تطوير إسرائيل لقدراتها العسكرية وإطلاقها في لبنان وجنوب سوريا، يبعث بعدة رسائل أصغرها أنّ هنالك حرب قد تنطلق في الأفق لكن دون تحديد موعدها. ولكن شرارتها ربما تندلع من البلدين التي تهيمن عليها قرارهما إيران.

الأسلحة التي تهتم إسرائيل في تطوريها، خصصت من أجل متابعة التحركات العسكرية الإيرانية والتي بدا عليها تغيرات واضحة، خصوصاً عبر إغراق سماء البلدين بالطيارات المسيرة وصواريخ الكروز الإيرانية. والتي تمثل تهديداً على المستوى الإقليمي. 

“سكاي ديو” أكبر المناطيد العسكرية قرب سوريا

أطلقت إسرائيل، الأربعاء الفائت، بعد سنوات من التجهيز، أكبر المناطيد العسكرية الاستطلاعية قرب الحدود السورية واللبنانية.

ويهدف المنطاد إلى إرسال تحذيرات مبكرة ضد التهديدات الجوية، واستشعار واكتشاف الصواريخ بعيدة المدى وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار على مدى أكبر.

و”سكاي ديو” هو بالون استطلاع ضخم قابل للنفخ تم اختباره من قبل إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية. ويشبه نظام الأيروستات (HAAS)،  وهو قادر على التحليق على ارتفاعات عالية.

 التقنيات المستعملة في المنطاد الإسرائيلي، توسع رقعة منطقة الاشتباك عبر إضافة تغطية مستشعرات خارج خط رؤية الرادارات الأرضية، وتتجاوز  التضاريس التي تحجب الرصد.

وتم تطوير منطاد “سكاي ديو”، بالشراك بين سلاح الجو الإسرائيلي (IAF)، ووكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية على مدار عدة سنوات.

اقرأ أيضا: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.. تمر بأسوء حالاتها بسبب البرنامج النووي الايراني

نيران حرب إسرائيل تستعر قرب سوريا ولبنان

قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء عميكام نوركين، أكد في وقت سابق،  أن المنطاد سيساهم في القدرة على بناء صورة جوية دقيقة وشاملة أكثر، فيما عدّ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن نجاح المنظومة الجديدة يحصن جدار الدفاع الذي شيدته إسرائيل أمام التهديدات الجوية البعيدة منها والقريبة.

إسرائيل التي تشن مئات الغارات على أهداف إيرانية في سوريا، يبدو أنّها باتت تعي خطر التوسع العسكري الإيراني مؤخراً. وخصوصاً مع ظهور تقارير دولية تبين أنّ الطائرات الإيرانية المسيرة باتت تغطي كافة المناطق السورية واللبنانية.

وبحسب مصادر عسكرية في الجيش السوري، فإن اندلاع الحرب بين الطرفين سيكون عبر شرارة ربما يوقدها أحد عناصر المليشيات الإيرانية على الأراضي السورية.

ووصفت المصادر أنّ العناصر الإيرانيين مهتمون بخوض حرب مع إسرائيل، عبر الأراضي السورية. مؤكدين أنّ نتائجها محسومة لهم نظراً للرقعة الجغرافية الكبيرة التي باتت تتواجد فيها إيران.

اقرأ المزيد: مماطلة إيرانية في المفاوضات النووية.. طهران تتلاعب بالدول المُفاوِضة

فشل تكتيك الغارات الجوية

بدأت إسرائيل ضرباتها العسكرية ضد المواقع الإيرانية في سوريا منذ مارس/آذار 2011 وبقيت على هذا التكتيك حتى الأسبوع الفائت.

ويرى الخبير العسكري، العقيد عبد الله حلاوة، أنّ إسرائيل فشلت في لعبة المناورات الجوية ضد إيران في سوريا، حتى باتت إيران تنتهج ذات الخطة عبر طائراتها المسيرة.

ونظراً لهذا الفشل وعدم قدرة إسرائيل في تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، اضطرت لتطوير دفاعاتها العسكرية. خصوصاً وأن المؤشرات الدولية لا تقف حالياً مع إسرائيل لا سيما في ملف الاتفاق النووي، واصطفاف روسيا مع طهران.

نادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكن الجيش الإسرائيلي ذكر في تقريره السنوي أنّه قصف خلال عام 2020 نحو 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدّم تفاصيل عنها. 

ومن جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن إسرائيل استهدفت منذ بداية العام مواقع في سوريا 14 مرة. وأصابت 40 «هدفاً»، ما أسفر عن مقتل «99 عنصراً من الجيش السوري والمسلحين الموالين و(حزب الله) اللبناني. والقوات الإيرانية والمليشيات الموالية؛ بينهم 61 من جنسيات غير سورية».

بيانات موسكو الأخيرة بشأن الضربات الجوية الإسرائيلية، عكست عدم قناعة موسكو بالذريعة التي قدمتها إسرائيل للهجوم، علماً بأن تل أبيب كانت قد أشارت إلى أن غاراتها تستهدف منشآت تابعة لإيران يجري فيها التحضير لنقل أسلحة متطورة إلى لبنان.

ويبدو أنّ إسرائيل ستواصل بطرق جديدة تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. ولكن التطور الجديد قد يمهد لاندلاع حرب جوية تكون سوريا ولبنان وطيسها.

اقرأ أيضاً: هل ستتنازل واشنطن وطهران عن شروطهما الأساسية للتوصل لاتفاق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة