في حادثة جديدة تندرج تحت سلسلة الانتهاكات المستمرة التي تنفذها المليشيات الإيرانية وبقية المليشيات التابعة لها، ضمن مناطق سيطرتها بدير الزور، شرق سوريا، أقدمت مليشيا “فاطميون” الأفغانية، على قتل شاب مدني بعد اعتقاله مدة الشهر، في أحد سجونها بمدينة الميادين بريف دير الزور.

ابتزاز لتحصيل المال

وصرح محمد العمر، أحد أقارب الضحية، ونازح في بلدة الشحيل، لـ “الحل نت” أن “ابن خالته ميسر السرحان، تم اعتقاله منذ شهر، عند عودته من أرضهم الزراعية بالقرب من مسبق الصنع سابقا، والذي تتخذه ميليشيا “فاطميون” مقرا لها في الوقت الحالي، وساقته إلى سجنها في مدرسة الصناعة، بتهمة التواصل مع خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي، مشيرا إلى أن “الإتهام عار عن الصحة، لأن اعتقاله جاء بهدف ابتزاز أهله، وتحصيل فدية مالية مقابل إطلاق سراحه، لكنهم عجزوا عن سدادها، بسبب وضعهم المادي المتردي”.

وأضاف المتحدث، أن “أهالي الضحية، حاولوا رؤية ابنهم، أكثر من مرة خلال مدة اعتقاله، إلا أن الميليشيا رفضت ذلك، حيث كانوا يخبروهم في كل مرة، أنه سيتم إطلاق سراحه بعد الانتهاء من التحقيق معه”.

وفي ساعات مبكرة من صباح الخميس، عثر على جثة الشاب ملقية عند سوق الماشية القديم، ليتعرف عليه ذوه بعد نقله إلى المشفى، وعليه آثار تعذيب، حيث أنكرت الميليشيا، أنها من قامت بقتله، وأنها أطلقت سراحه قبل أيام.

للقراءة أو الاستماع: اشتباك بين ميليشيات محلية وعراقية يسفر عن جرحى مدنيين شرقي دير الزور

انتهاكات ليست جديدة

وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مدنيين لانتهاكات وتجاوزات، تصل أحيانا إلى مرتبة القتل، من قبل ميليشيات إيران في المنطقة، حيث قتل المدني هاني المصلح وأصيب شقيقه بجروح بليغة، أواخر العام الفائت، برصاص ميليشيا “حزب الله” العراقي خلال مرورهم بسيارتهم الزراعية بالقرب من حاجز لهم في منطقة “المزارع” ببادية الميادين، متجهين إلى منزلهم في قرية “طعس الجايز”، وفق لمراسل “الحل نت” في المنطقة.

وسبق أن أفادت مصادر محلية من البوكمال لـ “الحل نت” في فبراير الفائت، أن “اشتباكات اندلعت بداخل حي الصناعة بين ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي وميليشيا “كتائب سيد الشهداء” نتيجة لخلافات شخصية بين العناصر، امتدت إلى حي الكتف، حيث أسفرت عن سقوط ستة قتلى من كلا الطرفين، إضافة لإصابة ثلاثة مدنيين كانوا على مقربة من نقاط الاشتباك، وأضرار مادية في بعض المنازل المجاورة للاشتباكات أيضا”.

كما أن منازل المدنيين النازحين من المنطقة ضحية الاستحواذ من قبل تلك الميليشيات الإيرانية أيضا، حيث حولتها ميليشيا “الحرس الثوري” إلى مقرات عسكرية ومستودعات أسلحة، وقسما آخر حولته، مكانا لإقامة عائلات عناصرها وقاداتها، للاحتماء من الضربات الجوية التي تنفذها إسرائيل والتحالف الدولي ضدها بشكل متكرر.

وتنتشر ميليشيات إيرانية وأفغانية، أبرزها “فاطميون” و”زينبيون” و”الباقر” إلى جانب ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي و”حزب الله” بشقيه اللبناني والعراقي، تعود جميعها لقيادة “الحرس الثوري” الإيراني في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكوميّة من محافظة ديرالزور.

وتمتلك معظم تلك الميليشيات قواعد عسكرية لها بالقرب من الحدود العراقيّة السوريّة، أبرزها وأكثرها أهمية قاعدة “الإمام علي” شرقي دير الزور.

وتعدّ محافظة دير الزور عموما ومدينة البوكمال خصوصا ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، كونها صلة الوصل بين ميليشياتها المنتشرة في العراق وسوريا، وذلك لضمان وصول الإمدادات العسكرية عن طريق معبر “البوكمال- القائم”.

للقراءة أو الاستماع: نقاط تدريب جديدة لـ “الحرس الثوري” غربي دير الزور.. ما الأهداف؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.