شهدت الصفحات السورية على مواقع التواصل الاجتماعي موجات هجوم لاذعة طالت بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، بعد أن اعتبرت أن الاحتجاجات على الأزمة المعيشية في البلاد، تصب في مصلحة إسرائيل، مطلقة أوصافاً مثل “الطابور الخامس” على الأفراد المتذمرين من تدهور الأحوال الخدمية والاقتصادية في البلاد.

“عملاء لإسرائيل”!

في مقال نشرته صحيفة “الوطن” المحلية، الاثنين الفائت، كتبت المستشارة الإعلامية للأسد، أن كل من يشتكي ويرفع صوته سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الشوارع حيث عادت التظاهرات لمحافظة السويداء جنوبا، هو مرتبط بشبكات التجسس الإسرائيلية.

https://twitter.com/Yazen_syrian/status/1491362336921497604?s=20&t=ulBaKyEqGxzj0Fc6_WFvhg

وأشارت شعبان، إلى أن مسار الأحداث، والطريقة التي يتم التحكم بها هؤلاء -تقصد المحتجين- يظهر بوضوح أن هناك بعض الاختراقات. والتي هدفها الأساسي استنزاف خيرات البلاد، تمهيدا لتحقيق هدف العدو الوجودي للأمة العربية، على حد وصفها.

وأضافت، أن “ربط الخيوط ببعضها يُري أن هذا هو الهدف الحقيقي. وأن كل التفاصيل التي تبدو متباينة ومتباعدة تصب في النتيجة بخدمة هذا الهدف”.

وطالبت شعبان، المحتجين بالتحلي بأعلى درجات الوعي والتفكير والتأمل والإدراك. وقالت: “ذلك قبل أن ننطق ببنت شفة تعليقا أو تصريحا، على كل ما يجري في البلاد من أزمات فرضت علينا. والهدف منها هو زعزعة كيان الدولة وزعزعة ثقة المواطنين بدولتهم ومستقبلهم”.

وجاءت تصريحات المستشارة الإعلامية للأسد. بعد أن تواصلت الاحتجاجات الشعبية لليوم الثاني على التوالي، في محافظة السويداء ضد الحكومة السورية. بعد قرارات الأخيرة برفع الدعم عن آلاف العائلات السوريين، من مواد أساسية ومحروقات. ما قد يتسبب في تدهور الأحوال المعيشية بشكل أكبر في عموم البلاد.

وشهدت عدة قرى وبلدات ريف محافظة السويداء الشمالي والجنوبي، احتجاجات شعبية واسعة. كما تمركزت تظاهرات في وسط المدينة في ساحة السير. وسط تنديدات وشعارات مناهضة للحكومة السورية. في حين أحصى ناشطون 20 نقطة احتجاج في مناطق متفرقة من المحافظة. وهي ”أمام مقر عين الرمان بمدينة السويداء- طريق الشرطة العسكرية وسط السويداء وبلدات وقرى نمرة- أم ضبيب. وشقا- مجادل-عريقة- صميد- أم حارتين- خلخلة – طريق دمشق السويداء عند قرية حزم – أم الزيتون- الغارية”. إضافة إلى أكثر من 7 مناطق أخرى في ريف المحافظة.

للقراءة أو الاستماع: السويداء.. استمرار الاحتجاجات لليوم الثاني والمطالبة بتنفيذ قرار 2254

“استفزازات” لونا الشبل وبثينة شعبان

التصريحات التي أطلقتها بثينة شعبان، ليست بجديدة، وهي ساهمت تباعا باستفزاز السوريين، بالتزامن مع ما أطلقته المستشارة الخاصة للرئيس السوري بشار الأسد، لونا الشبل عبر لقائها مع قناة “روسيا اليوم”، وقالت إن: “ المواطن لن يموت جوعا ولا بردا، والحكومة السورية استطاعت كسر الحصار المفروض على سوريا وتأمين المتطلبات الأساسية للمواطن“.

