من تداعيات انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ليس فقط انقطاع المياه لأيام طويلة عن السوريين ولكن أيضا انقطاع الإنترنت الذي يعمل بدوره على الطاقة الكهربائية، بحيث تكلف مجموعة اتصالات الطوارئ الكثير من الخسائر نتيجة انقطاع الكهرباء، ونتيجة لذلك طالب مسؤولو قطاع الاتصالات خطوط معفاة من التقنين أو طاقة بديلة لحل مشكلة انقطاع الإنترنت لساعات طويلة في البلاد.

توقف باقات الإنترنت

ضمن سياق ساعات التقنين الكهربائي الطويلة، تتزايد مشاكل الإنترنت والاتصالات بشكل عام في سوريا، وسط تساؤلات حول طبيعة عمل المؤسسات العامة الحكومية، والشركات الخاصة دون إيجاد حلول “ترضي المشتركين” على حد قولهم.

انقطاع خدمة الإنترنت على البوابات والباقات الخلوية مشكلة حقيقية لطلبة الجامعات وكثير من فئات الناس، وحتى المواطنين الذين يتصفحون الشبكة، إما للتواصل مع ذويهم في الخارج أو لقضاء عمل ما أو للتسلية وتناسي هموم العيش البائس في سوريا بحسب البعض، والخدمة تتوقف لساعات بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي، خاصة في ساعات المساء، بحسب ما أوردته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الثلاثاء.

وتساؤل المشتركين عن سبب عدم تحول المراكز الهاتفية والأبراج الخلوية لأنظمة الطاقة الشمسية لتوفير الخدمة التي هي حق لهم، إذ إنهم يلتزمون بدفع الفواتير في مواعيدها مقابل عدم التزام هذه الجهات بشروط تقديم الخدمات كما يجب، مطالبين بضرورة التوجه إلى حلول جدية لأزمتي الاتصالات والإنترنت.

وعود حكومية “رنانة”

ضمن سياق الحلول، أفاد عضو المكتب التنفيذي المختص في محافظة اللاذقية مالك الخيّر، أن هناك دراسة بشكل جدي لتهيئة الأرضية اللازمة للعمل وفق نظام الطاقة البديلة، مشيرا إلى التوجه نحو دعم المنظمات الدولية في تنفيذ هذه المشاريع.

أشار الخيّر، للصحيفة المحلية، إلى أنه في حال تم تركيب أنظمة طاقة بديلة في قطاع الاتصالات، سيؤدي ذلك إلى تحسين عمل المنظومة بالكامل سواء مراكز هاتفية، أم مقاسم لتتحول إلى العمل الإلكتروني بنتائج إيجابية لمصلحة المؤسسات الإنتاجية والخدمية، خاصة وأن المراكز الضوئية تعاني من انقطاع الكهرباء في ظل التقنين الجائر الحالي.

بدوره، زعم مدير الاتصالات في اللاذقية، أحمد حايك، أن قسما من المجمعات الضوئية يتغذى عن طريق الطاقة الشمسية، والقسم الآخر قيد الدراسة لتنفيذ منظومة الطاقة البديلة لعمل الوحدات بحالة انقطاع التيار الكهربائي.

تكاليف إضافية للاتصالات

في سياق متّصل، نوّه حايك، أثناء حديثه للصحيفة المحلية، إلى تأثر عمل الاتصالات في ظل التقنين الكهربائي، وأن المراكز الهاتفية تحوي مجموعات طوارئ للعمل أثناء انقطاع التيار الكهربائي، وذات تكاليف استهلاك كبيرة من مادة الوقود لعمل هذه المحركات، مع الحاجة إلى صيانة مجموعات التوليد في المراكز العاملة في ظل التقنين.

وشدد حايك، على حاجة قطاع الاتصالات لخطوط تغذية كهربائية معفاة من التقنين الكهربائي من الشركة العامة للكهرباء للمراكز الرئيسية على الأقل، كمراكز “جبلة، أفاميا، الكورنيش الجنوبي، القرداحة، ضاحية الباسل بالقرداحة”.

من جهة ثانية، أوضح حايك، أن عدد المراكز الهاتفية 50 مركزا و114 مجمعة ضوئية، بعدد مشتركين وصل إلى 304982 رقما، من أصل 476042 وذلك حتى 7/6/2022، مضيفا: إن عدد مشتركي الإنترنت في فرع الاتصالات بلغ 170719 بوابة، وعدد البوابات الإجمالي 171214 بوابة، للمدة نفسها.

قد يهمك: ما علاقة ارتفاع أجور الاتصالات بالمازوت في سوريا؟

الاتصالات تسرق رواتب السوريين

موقع “المشهد” المحلي، أفاد في تقرير سابق له، أن متوسط إنفاق أسرة مكونة من 5 أفراد على بعض مفردات خدمات الاتصالات الضرورية شهريا، بعد الزيادة الأخيرة على أسعار الاتصالات، وصل إلى نحو 24 ألف ليرة سورية.

إذ يبلغ اشتراك الإنترنت المنزلي بسرعة 2 ميغا 6800 ليرة شهريا، كما تبلغ تكلفة الاتصال من جهاز محمول مسبق الدفع 8100 ليرة، بواقع اتصالين لكل فرد من العائلة يوميا، يضاف إليها خدمات الإنترنت اللاسلكي واشتراك الهاتف الأرضي، فضلا عن الرسوم والضرائب.

وقال أنس نجدي، وهو موظف في مديرية المالية بحلب، أنه اضطر إلى إلغاء العديد من الخدمات الأساسية بعد زيادة الأسعار مؤخرا، “فالراتب لم يعد يحتمل الارتفاعات المتكررة في أسعار السلع والخدمات الأساسية“.

ويقول نجدي، في اتصال هاتفي سابق مع “الحل نت“: “لقد ألغيتُ خط الإنترنت المنزلي في البيت لتوفير الفاتورة، والتوجه إلى احتياجات الغذاء، الأسعار ترتفع والرواتب لا تزيد بما يتناسب مع الأسعار الجديدة“.

أسعار الاتصالات والإنترنت

وفي سياق رفع أسعار الاتصالات، أعلنت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد نهاية الشهر الفائت، أنه تمت الموافقة على رفع أسعار الخدمات المُقدمة لشركتي “إم تي إن“، و“سيرياتيل“، و“الشركة السورية للاتصالات“، بمتوسط زيادة 50 بالمئة للخدمات الأساسية، بما يتضمن أيضا رفعا لأجور الاتصالات والإنترنت.

وبناء على الأسعار الجديدة، أعلنت شركتا الهاتف المحمول، أسعار الاتصالات الجديدة، حيث أصبحت الدقيقة المحلية للخطوط المسبقة الدفع 27 ليرة، والدقيقة المحلية للخطوط اللاحقة الدفع 23 ليرة، وسعر الميغابايت خارج الباقات أصبح 17 ليرة.

من جهتها، نشرت “السورية للاتصالات” الأجور الجديدة لبعض خدمات الهاتف الثابت المعتمدة من الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، حيث بلغت أجرة الاشتراك الشهري 1000 ليرة، وأجرة نقل خط هاتفي 10 آلاف ليرة، والتنازل عن خط هاتفي 5 آلاف ليرة، وإظهار الرقم بـ150 ليرة، والتحويل بـ100 ليرة، والخط الساخن بـ100 ليرة.

بينما بلغت أجرة كل 3 دقائق محلية 1.5 ليرة، والدقائق القطرية من الساعة 9 صباحا حتى 5 مساء بـ4 ليرة، ومن الساعة 5 مساء حتى الـ9 صباحا بـ2 ليرة وكذلك يوم الجمعة كاملا.

أما بالنسبة لأسعار الإنترنت، فقد ارتفعت أسعار باقات شحن النت الجديدة بنسبة تتراوح بين 40 و70 في المئة، وأصبح السعر الجديد لسرعة 0.5 ميغا بايت 3000 ليرة بدلا من 2000 ليرة، وسعر الـ 1 ميغا بايت 4500 ليرة بدلا من 2750 ليرة، وسعر الـ 2 ميغا بايت 6800 ليرة بدلا من 4500 ليرة، وسعر الـ4 ميغا بايت 11500 ليرة، وسعر 8 ميغا بايت 21 ألف ليرة، وسعر الـ 16 ميغا 28 ألف ليرة، وسعر الـ 24 ميغا 40 ألف ليرة.

قد يهمك: المواصلات والاتصالات تسرق رواتب السوريين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.