يبدو أن روسيا تسعى للتمدد في المنطقة وتفعيل أجنداتها التوسعية، من خلال قاعدة “حميميم” العسكرية في الساحل السوري، لتكون بمثابة نقطة انطلاق لها، لا سيما في أي مواجهة محتملة مع خصومها حول العالم، ومناوئي مشاريعها النفعية والخبيثة في المنطقة. ذلك ما يلاحظه محللون بالا دفع موسكو لإعطاء أهمية قصوى لهذه القاعدة، عبر إجراء المناورات والاستعراضات العسكرية في تلك القاعدة.

صحيفة الشرق الأوسط، قالت يوم أمس إن قاعدة “حميميم” الروسية في محافظة اللاذقية، قد باتت “رأس حربة” في الاشتباك الدولي بين موسكو و”حلف شمال الأطلسي” (الناتو)، لا سيما بعد المناورات العسكرية الأخيرة التي جاءت على خلفية أزمة أوكرانيا.

قد يهمك: هل تراجعت روسيا عن الحرب في أوكرانيا؟

خط مواجهة مع الغرب

وترى الصحيفة في تقرير نشرته الخميس، أن “قاعدة حميميم لم تعد مرتبطة فقط بـ “الحرب على الإرهاب” أي بالحرب السورية، بل إن دورها تجاوز بكثير حدود الجغرافيا السورية لتكون رأس حربة عسكرياً في حوض المتوسط والاشتباك الدولي بين موسكو والناتو“.

ويرى الصحفي السوري فراس علاوي، أن استخدام روسيا لحميميم كقاعدة متقدمة لموسكو في منطقة الشرق الأوسط، يعود بالدرجة الأولى لأهمية المنطقة وقربها من البحر المتوسط في الساحل السوري.

ويقول علاوي في حديثه لـ“الحل نت“: “روسيا في محاولة العودة الساحة الدولي رأت أن استخدام القوة في الشرق الأوسط هو أحد أبواب هذه العودة، لذلك كان لا بد من وجود قاعدة قوية تخدم مصالح روسيا في المنطقة، ويكون لها إطلالة على البحر المتوسط، الذي لا يريده الروس أن يصبح بحرا منغلقا للناتو أو للدول الحليفة للولايات المتحدة، لذلك تم اختيار نقطة حميميم بعناية، لقربها من الحدود التركية والساحل“.

للقراءة أو الاستماع: سوريون في أوكرانيا برعاية “فاغنر” الروسية 

وحول المناورات العسكرية والاستعراض التي تقيمه روسيا مؤخرا في حميم يضيف علاوي: “استعراض عضلاتها بالشرق الأوسط من خلال حميميم، هو أحد أنواع استعراض القوى التي تمارسه روسيا في المنطقة للقول إنها موجودة كقوة عظمى في المنطقة.. أعتقد أن الروس يخططون لاستمرار بقاء حميميم في سوريا، مهما كان شكل الحل في البلاد“.

بدوره يؤكد الكاتب والمحلل السياسي حسام نجار الرغبة الشديدة لروسيا، في التمدد والتوسعة والتأثير على القرار الدولي من خلال توسيع النفوذ العسكري في الشرق الأوسط.

ويقول في حديثه لـ“الحل نت“: “قاعدة حميميم كانت بالنسبة للروس قبل الحرب السورية عبارة عن نقطة متقدمة للقوات الروسية، لكن غير مستخدمة بالشكل الفعال وتم البدء بتقوية القاعدة وزيادة فعاليتها، فأصبحت مركزا لنقل القوات لكل البقاع ومنها ليبيا. بالإضافة لجعلها نقطة عسكرية تدريبية نظرا لوجودها قريبة من البحر“.

أكثر من 6 سنوات على التدخل الروسي في سوريا.. ماذا تحقق؟

بدأ تدخل روسيا في عام 2015، بدأت موسكو بزج جنودها وعتادها العسكري، الأمر الذي شكل تحولا في مسار الحرب داخل سوريا. استطاعت روسيا بترسانتها العسكرية بزيادة مساحة سيطرة الحكومة السورية من 21 بالمئة من مساحة البلاد لنحو 70 بالمئة حاليا.

زجت روسيا منذ 6 سنوات حوالي 60 ألف جندي، وما يقارب 26 ألف ضابط. متسببة بمقتل أكثر من 133 ألف شخص حسب ما تسير إليه البيانات الرسمية للكرملين.

أما على الصعيد السياسي، حرّفت موسكو ضفة المركب السوري نحو مسارات جديدة مدعية بذلك حرصها على الحل في سوريا. وأبرز هذه المسارات هي أستانا وسوتشي، إذ هدفت هذه المسارات للحيلولة دون سقوط الرئيس السوري، بشار الأسد.

وخلال هذه المدة، حققت روسيا مكاسب جمة، من خلال توسيع نفوذها العسكري داخل البلاد، عبر السيطرة لمدة 50 عام على قاعدة حميميم الجوية، و24 مركزا عسكريا، وحوالي 42 نقطة مراقبة.

وأصبحت قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية باللاذقية، بمثابة أرض وطنية لروسيا، تحيي فيها مناسباتها العسكريّة والوطنيّة، وتقيم فيها عروض الجيش الروسي بمشاركة العديد من السوريين وحكومتهم، فيهرع الوزراء والضباط السوريين لتهنئة الروس بمناسباتهم وإنجازاتهم العسكريّة في تلك القاعدة.

اقرأ أيضا: نفوذ إيراني يصل إلى ميانمار.. ما الذي يخطط له “الحرس الثوري”؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.