وأضافت الشبل، في لقائها الذي أذيع في كانون الثاني/يناير الفائت، أن “إيران وقفت إلى جانبنا ولن نقابل ذلك بالغدر بل بالوفاء”، كما تحدثت عن الدعم العسكري والاقتصادي الروسي لسوريا، لافتة إلى أن “الحليف الروسي قدم أقصى ما يستطيع تقديمه، ولنكن منصفين، نحن طلبنا أقصى ما نريد، وموسكو قدمت ولا تزال أقصى ما تستطيع، سواء في الحرب أو في الاقتصاد”.

تصريحات الشبل سبقها حديث مماثل للمستشارة السياسية للرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان، التي قالت مؤخرا في تصريحات إن “إيران كانت الدولة الأولى التي ساعدت سوريا، وأرسلت إليها مستشاريها، وإن السوريين لن ينسوا مساعدة الإيرانيين”، ووصفت علاقة بلادها بطهران بأنها “أهم بكثير من علاقتها مع دول بعيدة”.

هذه التصريحات، تزامنت مع امتعاض واضح للشارع السوري، والذي شهد مؤخرا استياء واسعا من الوجود الإيراني في البلاد، لا سيما مع تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي على المواقع الإيرانية في مختلف المناطق السورية.

قد يهمك: مستشارتي الأسد تدعمان إيران.. ماذا عن رئيسهم؟

أبرز 10 تصريحات تهكم عليها السوريين

مع مرور السنوات السابقة، برزت عدة تصريحات للمسؤولين السوريين باتت تشكل موضع ازدراء لدى الشعب، ويتم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي على أنها 10 أساطير أدلى بها مسؤولو الحكومة خلال تواجدهم في مناصبهم.

وبداية من تصريح معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، غسان العيد، في عام 2015 والذي قال حينها، “الحكومة ليست مسؤولة عن فقر المواطن”، أما في المرتبة التي تليه فهو تصريح لحاكم مصرف سورية المركزي،حازم قرفول، عام 2019، والذي أكد أن “الدولار تحت السيطرة وسعر الصرف وهمي”.

وجاء في المرتبة الثامنة معاون وزير التعليم العالي لشؤون الطلاب، رياض طيفور، حيث صرح في عام 2016، أن”الهدف من التعليم المفتوح هو التثقيف الاجتماعي وليس العمل بشهادته”. وتلاه في المرتبة السابعة تصريح لوزير الداخلية، اللواء محمد الشعار، تعقيبا على تفجيرات جبلة عندما قال : “منفذ هذا العمل الإرهابي هو بالتأكيد إرهابي”.

وصنف المتابعون، تصريح وزير التربية، هزوان الوز، في 2017 عندما قال “يعد الطالب ناجحا إذا حقق علامة النجاح في كل مادة” على أنه في المرتبة السادسة، ليأتي بعده، تصريح معاون وزير النفط، عبد الله خطاب، عندما قال “كافة المشتقات النفطية متوفرة، ولا توجد أزمة مازوت”.

وحظي تصريح، معاون وزير التربية، عندما قال “يجب تشجيع الطلاب على التكلم باللغة العربية الفصحى حتى ببرامج الشات”، أبرز موجات التهكم حينها. في حين لم ينس السوريون تصريح وزير الكهرباء، محمد زهير خربوطلي، في عام 2016. حينما قال، “الكهرباء للإنارة، و ليست للتدفئة”.

أما المرتبة الثانية فقد حافظ رئيس الحكومة السابق، وائل الحلقي، على ترتيبه عندما قال: “نكافح هجرة الشباب إلى الخارج عن طريق تشجيعه على الالتحاق بالجيش والقوات المسلحة”. في حين بقي في الصدارة كأسوأ تصريح لمسؤول عربي أو سوري، وفقا لمتابعي وسائل التواصل الاجتماعي. للمستشارة الإعلامية للرئيس السوري، بشار الأسد، بثينة شعبان، بقولها “الاقتصاد الآن أفضل خمسين مرة من قبل الأزمة”.

للقراءة أو الاستماع: كيف رد السوريون على “استفزازات” لونا الشبل؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.