ميسان: اغتيال قيادي في “السرايا” والصدر يدعو للتهدئة بين “العصائب” و”التيار”

ميسان: اغتيال قيادي في “السرايا” والصدر يدعو للتهدئة بين “العصائب” و”التيار”

يستمر الانفلات الأمني في محافظة ميسان جنوبي العراق، وسط عجز حكومي عن ضبط الأمن فيها، رغم زيارة رأس هرم السلطة لها، أمس الأربعاء.

إذ وفي وقت كان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في جولة أمنية بميسان لضبط الأمن فيها، اغتيل قيادي في “سرايا السلام” التابعة لزعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر بهجوم مسلح.

القيادي يدعى “حيدر أبو رغيف” وجرى قتله وسط ميسان على يد مسلحين مجهولين، لكن أصابع الاتهام تتهج إلى ميليشيا “العصائب” الموالية لإيران، والتي يتزعمها قيس الخزعلي.

“التصعيد لا يحلّل الدم”

في السياق، اعترف الصدر في بيان نشره المقرب منه صالح محمد العراقي عبر موقع “فيسبوك”، أن ما يحدث في ميسان هو تصعيد بين “العصائب” و”التيار”.

واعتبر الصدر أن ما يجري من تصعيد إما يراد منه إسقاط محافظ ميسان علي دواي الذي يتبع لـ “التيار الصدري” أو من أجل الضغط عليه للتحالف مع قوى “الإطار التنسيقي” في تشكيل الحكومة المقبلة.

وقال الصدر، إن التصعيد السياسي الذي يحدث عبر ميسان، لا يحلل الدم العراقي، داعيا “العصائب” و”التيار” إلى التهدئة وعدم جر ميسان إلى منزلق خطير.

وتشهد ميسان، انتشار المخدرات وعصابات الجريمة المنظمة والاغتيالات والنزاعات العشائرية بشكل كبير. ويجمع الكل سواء من الخبراء الأمنيين أو من ناشطي المجتمع المدني أو من المدونين أو من الباحثين السياسيين، أن ميسان محافظة “ساقطة أمنيا”.

وتبلور هذا الإجماع، بعد سلسلة الاغتيالات الأخيرة التي حدثت في ميسان، فقد بلغ عددها 12 عملية اغتيال في الأسبوع الماضي فقط، أبرزها مقتل القاضي أحمد فيصل والضابط حسام العلياوي.

للقراءة أو الاستماع: الكاظمي في ميسان لتحريرها من قبضة الفصائل

تصفية صراعات بسبب المخدرات

وبحسب عدد من المراقبين، فإن ما يجري في ميسان، تصفية صراعات سياسية بين الأحزاب المتنفذة، وخاصة بين “التيار الصدري” والفصائل الموالية لإيران.

وتعد محافظة ميسان من حصة “التيار الصدري” وفق المحاصصة السياسية في العراق، ومحافظها علي دواي يمسك بالمنصب منذ 12 سنة وهو من أعضاء “التيار”.

قبالة ذلك، تنتشر في المحافظة عدة فصائل مسلحة موالية لإيران في المحافظة، الأمر الذي يدفع لوقوع اشتباكات بين فصيل “سرايا السلام” التابع للصدر وتلك الفصائل.

وأضاف المراقبون، أن سبب كل ما يجري من اغتيالات ونزاعات عشائرية هو انتشار المخدرات وخاصة “الكريستال” في ميسان بشكل غير طبيعي.

للقراءة أو الاستماع: عودة مسلسل اغتيال الضباط في الأمن العراقي للواجهة

وبينوا أن تجارة المخدرات في العمارة، تقوم بها شخصيات تجارية متنفذة ومرتبطة بفصائل وأحزاب سياسية، وتمتلك عصابات جريمة منظمة.

سبب مقتل القاضي والضابط

وأشاروا إلى أن مقتل الضابط العلياوي والقاضي أحمد فيصل، جرى بسبب إصرارهما على متابعة ملف تجارة المخدرات وملاحقة الجهات التي تقف خلفها.

ولفتوا إلى أن، عصابات الجريمة المنظمة المرتبطة بتجار المخدرات، تقتل من يهدد استمرار تجارتها بالمخدرات، وبغطاء سياسي، خاصة من قبل فصيل “العصائب” الموالي لإيران.

وأردفوا أن هناك عمليات اغتيال تحدث كتصفية حسابات بين الفصائل المتخاصمة، ومنها اغتيال أشقاء الضابط العلياوي قبل عام ونصف على يد “سرايا السلام”، وهما ينتميان للفصائل الولائية.

للقراءة أو الاستماع: ميسان “ساقطة أمنيا”: ما علاقة “العصائب” و”السرايا”؟

وأكدوا أن المخدرات يتم استيرادها من إيران، وعلى وجه التحديد من منفذ الشيب الذي يربط ميسان بإيران، وعادة ما توفر الفصائل الولائية ومنها “العصائب” الغطاء الأمني لاستيراد الموادة المخدرة إلى المحافظة.

وبخصوص النزاعات العشائرية، قالوا إنها تحدث نتيجة ارتباط عدد كبير من تلك العشائر بالفصائل وبـ “التيار الصدري”، بالتالي عندما تنشب بينهما النزاعات، تعجز السلطات الأمنية عن إيقافها؛ نظرا لتغلغل سلاح الميليشيات المنفلت في ميسان والعراق بشكل عام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.