تزايدت عمليات الاختطاف في سوريا خلال الفترة الماضية،  بل تطورت وتنامت إلى اتجاه أوسع عبر أجزاء كثيرة من سوريا، وانتقلت في بعض الأحيان أيضا إلى البلدان المجاورة.

اختطفت نفسها من أجل المال

أفادت وزارة الداخلية، أمس الخميس، بأن مدني أبلغ مركز شرطة عرطوز بريف دمشق أن مجهولين اختطفوا ابنته، وحصر شكوكه على زوجها السابق بسبب خلافاتهما، وما أكد ادعائه هو ورود اتصالات على هاتف ابنته الأخرى من خاطف يطلب منه فدية.

وأوضحت الوزارة، أن الخاطفين طلبوا فدية مالية قيمتها 10 ملايين ليرة سورية، والتنازل عن شكوى قدمتها ابنته على أحد أقاربه، مهددين والد المخطوفة بقتلها في حال لم يتم تأمين المبلغ المطلوب.

وخلال مجريات التحقيق، تم الاشتباه بإحدى صديقات الفتاة، إذ شوهدت برفقتها قبيل اختطافها بساعات.

من خلال التحقيق تبين أنها قامت بتدبير خطة محكمة يتم فيها عمل دراما حقيقة مع الفتاة المخطوفة وصديقهما، وبعد القبض عليهم جميعا، اعترفت الفتاة المخطوفة، بإرسال رسائل لشقيقتها لتأكيد عملية الخطف كما اعترف صديقها الذي بحقه جرم مواد مخدرة بتدبير الحادثة، فيما تبين أن طليقها ليس له أي علاقة بالحادثة، وكان سبب افتعال حادثة الخطف الوهمية كي تدور الشكوك حول طليقها، ولتحصل على مبلغ مالي من ذويها.

للقراءة أو الاستماع: حركة رجال الكرامة: هل تراجعت القوة الأكبر في السويداء عن مواجهة عصابات الخطف والمخدرات؟

قصص خطف مرعبة

في معظم حالات الخطف التي حدثت في سوريا، ونتحدث عن عصابات إجرامية تستخدم أسلحة وتسرح بحرية تامة في سوريا، كان هدفها لجمع الأموال، ولا يتعلق الأمر بعمليات اختطاف فحسب، بل هو أيضا ابتزاز، حيث يُطلب من الأشخاص في المجتمع الذين لديهم ثروة المساهمة، وإذا رفضوا القيام بذلك، فهم عرضة للاختطاف.

إحدى المحافظات التي شهدت حالات خطف مرعبة هي درعا. إذ تشهد المحافظة فوضى أمنية خطيرة منذ يوليو/تموز 2018 عندما سيطرت القوات النظامية عليها. وانتشرت عمليات القتل والسرقة والاختطاف في عموم المحافظة ولم تتراجع حتى اللحظة.

فيما يتعرض الأطفال بشكل خاص لخطر الاختطاف أو القتل بسبب صغر سنهم وسهولة ابتزاز أهاليهم. وهو ما حدث مؤخرا إذ طلبت عصابة نصف مليار ليرة سورية أي ما يعادل نحو 140 ألف دولار أميركي، لقاء إطلاق سراحها لطفل في شمال درعا.

وأكد الناشط، عمر الحوراني، لـ”الحل نت”، في وقت سابق، إنه أصبح انتشار الاختطاف قضية رئيسية في درعا. والعبء يقع على عاتق السكان المحليين، فالأطفال هم الأكثر تضررا من قبل الجماعات المنظمة وليس الأفراد.

الجدير ذكره، أن درعا سجلت خلال العام الفائت، ما لا يقل عن 31 عملية ومحاولة خطف بحق أطفال. كما إن بعضها وقع بالقرب من حواجز تابعة للأجهزة الأمنية السورية. حيث شكلّ ازدياد هذه الظاهرة، مصدر رعب كبير لدى الأهالي في محافظة درعا، نظرا لبقاء منفذيها مجهولين.

للقراءة والاستماع: الاضطرابات في مدينة شهبا: انتفاضة ضد عصابات الخطف والمخدرات أم صراع نفوذ بين الأجهزة الأمنية؟

الاختطاف والابتزاز في سوريا برعاية الحكومة

لا توجد أرقام دقيقة بخصوص الرهائن في سوريا. وتقول الحكومة السورية، أنه حتى عام 2015 “هناك ما يقرب من 16 ألف شخص مفقود تم الإبلاغ عنهم من قبل عائلاتهم في جميع أنحاء سوريا”. ولا يشمل هذا الرقم المعتقلين أو المخطوفين أو حتى الأشخاص الذين ربما ماتوا أثناء الأزمة دون تسجيل وفاتهم.

ولكن الجديد في الأحداث السورية، في أعقاب المصالحة والتسوية الأخيرة بين الحكومة والفصائل المقاتلة في درعا. انضمام العديد من المتورطين في عمليات الخطف والسرقة إلى أجهزة المخابرات التابعة للأفرع الأمنية السورية. فبحسب موقع “السويداء 24″، فإن عصابتي خطف على الأقل ارتبطت مؤخرا لجهاز المخابرات العامة بريف درعا. حيث أفادت أن ما يسمى إسماعيل شكري، من بلدة ناحتة شرقي درعا، والذي كان زعيم عصابة خطف واتجار بالبشر مقابل المال، حل خلافاته مع الحكومة السورية عبر التسوية. وانضم مع مجموعته إلى إحدى المجموعات المرتبطة بقوات “النمر”.

 باتت ظاهرة الخطف والاختفاء القسري تهدد السوريين، خاصة بعد أن تزايدت الحوادث التي يهدف مرتكبوها إلى الحصول على فدية مالية مقابل الإفراج عن المختطفين. فضلا عن اتخاذ بعضهم لعمليات الخطف الوهمية وسيلة من أجل الحصول على الأموال.

للقراءة أو الاستماع: درعا: نصف مليار ليرة فدية لإطلاق سراح طفل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.