اضطهاد النساء وتهميشهن، حالة تكاد أن تكون طبيعة في المجتمعات العربية، لا سيما في دولة مثل العراق، التي تفتقد إلى قوانين الحماية، وتمر بفوضى عارمة على كافة المستويات، ما دفع إلى تزايد حالات العنف ضد النساء. 

وفي إطار محاولات التخفيف عن النساء، وإيجاد لهن وسيلة لحماية انفسهن، من العنف الاسري والقبلي، وحتى المجتمعي، كشفت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، اليوم السبت، عن مشروع يتعلق باطلاق منصة خاصة باسم”أنت آمنة” تعنى بالنساء المعنفات.

وقالت رئيس دائرة تمكين المرأة التابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء، يسرى كريم، في تصريح للوكالة الرسمية وتابعها موقع “الحل نت”، إن: “المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة الذي عقد اليوم أول اجتماع في بغداد، استجابة لدعوة العراق إلى عقده لمناقشة تعديل قانون المنشأ الخاص بالمنظمة، ومناقشة أوضاع النساء الناجيات جراء الصراعات والتعرض للارهاب”.

لقراءة المزيد: العنف ضد المرأة العراقية: القانون يشرعنه ولا ينهيه!

على شاكلة فلسطين

وأضافت أنه “تم إضافة بند النساء اللواتي ينزحن تحت الاحتلال، كما في وضع فلسطين، حيث كان تجربة متميزة للعراق من خلال اقرار قانون الناجيات الايزيديات، وباقي الناجيات من المكونات الاخرى”.  

وأطلقت دائرة تمكين المرأة في الأمانة، الخطة الوطنية الثانية لقرار مجلس الأمن الدولي 1325، الذي ناقش قضايا حماية المرأة ومشاركتها ووقايتها، وفقا لكريم، التي أشارت إلى أن، الأمانة العامة بدأت بالتنسيق مع الوزارات، والمحافظات لتطبيق الأنشطة.   

 ولفتت إلى أن “الأمانة العامة أصدرت تقريرها السنوي حول الخطة الوطنية، ولدينا متابعات مع مجلس القضاء الأعلى، وخصوصاً مع قرار المجلس بإعادة المحاكم المعنية بقضايا الأسرة، وفتح محاكم مختصة لهذا الجانب لمراعاة قضايا المرأة والأسرة”.  

https://twitter.com/iraqoverredline/status/1493949265256796165?s=21

وبحسب كريم، فأن “الدائرة بادرت بالتعاون مع وزارة الداخلية لإعادة كتابة قواعد سلوك قوة الأمن الداخلي، وإضافة مادة المرأة والعدالة الجنائية، لمراعاة وضع المرأة، خصوصا في مراحل إلقاء القبض والتفتيش والتحقيق”.  

ويجري العمل حاليا، مع “صندوق الأمم المتحدة للسكان” على انشاء تطبيق اسمه (أنت امنة)، والذي يوفر الكثير من المستلزمات الخاصة بالنساء، وخاصة التي تعاني من العنف المنزلي أو الخارجي، وفقا رئيس دائرة تمكين المرأة التابعة للأمانة العامة. 

لقراءة المزيد: العنف الجنسي ضد النساء بالعراق.. كركوك الأعلى وبغداد الثانية

وجهة نظر

وحول نجاعة المبادرة، فيما إذا كانت ستسهم في التخفيف من حالات العنف ضد النساء، أو تلبية احتياجاتهن، تقول الباحثة في شؤون المرأة معالم العبيدي، في حديث لموقع “الحل نت” إنه: “لا يمكن البت بأن مثل هكذا محاولات أن تكون نافعة أو لا”.

وبينت أن “الامر معقد نوعا ما بالنسبة للبيئة العراقية التي تحكمها اعراف عشائرية، بالاضافة لافتقادها إلى قوانين صارمة تمنع العنف الاسري بصورة عامة”.

 ومثل هذه الخطوات من الممكن أن تحفز المشرع العراقي، بالتحرك تجاه سن قوانين تمنع العنف، وتحمي النساء، وفقا للعبيدي، لافتة إلى أنه، يبقى الأمر معقد أيضا لأنه لا يقتصر فقط على سن القوانين، بل يتطلب أن تتبعه بعض الإجراءات الأخرى. 

وبخصوص تلك الإجراءات، العبيدي أوضحت أنها “تتمثل بتوفير مكان آمن وصحي للمعنفات، وتأهيلهن وتوفير الأجواء التي تتيح لهن بيئة تمكنهن من الاستمرار في حياتهن”، مشددة على ضرورة أن “تبادر الجهة الداعمة في تقدم الأمان المالي والمعنوي”.

لمتابعة المزيد: جرائم الشرف في العراق: مجزرة ضد النساء بتواطؤ من الحكومة والأحزاب المتنفّذة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة