خلال الأيام السابقة، أثارت لقطات للطفل فواز القطيفان يتعرض للضرب، على يد خاطفيه في سوريا، الغضب حيث عبر الناس على وسائل التواصل الاجتماعي عن قلقهم على الطفل عبر وسم #أنقذوا_الطفل_فواز_القطيفان. الذي خُطف في الـثاني من تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، عندما كان متوجها في الصباح الباكر إلى مدرسته، وهو وحيد أهله من الذكور.

“السرية حفاظا على سلامة المخطوف”!

خلال الفترة السابقة وخصوصا قبل انتشار الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي الذي شارك فيها مشاهير الفن في العالم العربي، لم تشهد قضية خطف الطفل فواز القطيفان، أي تحرك من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة في المحافظة، رغم ادعاءاتهم بأن الهدف الأول لهم هو إعادة الأمان للأهالي.

وأثار هذا الصمت تساؤلات عديدة حول نية الحكومة الفعلية الاضطلاع بمسؤولياتها في حماية المدنيين من “العصابات والمجموعات الخارجة عن القانون” وفق إدعاءاتها الدائمة، في حين أن لدى أجهزتها الأمنية قدرة الوصول إلى أي مكان في محافظة درعا عندما تريد تنفيذ عمليات اعتقال.

من جهته زعم قائد شرطة درعا، العميد ضرار الدندل، أنه تمت متابعة قضية الطفل فواز القطيفان منذ اللحظات الأولى من تاريخ تبليغ ذوي المخطوف بحادثة الخطف، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والتقنية اللازمة، مشيرا إلى أن “جرائم الخطف دقيقة وحساسة وأي خطأ بسيط فيها من الممكن أن يؤدي إلى كوارث”. حسب وصفه

وأوضح دندل، في تصريح لصحيفة “الوطن” المحلية، أن العادة جرت في جرائم الخطف في أي مجتمع أن يضع الخاطفون شروط أساسية على أهل المخطوف وهي عدم إعلام أي جهة أو سلطة وإلا سيتم إيذاء المخطوف، مؤكداً بأنه “منذ اللحظات الأولى باشرنا بالتحقيقات، ودارت الشبهات باتجاه أحد الأقارب الذي تم التحقيق معه والسير في كل الإجراءات، ولكن بكل سرية حفاظا على سلامة المخطوف وسلامة التحقيق”.

للقراءة أو الاستماع: السويداء: الفوضى الأمنية مستمرة وجرائم الخطف تجري في وضح النهار

فيديو وحشي للطفل

وحول تطورات القضية، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض، إن تهديدات جديدة وصلت لذوي الطفل فواز القطيفان في الساعات السابقة من قبل العصابة وهي “في حال عدم تسليم الفدية المالية المطلوبة خلال مدة أقصاها يوم الأربعاء القادم سيتم بتر أصابع الطفل”.

وأشار المرصد، إلى أن قوات عسكرية تابعة لـ “الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا، وصلت إلى بلدة إبطع بريف درعا الأوسط، حيث تم تطويقها بشكل كامل للوقوف على خلفية قضية الطفل المختطف، بعد ورود معلومات بأن الطفل متواجد لدى العصابة في البلدة.

وفي وقت سابق، وتحديدا يوم الخميس الفائت، نشرت المجموعة التي خطفت الطفل شريطا مصورا، حصل موقع “الحل نت” على نسخة منه، ويظهر الشريط الطفل فواز القطيفان البالغ من العمر 6 سنوات، يتعرض للضرب بعد أن تمت تعريته من ملابسه، وهو يصرخ ” مشان الله لا تضربوني”، وذلك للضغط على أهله لدفع مبلغ 500 مليون ليرة سورية، أي ما يعادل 150 ألف دولار.

عم الطفل، مصعب قطيفان، بيّن لوسائل الإعلام، “أن الخاطفين كانوا 4 أشخاص، بينهم امرأة ويستقلون دراجتين ناريتين”، حيث كانت عملية الخطف كانت مقصودة، إذ إن المرأة التي كانت برفقة الخاطفين قد أشارت إلى الطفل فواز القطيفان بعينه.

