لايزال التوتر يسود أرجاء مدينة البوكمال شرقي مدينة دير الزور، لليوم الثالث على التوالي، خشية تجدد الاشتباكات بين ميليشيا “الدفاع الوطني” وعناصر من “الحشد الشعبي” العراقي، بعد اقتتال جرى بينهم الأربعاء، أسفر عن سقوط أكثر من عشرة إصابات من الجانبين، إضافة لسقوط خمسة جرحى مدنيين أيضا، وأضرار مادية في المكان.

استنفار عام

وفي التفاصيل أفاد مراسل “الحل نت” في البوكمال، أن “الاشتباكات بدأت في حي الصناعة، بمشادات كلامية بين عناصر من الطرفين، على إثر خلافات قديمة بينهم، تطورت لعراك بالأيدي واستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى لإصابات بليغة بين العناصر، حيث فقد عنصر من “الحشد” حياته بعد مكوثه يوم في المشفى، في المقابل فقد عنصرين جريحين من “الدفاع الوطني” حياتهم صباح اليوم أيضا“.

وأضاف المراسل أن “المدينة شهدت تعزيزات كبيرة لكلا الجانيين، تسببت بنزوح بعض العوائل من منازلهم القريبة من مقرات الطرفين، خشية تجدد الاشتباكات، بالتزامن مع تبادل التهديدات بينهم باقتحام مقرات بعض“.

مشيرا إلى أن “عموم المدينة تشهد حالة استنفار أمني أيضا من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة من جنب، وميليشيا “الحرس الثوري” من جنب آخر، وإغلاقا للمحال التجارية في منطقة السوق “المقبي” ودوار “المصرية“، على إثر الحادثة“.

اشتباكات ليس لها حد

الصحفي مؤيد الراوي، من البوكمال، نازح في مدينة الباب، يقول لـ “الحل نت” إن “الاشتباكات الداخلية بين الميليشيات الإيرانية، أو بينها وبين ميليشيا “الدفاع الوطني“، ليست بالأمر الجديد، فهي متكررة، وأضرارها كبيرة على المدنيين، وخاصة أن مقراتهم منتشرة بداخل الأحياء السكنية والأسواق، وأي اشتباك مسلح يسفر في كل مرة عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين وأضرار في الممتلكات أيضا“.

 مضيفا أن مطلع فبراير الفائت، حدث اشتباك مسلح بين دورية من اللواء 147 التابع لـ “الحرس الثوري” والذي يعتبر غالبية عناصره من أبناء المنطقة، مع دورية من ميليشيا “فاطميون“، على خلفية مكان وقوف سياراتهم وأحقية كل منهم في المكان، ما أدى لإصابة ثلاثة مدنيين كانوا على مقربة من مكان الاشتباك لحظة وقوعه.

ونوه المتحدث إلى عدم وجود ضوابط لسلوك تلك الميليشيات وتجاوزاتها، وخاصة أن المنطقة تقع تحت سيطرتهم، ولا يمكن لأي جهة أن تتدخل فيها، والمتضرر الأكبر دائما هم الأهالي الذين يعجزون على الاعتراض أو الشكاية، خوفا من انتقام عناصر الميليشيات منهم.

وتعتبر مدينة البوكمال الواقعة على الحدود العراقية السورية، من أكبر مقارّ الميليشيات المدعومة من إيران داخل الأراضي السورية، منذ العام 2017، حيث تفرض ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وبقية الميليشيات التابعة لها، كامل سيطرتها على المدينة والنواحي التابعة لها، كما تنتشر في قرى وبلدات الريف الشرقي والغربي لمدينة دير الزور الواقعة تحت سيطرة الحكومة، وتتخذ من منازل المدنيين مقارَّ عسكرية لها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.