تزامنا مع الازمات الداخلية والاقتصادية التي تعصف في بلاده، يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متجها إلى تخفيف التصعيد إزاء بعض الدول الإقليمية، وإعادة العلاقات مع دول أخرى لا سيما الدول العربية، للاستفادة منها والتخفيف من حدة أزماته الداخلية.

أردوغان في جولة على بعض الدول

وأكدت وسائل إعلام تركية أن أردوغان يستعد لزيارة العديد من عواصم الدول العربية، وقبلها من المقرر  أن يصل أردوغان إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في الثالث من شباط /فبراير، في خطوة تتزامن مع ارتفاع حدة التصعيد المرتبطة بالأزمة الروسية – الأوكرانية.

وعقب زيارته الى أوكرانيا يستعد أردوغان للتوجه إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، إضافة إلى زيارة أخرى للعاصمة السعودية الرياض، في محاولة لتعزيز العلاقات مع هاتين الدولتين، لإيجاد بوابات ربما تمكن أردوغان من الخروج أو التخفيف من أزماته الداخلية لا سيما المتعلقة بالاقتصاد.

ويؤكد الكاتب والباحث السياسي فراس رضوان أوغلو أن أنقرة تسعى لـ”تصفير” مشاكلها الداخلية، من خلال زيارة عواصم بعض الدول العربية في الفترة القادمة.

قد يهمك: “مستبعدون“.. وسم يجتاح الفيسبوك بعد إبطال آلاف البطاقات الذكية في سوريا

ويقول رضوان أوغلو في حديثه لـ”الحل نت”: “سيكون هناك مساعي تركية لتحسين الوضع الاقتصادي التركي عبر زيادة الصادرات من بوابة تحسين العلاقات السياسية مع بعض الدول، بسبب الأزمات التي تعيشها تركيا وبالأخص الأزمات الاقتصادية، لذلك زيارة وزير الخارجية التركي للبحرين واضح أنها ضمن هذا الإطار”.

ويعلق الباحث السياسي على زيارة أردوغان لأوكرانيا بالقول: “الملف مع بعض الدول العربية هو ارتباط منفصل مع الملف الأوكراني بالنسبة لتركيا، الزيارة إلى أوكرانيا هدفها تخفيف التوتر ما بين أوكرانيا وروسيا وما بين روسيا والناتو، هذه قضية خطيرة جدا، في حال نشوب أي صراع كل الأمور ستكون في معادلة صفرية”.

ومنذ أشهر بدا واضحا سعي أنقرة، لبدء مرحلة جديدة في علاقاتها مع الدول الإقليمية، ووصل بها الأمر إلى إصلاح علاقاتها مع إسرائيل بعد أن كانت تصفها على لسان رئيسها أردوغان بـ“دولة الإرهاب”.

الجدير ذكره حصول اتصال هاتفي بين الرئيس التركي ونظيره الإسرائيلي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في أول محادثة من نوعها بين رئيس وزراء إسرائيلي وإردوغان منذ عام 2013. 

وقال أردوغان لنظيره الإسرائيلي بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية، آنذاك “إذا عملنا في إطار تفهّم متبادل للمسائل الثنائية والإقليمية، يمكن تقليص الخلافات بأقصى قدر ممكن“.

الأوضاع الاقتصادية أجبرت أردوغان على إعادة حساباته

ويعتقد الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور طارق وهبي أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في تركيا هي السبب الأبرز في دفع أردوغان لإعادة حساباته في علاقة بلاده مع إسرائيل.

ويقول في حديث سابق لـ”الحل نت”: “الأيام الصعبة لتركيا لا تزال موجودة، مع هبوط قيمة الليرة التركية أمام الدولار، والاستثمار في النفط والغاز وبالتحديد في نقله إلى أوروبا“.

وبحسب التقديرات، تخطط أنقرة لتعيين السياسي والباحث التركي المقرب من أردوغان، أفق أولوطاش، سفيرا لها في إسرائيل، وتخطط الأخيرة لتعيين إيريت ليليان سفيرة لها في أنقرة.

تأتي هذه التطورات في أعقاب نحو عام اتخذت فيه تركيا التي تعاني من أزمة اقتصادية خطوات لتحسين العلاقات مع مجموعة من الخصوم الإقليميين، بفعل ضغوط سياسية داخلية وخارجية، فضلا عن ضغوط اقتصادية متزايدة.

اقرأ أيضا: أسباب مثيرة للسخرية.. فشل بيع حقوق بث الدوري السوري لكرة القدم 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.