ميسان “ساقطة أمنيا”: ما علاقة “العصائب” و”السرايا”؟

ميسان “ساقطة أمنيا”: ما علاقة “العصائب” و”السرايا”؟

اغتيالات ومخدرات وعصابات جريمة منظمة ونزاعات عشائرية وإعلان حالة الإنذار الأمني “جـ” ووفد أمني رفيع يصل المحافظة، فما الذي يحدث في ميسان؟

يجمع الكل سواء من الخبراء الأمنيين أو من ناشطي المجتمع المدني أو من المدونين أو من الباحثين السياسيين، أن ميسان محافظة “ساقطة أمنيا”.

تبلور هذا الإجماع، بعد سلسلة الاغتيالات الأخيرة التي حدثت في ميسان، فقد بلغ عددها 12 عملية اغتيال في الأسبوع الماضي فقط، أبرزها مقتل القاضي أحمد فيصل والضابط حسام العلياوي.

قتل الضابط العلياوي وهو منتسب في وزارة الداخلية ويعمل في مجال مكافحة المخدرات قبل 3 أيام برصاص مجهولين وسط ميسان.

ذات الأمر تكرر، أمس السبت، إذ اغتال مجهولون القاضي أحمد فيصل، وهو المسؤول عن ملف مكافحة المخدرات في المحافظة الجنوبية والمحاذية لإيران.

تصفية صراعات

بالتزامن مع ذلك، تشهد المحافظة نزاعات عشائرية بين القبائل التي تتخاصم فيما بينها، ويذهب ضحيتها العشرات، وسط عجز أمني عن إيقافها وسحب السلاح من يد العشائر.

دفعت كل تلك الأمور برئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لإرسال وفد أمني بقيادة وزير الداخلية عثمان الغانمي للتحقيق الفوري بشأن كل ما يحدث في ميسان وبسط سيطرة الأمن عليها.

وعن كل ما يجري في ميسان، يفسر الخبير الأمني أحمد الشريفي، أنه تصفية صراعات سياسية بين الأحزاب المتنفذة، وخاصة بين “التيار الصدري” والفصائل الموالية لإيران.

وتعد محافظة ميسان من حصة “التيار الصدري” وفق المحاصصة السياسية في العراق، ومحافظها علي دواي يمسك بالمنصب منذ 12 سنة وهو من أعضاء “التيار”.

قبالة ذلك، تنتشر في ميسان عدة فصائل مسلحة موالية لإيران في المحافظة، الأمر الذي يدفع لوقوع اشتباكات بين فصيل “سرايا السلام” التابع للصدر وتلك الفصائل.

المخدرات وراء ما يحدث؟

ويضيف الشريفي، أن سبب كل ما يجري من اغتيالات ونزاعات عشائرية هو انتشار المخدرات وخاصة “الكريستال” في ميسان بشكل غير طبيعي.

للقراءة أو الاستماع: قتل بالقرب من قيادة الشزطة.. اغتيال قاضي بمحافظة عراقية محاذية لإيران

الشريفي يردف في حديث مع “الحل نت”، أن تجارة المخدرات تقوم بها شخصيات تجارية متنفذة ومرتبطة بفصائل وأحزاب سياسية، وتمتلك عصابات جريمة منظمة.

ويشير إلى أن، مقتل الضابط العلياوي والقاضي أحمد فيصل، جرى بسبب إصرارهما على متابعة ملف تجارة المخدرات وملاحقة الجهات التي تقف خلفها.

ويلفت إلى أن، عصابات الجريمة المنظمة المرتبطة بتجار المخدرات، تقتل من يهدد استمرار تجارتها بالمخدرات، وبغطاء سياسي، خاصة من قبل فصيل “العصائب” الموالي لإيران.

ويبين أن، هناك عمليات اغتيال تحدث كتصفية حسابات بين الفصائل المتخاصمة، ومنها اغتيال أشقاء الضابط العلياوي قبل عام ونصف على يد “سرايا السلام”، وهما ينتميان للفصائل الولائية.

غطاء “ولائي” لمخدرات إيران

ويؤكد أن المخدرات يتم استيرادها من إيران، وعلى وجه التحديد من منفذ الشيب الذي يربط ميسان بإيران، وعادة ما توفر الفصائل الولائية ومنها “العصائب” الغطاء الأمني لاستيراد الموادة المخدرة إلى المحافظة.

وبخصوص النزاعات العشائرية، يلفت الشريفي إلى أنها تحدث، نتيجة ارتباط عدد كبير من تلك العشائر بالفصائل وبـ “التيار الصدري”، بالتالي عندما تنشب بينهما النزاعات، تعجز السلطات الأمنية عن إيقافها؛ نظرا لتغلغل سلاح الميليشيات المنفلت في ميسان والعراق بشكل عام.

للقراءة أو الاستماع: عودة مسلسل اغتيال الضباط في الأمن العراقي للواجهة

ويعتقد الشريفي، أن الإجراءات الحكومية التي اتخذت من قبل الكاظمي، لن تنجح في ميسان؛ لأن الأمر يستدعي تفعيل القوة الحقيقية للأمن لبسط سيطرته، وذلك من الصعب حدوثه، خاصة وأن الكثير من العناصر الأمنية تتبع للفصائل والميليشيات.

ويختتم بأن نيسان ستبقى “ساقطة أمنيا”، طالما لم يتم تنظيف الجهاز الأمني من العناصر المنتمية للفصائل الموجودة في عمق الأجهزة الأمنية، على حد تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.