لا زالت المواصلات في أزمة حرجة في عموم مناطق الحكومة السورية وخاصة في العاصمة دمشق وريفها، وبدأت هذه الأزمة في الصعود والاستمرار منذ السنوات الأخيرة، وذلك بعد ارتفاع أسعار المحروقات وتخصيص كمية محدودة لسائقي (السرافيس- التكاسي) في النقل الخاص في حين أن حافلات النقل الداخلي العام غير متوفرة بشكل كاف ما تسبب بخلق أزمة مواصلات خانقة على عاتق المواطنين من ناحية عدم توفر المواصلات وارتفاع في تكلفة النقل وعلى السائقين من ناحية الوقوف لساعات طويلة في طوابير على محطات الوقود.

لماذا أزمة المواصلات لازالت مستمرة!

بعد انتهاء العطلة التي أقرتها الحكومة السورية، أكد مسؤولو المحروقات بمحافظتي دمشق وريفها لـصحيفة الوطن المحلية، عن بدء استئناف توزيع كامل مخصصات الميكرو باصات “السرافيس”، لكن رغم ذلك اشتكى السائقون العاملون على خطوط سرافيس النقل، من نقص المازوت والوقوف لساعات طويلة على دور محطة المحروقات.

وأكد أحد أصحاب “السرافيس”، أنهم واقفون منذ ساعتين في دور تعبئة الماوزت، من الساعة 3 ظهرا وأحيانا ينتظرون للساعة 4 صباحا وفي الأخير ينفذ الوقود من المحطة، وقالوا في تقرير مصور لصحيفة “الوطن” المحلية، أنهم يحصلون يوما على المخصصات ويوم لا، والمشكلة أنهم يعرفون أسباب ذلك، وأن هذه الأزمة مستمرة منذ عشرة أيام، هل من المعقول أن الحكومة لا تستطيع توفير مخصصات الموصلات اليومية!

وأوضح السائقون، التعبئة دائماً في المساء، وفي هذا الحال الوضع سيء جداً لدرجة أنهم لا يذهبون بيوتهم إلا في وقت متأخر ولا رؤية الأهالي جيداً، ففي هذه الأزمة  فلا وقت كافي للعمل ولا النوم، فمعظم الوقت يكون الوقوف على دور المازوت!

وتتحجج مسؤولو المحروقات بمحافظة دمشق وريفها، بأن العديد من سائقي “السرافيس” العاملين على الخطوط الطويل، بين دمشق- ريف دمشق في أوقات الذروة لمصلحة عدد من المدارس الخاصة، أو العمل في خارج الخطوط كطلبات خاصة مثلاً، ما يسهم في مشكلة الازدحام، وليس لأن الحكومة لا تسطيع تأمين الوقود.

ولكن وبحسب سائق “سرفيس” يعمل على الخط جسر الرئيس- مشروع دمر، أنهم لا يحصلون على المخصصات بشكل يومي، وهذا عائق أمام العمل اليومي، وحسب ما أكده السائق الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ “الحل نت”، أنه يوجد نقص كبير في توفير مادة المازوت أو حتى البنزين في محطات الوقود، ويحملون الجهات المختصة مسؤولية ذلك، للوقوف على حل الأزمة.

للقراءة أو الاستماع: مسؤول حكومي: أزمة المواصلات مستمرة في دمشق من دون حل

نقص في المخصصات

وفي وقت سابق أعلنت “لجنة محروقات دمشق” لوسائل الإعلام المحلية، عن تخصيص بطاقة لتزويد وسائل النقل العام والخاص بالوقود، فالكمية المخصصة للميكرو باصات “السرافيس” من 30 إلى 40 ليتر يوميا، ومع ذلك تشهد محافظة دمشق وريفها منذ أشهر أزمة مواصلات خانقة بسبب الانتظار لساعات طويلة على دور محطات المحروقات، تزامناً مع ارتفاع تعرفة أجور المواصلات الناتجة، عن ارتفاع أسعار المحروقات وانخفاض أعداد وسائل النقل في المدينة.

بدوره أشار السائق العامل في خطوط النقل في دمشق، في ايصال الصوت للمسؤولين، إلى أن بعض أصحاب المحطات يقومون بإجراءات التضييق على السائقين وذلك بالتعاون مع أعضاء المكتب التنفيذي المسؤول، ويشير إلى أنه هنالك سرقات لمخصصات “السرافيس”، ويجري ذلك في ظل غياب المراقبة والتموين.

وقال إن الكمية المخصصة هي 30 ليتر يومياً، ولكن “لا نحصل إلا على 20 ليتر أي لا نأخذ الكمية النظامية، ونشاهد ذلك في مؤشر سياراتنا”، إضافة إلى أن محركات السيارات كبيرة مقارنة مع هذه الكمية القليلة، التي لا تكفي أبداً، ناهيك إلى الانتظار الطويل على محطات الوقود، لذا الكثيرين يضطرون إلى شراء المادة من السوق السوداء والمكلفة أكثر!

التداعيات والحلول

إذا ما استمرت أزمة المواصلات هذه، فإن العديد من المؤسسات تتعطل عن أعمالها، إضافة إلى معاناة كثيرة تواجه كل من الموظفين وطلبة التعليم وعموم المواطنين، الذين دوماً يشتكون من قلة عدد السرافيس أو حتى سيارات الأجرة الخاصة، ويقول فادي أحمد وهو (اسم مستعار) في حديث لـ الحل نت، وهو طالب يختص في مشفى المواساة ،” انتظر ساعتين أو ثلاث في الصباح حتى اركب في السرفيس للوصول إلى مكان عملي وعند العودة نفس الأمر، وأحيانا انتظر لأوقات أطول ولكن هذا أمر مرهق بالنسبة لي، فأضطر إلى أخذ تاكسي خاص وهو تكلفته أعلى”.

ويردف أحمد، “حقيقة هذا الوضع لم يعد يطاق ويسبب لي حالة نفسية ضاغطة، ولا أصدق متى انهي اختصاصي لأسافر خارج هذه البلاد التي لا يمر يوما ولا نواجه فيه أزمات وجمة صعوبات للوصول إلى نهاية اليوم”.

وبالعودة إلى السائق، ففي ظل هذه الأزمة ملازمة في سوريا، فسيضطر العديد من السائقين إلى ترك هذه المصلحة واللجوء إلى أخرى لا تحتاج إلى كل هذه الأعباء والمعاناة، ذلك في وقت فشلت فيه الحكومة حتى الآن في إيجاد حل جذري لهذه المعضلة، والخسائر والصعبات المترافقة لها من جميع الجوانب وعلى عاتق المواطنين جميعا.

وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية من أزمة توفر الوقود وبالتالي خلق أزمة المواصلات، دون حلول تلوح في الأفق، ويبدو أن المؤولين لا يستطيعون سوى إطلاق الحجج والتبريرات وربطها بالحرب الدائرة في البلاد، دون الكشف عن الأسباب الفعلية أو الاعتراف بالعجز أمام الأزمات هذه.

للقراءة أو الاستماع: تأثيرات سلبية على المواصلات بدمشق بعد نقص شديد للمازوت

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.