تفاقمت معاناة مرضى السرطان في مناطق شمال وشرق سوريا، منذ بداية الأزمة السورية، جراء اضطرارهم للسفر إلى دمشق بشكل دوري لتلقي العلاج.

لكن تكرار انقطاع الأدوية المعالجة الباهظة الثمن من المشافي والمراكز المتخصصة في العاصمة مؤخرا، بات يكبد عائلات المرضى تكاليف إضافية، ويخلف مخاطر على حياة المصابين.

“ارتفاع نسبة”.

وقدرت مصادر طبية نسبة المصابين بالسرطان من محافظة الحسكة ممن يرتادون مشفى البيروني المتخصص بمعالجة السرطانات في دمشق، بنحو 70 بالمئة.

وأفادت مسؤولة المركز التخصصي للكشف المبكر عن سرطان الثدي في قامشلي، فاطمة عبدالله، “الحل نت” إن المركز الذي افتتح منذ عامين من جانب منظمة الهلال الأحمر الكردي، تقتصر خدماته على ما توفره الأجهزة والمستلزمات المساعدة في تشخيص المرض بشكل مبكر”.

وأضافت إن الوصول إلى العاصمة دمشق يكلف كل مريض مع مرافقه نحو950 ألف ليرة سورية كثمن تذكرة طائرة فقط، عدا تكاليف الأدوية والمصاريف الشخصية وتذكرة العودة، وهو ما ينهك عائلة المريض ماديا”.

وأشارت إلى أن مريضتين على الأقل ممن تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي منذ ستة أشهر، لم تتمكنا حتى الآن من إجراء عملية جراحية وتلقي العلاج جراء ارتفاع تكاليف السفر والمعالجة”.

ولفتت مسؤولة المركز إلى أن غالبية مراجعات المركز ينحدرن من القامشلي والريف الشرقي حيث تنتشر آبار النفط، وحراقات تكرير النفط البدائية.

“ازدياد سرطان الثدي”

وأوضحت عبدالله أن المنطقة شهدت تزايدا في نسبة المصابات بمرض سرطان الثدي، في السنوات الأخيرة حيث لم تعد المصابات من فئة الأعمار فوق 35 فقط، كما كان الحال قبل سنوات، بل باتت هناك مصابات في عمر الشباب”.

وأرجعت مسؤولة المركز سبب ارتفاع نسبة المصابات بسرطان الثدي، إلى تضافر مجموعة من العوامل كتلوث الهواء نتيجة تكرير النفط بطرق بدائية، وانتشار المولدات التي تعمل على المحروقات في المنطقة، وسوء التغذية جراء الوضع المعيشي وتوافر عوامل القلق والتوتر”.

وكان مركز بنك الدم الحكومي في القامشلي قد بدأ بتوزيع جراعات من الأدوية المعالجة للسرطانات منذ عام لكنه توقف مؤخرا.

وتقول مصادر مطلعة أن نحو 7 آلاف مريض استفاد من الأدوية المقدمة من مركز “بنك الدم” خلال عام.

وشهدت المنطقة مبادرات أهلية من جانب نشطاء لتقديم أدوية معالجة للسرطانات وغيرها من أمراض مزمنة، لكنها كانت غير مستدامة ولا تكفي لتغطية حاجة المنطقة جراء ارتفاع نسبة المصابين.

“مشفى البيروني”

وبحسب مصدر من مشفى البيروني فإن مشكلة انقطاع الأدوية تتكرر بشكل دوري، وهو ما قد يدفع المرضى إلى شراءها على نفقتهم، كما يحدث منذ بداية الشهر الفائت.

وأشار المصدر إلى أن المشفى يفتقد أنواع أخرى من الأدوية وكذلك السيرومات والقساطر الوريدية منذ عام تقريبا.

ولفت إلى أن “المتعارف عليه حتى قبل العام2011 هو أن النسبة الكبيرة من مراجعي المشفىى هي من الحسكة ومحافظات الجزيرة عموما نظرا لانتشار حقول النفط فيها، إلا أن الملاحظ أن نسب السرطانات بأنواعها باتت تزداد في السنوات الأخيرة بجميع المناطق السورية دون استثناء”.

ويتبع مشفى البيروني لوزارة التعليم العالي التي صرحت لوسائل إعلام حكومية الأسبوع الفائت أن “مسألة نقص الدواء في بعض المشافي ترتبط بالاستجرار المركزي، وسببه العقوبات الاقتصادية والحصار المفروض على البلاد”.

وكانت مشافي تابعة للوزارة قد شهدت في الأشهر الأخيرة أزمة نقص أطباء التخدير، لتعقبها “أزمة مفاجئة تمثلت بتوقف عمليات القسطرة القلبية في مشفى الأسد الجامعي بسبب عدم وجود مواد القسطرة”.

وتنتشر في مناطق شمال وشرق سوريا ثلاث أنواع من السرطانات هي سرطان الرئة والثدي والكولون، حيث يرجع مختصون السبب إلى تزايد التلوث في الهواء وفي التربة في السنوات الأخيرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة