألا يتطرق نقاش المبعوث الروسي مع ولي العهد السعودي حول المعارضة السورية. وإنما سيكون إطار النقاش يتمحور حول بحث الأمور الإقليمية والدولية، وموضوع عودة الحكومة السورية إلى جامعة الدول العربية.

ويعتقد علوان، أن المباحثات بين المسؤول الروسي وولي العهد السعودي ستكون حول الموقف العربي الرافض لعودة دمشق إلى الجولة الجديدة من اجتماعات جامعة الدول العربية. إذ تعد السعودية من أهم الدول المؤثرة في القرار العربي والكثير من الدول تعلق موقفها على الإجماع العربي.

وأوضح علوان، أنه لا يمكن أن يكون هناك إجماع عربي إذا لم تساهم السعودية فيه. لكن من المتوقع ألا يكون هناك تراخي من السعودية حيال الحكومة السورية. بسبب عدم تقدمها بأي خطوة في العملية السياسية واستمرار السلوك غير المستقيم لأمن المنطقة. مضيفا، “أنتم تلاحظون موضوع المخدرات التي تضبط بشكل شبه يومي خارجة من المليشيات التي يدعمها النظام ويتحالف معها”.

من جانبه، أشار الناطق باسم “هيئة التفاوض” السورية المعارضة، وعضو اللجنة الدستورية، يحيى العريضي، في حديثه لـ”الحل نت”، إلى أن روسيا ومنذ تدخلها في سوريا عام 2015 دخلت بكل ثقلها لإفراغ القرارات الدولية من مضمونها. عبر حماية الرئيس السوري من قرارات مجلس الأمن 16 مرة، وتحويل سوريا إلى مناطق خفض التصعيد وابتداع مسار “أستانا” والسطو على مسار “جنيف”. بحسب وصفه.

ورأى العريضي أن  لافرنتييف “لن يألوا جهدا لتغيير موقف السعودي تجاه الحكومة السورية”. وبناء على التصريحات التي صدرت من السعوديين، وتحديدا مداخلة سفير الرياض في الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، في كانون الأول/ديسمبر الفائت. يرجح عضو اللجنة الدستورية، أنه لن يكون هناك تغيير سعودي تجاه القضية السورية.

للقراءة أو الاستماع: في أول رد فعل على التطبيع مع دمشق.. السعودية: الحرب في سوريا لم تنته

تبادل الأدوار خلال عشر سنوات

في الأشهر الأخيرة، كانت دول الخليج العربية في دائرة الضوء وهي تتحرك لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية. كانت الإمارات والبحرين أولى الدول العربية التي جددت علاقاتها مع دمشق، رغم أنهما دعمتا المعارضة في وقت مبكر من الحرب.

ففي عام 2011، علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا بسبب معارضتها قمع الحكومة للمتظاهرين. وسحبت دول الخليج العربية سفرائها من دمشق، واعترف مجلس التعاون الخليجي بـ “الائتلاف الوطني السوري” المعارض، بصفته “الممثل الشرعي” للشعب السوري، على أمل أن يؤدي ذلك إلى “انتقال سياسي سريع للسلطة”.

هذا وتشير التقديرات إلى أنه ليس من الواضح كيف ستنظر إيران إلى التقارب في العلاقات بين الدول العربية وسوريا. وما إذا كان يخدم أي مصالح إيرانية، وكذلك مدى استعداد السعوديين للاستثمار في سوريا، سياسيا أو اقتصاديا.

للقراءة أو الاستماع: الحل السياسي في سوريا على طاولة المباحثات السعودية الفرنسية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة