تعمل ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني خلال الآونة الأخيرة على تعزيز تواجدها بشكل أكبر ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية غربي مدينة دير الزور شرق سوريا، حيث أنشأت مؤخرا وللمرة الأولى، نقاط لها بداخل “الفوج137” التابع لـ “الجيش السوري” والتي تتخذ منه ميليشيا “قاطرجي” مقرا لقيادتها.

تمهيد للسيطرة على الفوج


مصدر مقرب من “الحرس الثوري”، أفاد لـ “الحل نت” قائلا إن “أمر إنشاء نقاط جديدة للحرس بداخل الفوج آنف الذكر، جاءت بعد مفاوضات بينهم وبين قيادة ميليشيا “قاطرجي” التي رفضت الأمر في البداية، لاعتباره تجاوزا على مناطق نفوذها، ليتدخل ضباط من قيادة الفوج ذاته في المفاوضات بينهم، ويتوصلوا إلى أن نقاط الحرس الجديدة هي عبارة عن نقاط تدريب فقط للعناصر الجدد، ولمدة لا تتجاوز خمسة أشهر لا أكثر، دون إنشاء مقرات رئيسية لهم في المكان”.

الصحفي عمرالعبدالله من دير الزور، يقول لـ “الحل نت” إن “ميليشيا “القاطرجي” المدعومة روسيا، تستولي بشكل كامل على قيادة الفوج، لموقعه الاستراتيجي على طريق تهريب النفط في المنطقة، وتسمح لبعض الميليشيات أحيانا مثل “الدفاع الوطني” أو “جيش العشائر” بالتدرب داخله ولفترة معينة، لوجود مصالح مشتركة بينهم”، مضيفا أن “وجود نقاط تدريب للحرس يعد خطوة أولى في طريق السيطرة على الفوج، وسحب البساط من تحت ميليشيا “القاطرجي”.

وأضح أن “الفوج137 ” يقع بالقرب من مشفى “الأسد”، على طريق دير الزور- تدمر، غربي المدينة، وكان يستخدم قبل الأحداث السورية، كنقطة تجمع للشبان خلال سوقهم للخدمة الإلزامية، قبيل فرزهم على قطعاتهم العسكرية”.

وسبق أن قٌتل اللواء بشير إسماعيل قائد “الفوج137 ” مع أربعة من مرافقيه، في أواخر 2020، بكمين نفذه مسلحون في منطقة “فيضة ابن موينع” غربي مدينة الميادين.

مواقع جديدة بهدف التوسع


وصرحت مصادر مطلعة من المنطقة لـ “الحل نت” إنه “الشهرين الماضيين أنشأت ميليشيا “الثوري” الإيراني، عدة نقاط ومواقع جديدة لها بمحاذات مقرات ومواقع تابعة لميليشيا “القاطرجي” في قرى وبلدات الريف الغربي (الخريطة، عياش، الشميطية والعنبة) كما أنشأت حاجز عند المعبر المائي في بلدة الخريطة، مهمته الإشراف على عمليات تنقل المدنيين من خلال المعبر الواصل بين البلدة ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في الجهة الأخرى من النهر، وفرض الإتاوات عليهم”.

ووفقا للمصادر ذاتها، أن “الغاية مما تفعله ميليشيا “الثوري” غربي المدينة خلال الآونة الأخيرة من زيادة في نقاط ومواقع انتشارها، أن تكون صاحبة القرار المؤثر في المنطقة المذكورة على غرار ما تفعله في مدينة البوكمال ونواحيها ومناطق سيطرتها في مدينة الميادين”.

والجدير ذكره تتغلغل مليشيات “الحرس الثوري” الإيراني والمليشيات الموالية لها في مناطق عدة في سوريا وتقاتل إلى جانب “الجيش السوري”.

وتأتي هذه المليشيات من إيران عبر الأراضي العراقية مرورا بمحافظة دير الزور، التي تنتشر فيها المليشيات العراقية واللبنانية بكثرة وتسيطر على مساحات واسعة فيها.

وتعدّ محافظة دير الزور عموما ومدينة البوكمال الحدودية خصوصا، ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، كونها صلة الوصل بين ميليشياتها المنتشرة في العراق وسوريا، وذلك لضمان وصول الإمدادات العسكرية عن طريق معبر “البوكمال – القائم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.