وأكد عم الطفل، بأن الخاطفين بالبداية طلبوا مبلغا كبيرا جدا وصل إلى حدود 700 مليون ليرة سورية. منوها إلى أنهم لا يطلبون النقود بالليرة السورية. غير أنه وبعد مفاوضات طويلة تم تخفيض المبلغ إلى 500 مليون ليرة سورية، وبعد بكاء والدته وتضرعها خفضوا المبلغ مرة ثانية إلى 400 مليون، وفق عم الطفل.

كما أوضح أنهم باعوا كل ما يملكونه إلا أنهم لم يستطيعوا تأمين سوى 250 مليون ليرة سورية. في حين وجهت عائلة الطفل نداء إنسانيا، في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي لأهالي محافظة درعا والمغتربين من أبنائها. لمساعدتهم في جمع المبلغ المطلوب كفدية، والذي طالبت به المجموعة الخاطفة.

وجاء في النداء، “نناشدكم أهالي حوران، ونناشد كل فاعل خير من داخل حوران الخير. وخارجها بتقديم المساعدة وتفريج الهم عن ذوي الطفل ومد يد العون. من خلال التبرع في سبيل إعادته إلى بيته، وإسعاد والديه برجوعه. وهذا يتطلب كرمكم وسخاءكم، ونحن على ثقة بكم أخواني بالمسارعة في كشف كربتنا”.

للقراءة أو الاستماع: الخطف في درعا: كارثة خلّفتها الحرب في عهد “استقرار” السيطرة الحكومية

فنانون يتضامنون مع قضية الطفل فواز قطيفان

وبعد انتشار مقطع فيديو يظهر الطفل عاريا، وتعرضه للتعذيب ويدعو معذبيه “مشان الله لا تضربوني”. تناول عدد من الفنانين قضية اختطاف الطفل فواز القطيفان مستنكرين خطفه وتعنيفه.

وعبر عدد من المشاهير عن استيائهم من الفيديو، الذي صدر بعد قرابة ثلاثة أشهر على اختطاف فواز القطيفان. المنحدر من مدينة إبطع بمحافظة درعا، لإجبار عائلته على دفع فدية مالية تفوق قدرة عائلته بآلاف المرات.

وقامت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، بنشر صورة كاريكاتورية للطفل فواز القطيفان على حسابها على “إنستغرام”. لإظهار قلقها من الموقف والانتهاكات التي يتعرض لها الفتى.

كما شاركت الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور، عبر حسابها على تويتر، كتبت فيها: “شفتو إنو الشياطين عايشين بيناتنا. شفتو إنو الحرب قائمة بين البراءة والنجاسة. الله يسامحكن ويهديكن الرحمة لقلوبكن الظالمة يا بلا ضمير. ولك طفل عم تستقوي عليه يا ويلكن من الله يا شياطين”.

وانضمت الفنانة السورية، أمل عرفة، إلى قائمة المشاهير الذين عبروا عن رغبتهم في لم شمل الصبي بأسرته بأمان. مستشهدة بحقيقة أن الأطفال يتحملون وطأة مخالفات الكبار.

وعبرت الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات، عن حزنها لما يتعرض له الطفل. مشيرة إلى أنها لا تحتمل نشر أو رؤية فيديو تعذيبه، داعية إلى رفع الصلوات لإنقاذه.

وتمنى كل من الفنان ناصيف زيتون والفنانة سلاف فواخرجي، أن يتخطى الطفل فواز القطيفان هذه المحنة. وأن يتم إنقاذه من العذاب الذي يتعرض له.

وظلت قضية الطفل السوري المخطوف محط تداول في  الأخبار منذ أكثر من ثلاثة أشهر. لكن نشر مقطع فيديو مؤخرا يظهر تعذيبه على يد خاطفيه أعاد إيقاظ الرأي العام ومواقع التواصل الاجتماعي بدعوات لإنقاذه. والمطالبة بحماية الأطفال أينما كانوا ومحاسبة المعتدين.

للقراءة أو الاستماع: درعا .. حملة تبرعات لإنقاذ طفل إبطع المخطوف بعد فيديو يظهر تعرضه للتعذيب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.