شهدت بلدة خربة غزالة يوم أمس الثلاثاء توترا أمنيا، على خليفة عملية دهم شنتها الأجهزة الأمنية السورية صباح نفس اليوم، جرى خلالها اعتقال عدد من الشبان، وقام شبان من البلدة على إثر ذلك بإغلاق طرقات البلدة، وإشعال الإطارات.

وحسب المعلومات التي حصل عليها موقع ” الحل نت”، فإن قوة أمنية تابعة لفرع الأمن الجنائي في درعا، مكونة من نحو 30 سيارة اقتحمت بلدة خربة غزالة في الساعة السادسة من صباح الثلاثاء، وداهمت وقامت بتفتيش عدة منازل، واعتقلت 4 شبان من عائلة واحدة، 3 منهم يتبعون اللواء الثامن الروسي، وهم “محمد ذيب الزعبي، عبدالرحيم ذيب الزعبي، أحمد ذيب الزعبي”، وشقيقهم الرابع مروان ذيب الزعبي، وهو مدني.

وتم اقتياد المعتقلين إلى مدينة درعا، فيما لم تقم قيادة اللواء الثامن بالتدخل للعمل على إطلاق سراحهم، حيث لا يزالون محتجزين حتى الآن.

الاعتقال بتهم جنائية وغير جنائية

عملت الأجهزة الأمنية السورية على نمط جديد بعد عمليات التسوية، من أجل تنفيذ الاعتقالات بحق المعارضين السياسيين والعسكريين، حيث يتم توجيه تهم جنائية لهم بموجب شكاوى يكون معظمها كيديا، من قبل بعض الموالين للحكومة السورية، وهذا ما يسهل عمليات الاعتقال بموجب مذكرات اعتقال صادرة عن النيابة العامة.

وخلال العامين الأخيرين، طالت الاعتقالات وفق هذا النمط العشرات من المعارضين، حيث لا يجوز للحكومة السورية اعتقال المعارضين السابقين ممن أجروا عملية التسوية، بتهمة انتمائهم للمعارضة بشقيها السياسي والعسكري، حيث تنص بطاقات التسوية الممنوحة للأفراد على منع اعتقالهم أو توقيفهم على الحواجز، وعلى الرغم من ذلك فإن الأجهزة الأمنية تتجاوز ذلك في الكثير من الأوقات.

وفي مطلع الشهر الجاري، اعتقلت الأجهزة الأمنية، سيدتين من مدينة الصنمين شمال درعا، على أحد الحواجز في دمشق، أثناء عودتهما من زيارة أحد المعتقلين في سجن صيدنايا العسكري، بحجة قيامهما بتصوير أماكن عسكرية في محيط السجن.

كما اعتقل عناصر حاجز تابع للمخابرات الجوية في مدخل مدينة درعا، في السادس من الشهر الجاري، ثلاثة أشخاص من بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي، يعملان في مجموعة محلية تابعة للأمن العسكري، كما نفذت الأجهزة الأمنية في الأيام الأخيرة اعتقالات متفرقة، في كل من مدينة نوى، ودمشق، طالت عددا من أبناء درعا، بينهم الطالب الجامعي، أمجد عبداللطيف الحاج علي، والذي اعتقل في دمشق ولا يزال مصيره مجهولا حتى الآن.

توتر في مناطق مختلفة في درعا.. هل هناك تصعيد قادم؟

انفجرت قبل ظهر اليوم سيارة خاصة بعبوة ناسفة على مفترق طريق بلدة خربة غزالة، وحسب معلومات حصل عليها موقع “الحل نت”، فإن المستهدف قيادي محلي تابع للأمن العسكري يدعى شادي بجبوج، وتم نقله إلى مستشفى درعا الوطني، حيث فارق الحياة هناك، كما هز انفجار آخر بسيارة مفخخة طريق حي سجنة المؤدي إلى درعا البلد، دون ورود معلومات عن حدوث إصابات، وأيضا، حصل إطلاق نار قبل ظهر اليوم أيضا في أحد أحياء مدينة نوى، وسط أنباء عن وقوع عملية اغتيال طالت الشاب منير سالم المفعلاني.

وقام عدد من أبناء بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي، يوم أمس، بإغلاق الطريق الدولي، دمشق – درعا، بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على اعتقال الشبان الثلاثة في اليوم السابق، ما أدى لاستنفار أمني من قبل الأجهزة الأمنية السورية في المنطقة.

كما قامت مجموعة مجهولة، يوم أمس، بإطلاق النار من أسلحة رشاشة، على حاجز تابع للمخابرات الجوية على الطريق الدولي، دمشق – درعا، بالقرب من بلدة الغارية الغربية في ريف درعا الشرقي، ثم تلاه قيامهم بإغلاق الطريق بالإطارات المشتعلة، حسب معلومات حصل عليها موقع “الحل نت” من مصادر في درعا.

من جهة أخرى، استهدف تفجير بعبوة ناسفة أول مس الإثنين، سيارة لأحد الأشخاص التابعين للأمن العسكري، في بلدة عتمان شمال مدينة درعا، دون أن تؤدي لسقوط إصابات، وهي المرة الثانية التي يتعرض فيها لتفجير، كما تم تفجير عبوة ناسفة في الشهر الفائت بسيارة قائد أحد مجموعات الفرقة الرابعة في حي المطار بمدينة درعا، تركي المسالمة، ما أدى لمقتله.

ويرى ناشطون، لموقع “الحل نت”، أن الأوضاع الأمنية والعسكرية في محافظة درعا، مفتوحة على كل الاحتمالات، ومن المتوقع أن يكون هناك تصعيد ولكن على شكل اشتباكات وهجمات محدودة خلال المرحلة القريبة القادمة، خاصة مع نكث الحكومة السورية وعودها للأهالي بتطبيق نقاط اتفاقي التسوية، وخاصة بند إطلاق المعتقلين، واستمرار عمليات الاعتقال التعسفية.

من الخطأ الاعتقاد بأن الحكومة السورية ستكون قادرة على إحكام سيطرتها على درعا، على الرغم من الترويج الإعلامي المستمر لذلك، فهناك عدة قوى تتصارع محاولة السيطرة عليها، ابتداء بالحكومة، والروس، والميليشيات الإيرانية، ليكون أهل درعا ضحية لهؤلاء، وهذا ما سيجعل الوضع قابلا لأي تحول أمني وعسكري في أية لحظة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.