منذ ما يقرب من عام ونيف، تشهد جميع مناطق سيطرة الحكومة السورية غيابا ملحوظا لوسائل النقل الداخلي، حيث يعاني طلاب المدارس والجامعات والموظفون الحكوميون في هذه المناطق من أزمة كبيرة؛ لأنهم إما غير قادرين على الحركة أو متأخرين عن العمل، نتيجة لقلة المواصلات.

شهدت المحافظات السورية، منذ فترة طويلة، نقصا في عدد الحافلات والحافلات الصغيرة والمركبات اللازمة لنقل الركاب، بخاصة من الريف إلى المدن. كما أصدرت الحكومة بيانات تفيد بأن هذه الأزمة ستحل إذا زادت الحكومة كميات الوقود المخصصة لجميع المحافظات بالكميات اللازمة لتغذية وسائل النقل لكن دون جدوى. 

مئات المواطنين بانتظار وسيلة

في أواخر نيسان/أبريل الفائت، أصدر الرئيس السوري، بشار الأسد القانون رقم 16 لسنة 2021، الذي يسمح لأصحاب السيارات والمركبات الخاصة بنقل الركاب كسيارات أجرة. ولكن بعد أكثر من شهر على هذه الإجراءات، يمكن لأي شخص بسهولة ملاحظة استمرار أزمة النقل الداخلي. أكثر من أي وقت مضى.

وأوضح مدنيون في دمشق لـ”الحل نت”، أن غياب شبه كامل لوسائل النقل الداخلي مثل الحافلات الصغيرة يظهر بشكل واضح على عدد كبير من طرق النقل التي تخدم مناطق متعددة. بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، تعليق المواصلات بين مدن وبلدات دمشق وريفها. 

وأوضح الأهالي، أن أصحاب الحافلات الكبيرة والصغيرة العاملة على المسارات النشطة يتقاضون رسوما أعلى من الرسوم المحددة. كما تخلف عدد كبير من الطلاب عن حضور المحاضرات وبعض جلسات الامتحانات في مختلف الجامعات والمدارس. بسبب عدم توفر وسائل النقل اللازمة للحصول عليها في مواعيدها.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإنه بات أمرا عاديا رؤية الازدحام الكبير والمتزايد للمواطنين في مواقف السيارات وتجمعات وسائل النقل الداخلي، مثل الميكروباصات والسرافيس. لا سيما في تجمعات جسر الرئيس والبرامكة بدمشق، التي تمتلئ يوميا بمئات المواطنين الذين ينتظرون وسيلة النقل لنقلهم بعد ساعات الانتظار رغم ضغوط الشتاء وأزمة المحروقات.

للقراءة أو الاستماع: مسؤول حكومي: أزمة المواصلات مستمرة في دمشق من دون حل

 الأسباب الرئيسة لأزمة النقل الداخلي

يعود السبب الرئيسي للأزمة، لعدم تزويد مركبات النقل العام بكميات كافية من الوقود اللازم لتعبئتها لإتمام عدد كاف من رحلات كل حافلة بالكامل. مما يجعلها تعمل بالحد الأدنى من السعة. والتعامل مع جميع وسائل النقل في نطاق واحد من الكميات دون مراعاة المسافة التي تقطعها السيارة يوميا. 

وبالرغم من هذا السبب الذس يعتبر ليس بالجديد، إلا إن عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق، شادي سكرية، نفى ذلك لصحيفة “الوطن” المحلية، حيث قال “هناك كميات يومية تزود بها وسائل النقل تم تخفيضها وتحويلها للتدفئة خلال الفترة السابقة.وعدد الطلبات لوسائط النقل تصل إلى 15 طلب مازوت، وكل طلب يتراوح بين 22 ألفا و24 ألف لتر مازوت”.

وبيّن سكرية أن هناك قرارا بالتعبئة وتزويد وسائل النقل من باصات وميكروباصات من الثانية عشرة منتصف الليل وحتى السادسة صباحا. وهناك تعميما إلى مديري النواحي والمناطق بحجز أي سرفيس لمدة أسبوع، لا يلتزم بالخط. مع سحب بطاقة المحروقات لفترة معينة وتشديد العقوبة في حال تكرار المخالفة.

إلا أن سكرية لم يتطرق إلى الرسوم الجائرة التي تفرضها “الهيئة العامة للمواصلات الداخلية” على أصحاب الحافلات ووسائل النقل، الأمر الذي يجعل بعض السائقين يتوقفون عن العمل. ويبحثون إما عن تقديم خدمات نقل خاص خارج الخطوط المخصصة لهم أو بعقود مؤقتة.

ونتيجة لذلك، يرى المواطنون أن الأزمة قد تستمر طوال الأشهر القادمة للأسباب المعروفة لدى الجميع وخصوصا المؤسسات الحكومية. حيث لا أمل في حلها خلال الفترة المقبلة لأسباب تتعلق بنقص كميات الوقود الكافية. وإعادة توجيه معظم مخصصات الوقود التي تصل سوريا للجيش أو للتدفئة أو للتهريبها نحو لبنان.

للقراءة أو الاستماع: مع ارتفاع الأسعار.. “السوزوكي” وسيلة المواصلات الأنسب في دمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.