محادثات فيينا حول الملف النووي الإيراني: هل ستتنازل واشنطن وطهران عن شروطهما الأساسية للتوصل لاتفاق؟

محادثات فيينا حول الملف النووي الإيراني: هل ستتنازل واشنطن وطهران عن شروطهما الأساسية للتوصل لاتفاق؟

أعلنت مجموعة دول الخمسة زائد واحد، المعنية بالتفاوض مع #إيران حول ملفها النووي، عن التوصّل إلى اتفاقية جديدة مع #طهران، في تموز/يوليو من عام 2015، وافقت الحكومة الإيرانية بموجبها على تطبيق قيود على أنشطتها النووية، مثل تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي، المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم. وبدأت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما برفع العقوبات، التي كانت قد فُرضت على طهران منذ عام 1979، إلا أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعلن، في مايو/ أيار من عام 2018، الانسحاب من الاتفاقية.

ولإحياء الاتفاقية مجدداً تجري في العاصمة النمساوية #فيينا، منذ بداية شهر نيسان/إبريل المنصرم، محادثات بين إيران ودول الخمسة زائد واحد، وهي #بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة والصين. وطُرحت في هذه المباحثات مقترحات حول كيفية حل القضايا المتعلّقة بالعقوبات الأميركية، ومدى التطبيق الإيراني لبنود الاتفاق السابق. وتتسم التصريحات الإعلامية الإيرانية والأميركية والأوروبية، حول المباحثات الجديدة، بالتفاؤل الحذر، في حين يتفق الجميع على أن الوصول إلى صيغة تفاهم كاملة قد تستغرق وقتاً أطول.

ويؤكد عدد من المراقبين أن هناك مؤشرات ترجّح أن محادثات فيينا سيكتب لها النجاح، بعد تصريحات من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أكدت أن ملامح الاتفاق النهائي مع إيران بدأت تظهر، وأن المعطيات مختلفة عمّا كانت عليه في الجولات السابقة من المباحثات.

ورغم كل الإشارات الإيجابية رفضت الولايات المتحدة طلباً إيرانياً برفع العقوبات عن خمسمئة شخص وكيان إيراني، فيما أصرّت إيران على ضرورة رفع العقوبات أولاً، ومن ثم الاتفاق على القضايا العالقة.

ولمعرفة حدود التفاهمات الحالية بين أطراف التفاوض التقى موقع «الحل نت» عدداً من الباحثين المهتمين بالشأن الدولي والإيراني.

 

ما طبيعة «المؤشرات الإيجابية» حول نجاح المحادثات؟

“د.أحمد الزين”، الباحث والمحلل السياسي، يؤكد أنه «تم التوصّل خلال المباحثات إلى رسم الإطار والخطوط العريضة للاتفاقية المقبلة بين أميركا وإيران، بمعنى أن المباحثات وُضعت على السكة الصحيحة، أما التوافق والتفاهم على القضايا العالقة بين الطرفين فسيتم بشكل مباشر بعد الانتخابات الإيرانية، التي ستجري في الثامن عشر من حزيران/يونيو الحالي، وباعتقادي فإن الحكومة الإيرانية القادمة سيُكتب لها النجاح في المباحثات الجارية في فيينا».

ويضيف في حديثه لـ«الحل نت»: «تتغير المقاربات الأميركية حول المنطقة من إدارة حاكمة إلى أخرى، ولكن إدارة #جو_بايدن تريد شراكة غير مباشرة مع #الصين وإيران، لذلك أعتقد بأنه سيتم التوصل إلى اتفاق نهائي في الفترة القريبة القادمة. وعلى الرغم من وجود عقبات وخلافات كبيرة بين طهران وواشنطن، إلا أن بايدن يسعى لإنجاح المباحثات التي تجري في فيينا، فالأوضاع الدولية والإقليمية تفرض ضرورة التوصّل إلى اتفاق، على اعتبار أن إيران والولايات المتحدة قوتان لهما دور كبير في المنطقة».

 

ما أهم المشاكل والمعوقات؟

“د. مسعود إبراهيم حسن”، الباحث في الشؤون الإيرانية، قال لموقع «الحل نت»: «لا أعتقد أنه توجد ضمانات للوصول إلى اتفاق كامل في المستقبل القريب، فحتى الآن لا يمكن رصد بوادر جديّة لتفاهمات جديدة بين أميركا وإيران، خاصةً أن المحادثات لا تجري بشكل مباشر بينهما، ولهذا فإن الحديث عن مؤشرات إيجابية، يعبّر عن رؤى الدول الأوروبية والصين، أكثر من كونه مؤشراً إلى توافق فعلي بين #واشنطن وطهران».

واسترسل بالقول: «يمكن اعتبار كل ما يتم تداوله، من ظهور بوادر الانفراج، مجرد إعلان لحسن النوايا، ولكن في الواقع كل طرف يريد تحقيق عدد من المطالب الأولية، قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، فإيران تريد رفع كافة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة الأميركية، التي تملك بدورها شروطاً عديدة، تطالب طهران بتنفيذها، قبل الحديث عن رفع العقوبات».

“محمد خيري”، الباحث المختص بالشأن الإيراني، يتفق مع هذا الرأي في حديثه لموقع «الحل نت»: «بالنظر إلى جملة من المعوقات والتطورات المهمة، من بينها ترقّب حدوث تغيير في الحكومة الإيرانية بعد الانتخابات، إضافةً إلى رغبة الولايات المتحدة بإدراج ملف الصواريخ البالستية، والسلوك الإيراني في المنطقة، ضمن الاتفاق، فلا يمكن توقع الوصول سريعاً إلى صيغة توافقية».

 

ما التنازلات التي يمكن تقديمها للتوصل إلى اتفاق؟     

بالنسبة لـ”خيري” «التنازلات طبيعية في عالم السياسة والاتفاقات الدولية، فمن الوارد جداً أن تقوم إيران بتقليص عدد أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم، في منشأة “نظنز”، من مجموعتين إلى مجموعة واحدة، معتبرةً ذلك بمثابة بادرة حسن نية، يمكن أن تساهم بالتوصّل إلى اتفاق».

تعقيباً على هذا يقول “مسعود إبراهيم حسن”: «لا شك أن الطرفين سيقدمان تنازلات، ولكنّ إيران باعتقادي لن تتخلى عن مشروعها في صنع الصواريخ البالستية؛ في حين قد تقدّم الولايات المتحدة تنازلات في الملف الاقتصادي، من خلال رفع بعض العقوبات، إلا أنها لن تتهاون في اشتراطاتها على إيران، بخصوص تغيير سلوكها في المنطقة، وضبط ميلشياتها في دول الجوار، وهذا أمر يصعب تحقيقه، لأن إيران لن تتنازل في هذه الملفات».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة