باتت التشكيلات العسكرية المتجددة في مناطق سيطرة “القوات التركية” و“الجيش الوطني” التابع لها شمال شرق حلب، بمثابة الموضة التي لا تنتهي، حيث يرافق كل اندماج خروج بيانات مباركة من تلك الفصائل، ليظن أبناء المنطقة أن هذا آخر تشكيل، وأنه خلاصهم من الفصائلية المتعددة التي أنهكتهم، إلا أنها مجرد فقاعات إعلامية تصب في مصلحة الفصائل المسلحة لا أكثر.

حيث يكاد لم يمض سوى شهر واحد على آخر تشكيل عسكري والذي أطلق عليه اسم “هيئة ثائرون للتحرير” في كانون الثاني/يناير الفائت، والذي نتج عن اندماج كتلة “حركة ثائرون” مع “الجبهة السورية للتحرير“، لتعلن فصائل القطاع الشرقي، الثلاثاء، عن تشكيل جديد، تحت مسمى “حركة التحرير والبناء” ضمن منطقة عمليات “نبع السلام“.

اندماج جديد

 مصدر مقرب من “أحرار الشرقية“، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، أفاد لـ “الحل نت” أن “التشكيل الجديد يضم فصائل “أحرار الشرقية” و“جيش الشرقية” إضافة لـ “الفرقة 20” و“صقور الشام“، وبلغ قوامه أكثر من 5 آلاف مقاتل، وسيكون ثقله في مناطق رأس العين وتل أبيض وسلوك“.

وأضاف المصدر أن “قيادة التشكيل الجديد، ستوكل للرائد حسين الحمادي، وهو ضابط منشق عن القوات الحكومية سابقا، إلا أن أي قرار يتعلق به، سيكون مرجعه لأبو حاتم شقرا، الذي استبعد عن  مركز القيادة للعلن، كون اسمه موجود على قائمة  العقوبات الأمريكية“.

وأوضح المصدر أن “الشقرا يحاول من خلال التشكيل الجديد، تصدير رواية مفادها أنه من خلال هذا التشكيل ستلغى مسميات الفصائل المشكلة له، وسيتم العمل بنظام قيادة مركزي موحد للفصائل المندمجة، وسيخضع العناصر أيضا لدورات إعادة تأهيل على التعامل مع مختلف العمليات الأمنية والعسكرية، والأهم كيفية التعامل مع المدنيين في المنطقة وخاصة على الحواجز“.

لكن ذات التصريح أدلى به الشقرا عندما اجتمع مع  قادة “جيش الشرقية” و“الفرقة20 “، وبحضور ممثل عن لواء “صقور الشمال” ، (والذي يتلقى دعمه المباشر من تلك الألوية الثلاث)، في ديسمبر/كانون أول من العام الفائت، لتشكيل كتلة عسكرية تضم فصائل المنطقة الشرقية، بمنطقة جنديرس، لكن الأفعال جاءت بعكس الأقوال كالعادة، فلم يتغير شيء سوى ازدياد الانتهاكات التي يقوم بها عناصر الفصائل المذكورة، بدون أي حسيب ورقيب وخاصة في منطقة عفرين والنواحي التابعة لها، وفقا للمصدر ذاته.

واختتم شهادته قائلا إن “ما يقوم به الشقرا هو محاولة لابتلاع بقية فصائل “الجيش الوطني” والتغلب عليها، لضمان استمرارية الفصائل التابعة له وتمددها في المنطقة بشكل أكبر“.

فشل متكرر

من جهته يقول الباحث في الشأن السوري والتركي، محمد السكري، في حديثه لـ “الحل نت”  إن “التشكيل الجديد لا يمكنه أن يغير من الخريطة السورية المعارضة، حيث كان هنالك تعويل خلال الأشهر القليلة الماضية بعد حالة الاندماج الفصائلية التي جرت في تكتلين، على أن هذه التكتلات ربما تكون قادرة حقيقة على الوصول إلى صيغة توافق نهائية تتعلق بجمعها تحت قبة “وزارة الدفاع” التابعة لـ “الحكومة السورية المؤقتة“، لكن أخفقت جميع التعويلات“. 

يتابع، إننا “نشهد مرة أخرى خلافات تطفو على السطح بينيا، وأدت في نهاية المطاف إلى ظهور تشكيل جديد، وهذا يعكس حقيقة حالة عدم الثقة بين الفصائل السورية المعارضة وغياب شبه كامل لدور وزارة الدفاع“. 

الشقرا وفصيله على قوائم الإرهاب الدولي

وفي يوليو/تموز 2021 فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات على أحمد إحسان فياض الهايس المعروف باسم أبو حاتم الشقرا وفصيله “أحرار الشرقية“، ورائد جاسم الهايس الملقب بأبو جعفر شقرا، وهما قياديان في “تجمع أحرار الشرقية“. 

واتهمت الوزارة “أحرار الشرقية“، بالقتل غير القانوني لهفرين خلف السياسية الكردية والأمين العام للحزب السياسي سوريا المستقبل، بالإضافة إلى حراسها الشخصيين في أكتوبر 2019.

واتهمتهم أيضا بقتل عدة مدنيين في شمال شرقي سوريا، بينهم عاملون صحيون. مشيرة إلى أنها انخرطت كذلك في عمليات اختطاف وتعذيب ومصادرة ممتلكات خاصة من المدنيين، ومنع النازحين السوريين من العودة إلى ديارهم.

والجدير ذكره أن المناطق التي سيطر عليها الجيشان التركي والوطني السوري ضمن عمليات “نبع السلام” و“درع الفرات” و“غصن الزيتون“، تشهد توترات وخلافات واشتباكات بين الفصائل، أدّت معظمها إلى وقوع ضحايا مدنيين، فضلا عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر الفصائل ذاتها.

اقرأ أيضا: قتلَ شقيقه بسبب خلافات عائلية في اللاذقية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.