مماطلة إيرانية في المفاوضات النووية.. طهران تتلاعب بالدول المُفاوِضة

مماطلة إيرانية في المفاوضات النووية.. طهران تتلاعب بالدول المُفاوِضة

استؤنفت اليوم الاثنين 29 تشرين الثاني/نوفمبر، المحادثات المتعلقة بالملف النووي الإيراني في فيينا، في ظل مطامع إيرانية برفع العقوبات عنها رغم كل المناوشات والتصعيد التي سعت إليه طهران خلال الفترة الماضية، بالتوازي مع تحدي الإرادة الدولية في تخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم ضمن برنامجها النووي. 

إذا قال مساعد وزير الخارجية الإيراني علي باقري، إن هدف طهران من المشاركة في محادثات فيينا هو رفع العقوبات عن البلاد بشكل كامل وعملي، وتمّكن إيران من الاستفادة من الطاقة النووية وفقا لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. ويبدو أن رغبة إيران في الإعلام تختلف عن حقيقة دورها وتوجهاتها على أرض الواقع، وفق ما يشير إليه متابعون.

إيران تهدف لإطالة المفاوضات؟

نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان إدعائه بإن “الغرب لا يسعى للوصول إلى اتفاق بل يريد الحصول على امتيازات من إيران، موصحاً أن بلاده لا تخضع للتهديد العسكري ولا للعقوبات، وينبغي عدم تكرار أخطاء الماضي”.

وحول ذلك يُفند محمد خيري، الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، حقيقة المسعى الإيراني في المفاوضات النووية، والذي قال لـ “الحل نت”، إن “إيران تستهدف إطالة أمد التفاوض مع الدول الكبرى لكسب الوقت لتطوير برنامجها النووي أكثر، لاسيما بعد تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تثبت أن طهران قد تكون وصلت لمراحل خطيرة من تخصيب اليورانيوم”.

اقرأ أيضاً: مع استمرار مفاوضات فيينا: هل التوافق الأميركي-الإيراني يعرقل المخططات الروسية في سوريا؟

ولا يعتقد خيري أن إيران ستعدل عن ميولها التصعيدية، وقال: “أنها دخلت المفاوضات وهي تطلب رفع كامل للعقوبات قبل الحديث عن التوصل لاتفاق فضلاً عن مطالبة واشنطن بفك تجميد 10 مليار دولار لدى البنوك الأمريكية”.

وأشار خيري، إلى أنه “لا يوجد مفاوضات مباشرة لإيران مع الجانب الأمريكي في فيينا ما يشي بأن الجولة السابعة الحالية جس نبض لقياس نية كلا الطرفين حول التوصل لاتفاق”.

ويرى خيري، أنه قد يطول أمد المفاوضات، لأن إيران تنظر للجولة الحالية على أنها الجولة الأولى، وليست السابعة من المفاوضات التي سبق أن بدأها وفد التفاوض في حكومة حسن روحاني.

وأضاف خيري، أن إيران لا تزال  تقوم ببعض الأفعال التي تثير الشكوك حولها خاصة بعد القبض على خلية إرهابية كانت تنوي استهداف المصالح الإسرائيلية في كينيا الإفريقية، وإطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية.

ونوه خيري، إلى أنه لا يمكن تجاهل رغبة إسرائيلية بعدم التهاون مع إيران فيما يتعلق ببعض القضايا كدورها في الإقليم والمنظومة الصاروخية الباليستية.

تعاون إسرائيلي بريطاني ضد الملف النووي الإيراني؟

بالمقابل أبدت كل من إسرائيل والمملكة المتحدة استعدادهما للحيلولة دون تنشيط البرنامج النووي الإيراني.

إذ قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس ونظيرها الإسرائيلي يائير لبيد -في مقال مشترك بصحيفة تلغراف نشر أمس الأحد 28 تشرين الثاني/ نوفمبر، “إن بريطانيا وإسرائيل “ستعملان ليل نهار” للحيلولة دون أن تصبح إيران قوة نووية”.

وأكد الوزيران على ضرورة التعاون مع الشركاء والأصدقاء لإحباط طموحات إيران في المنطقة، وأوضحا أن إسرائيل ستصبح رسميا شريك بريطانيا الإلكتروني “من الدرجة الأولى”، لتعزيز دفاعاتها الإلكترونية، حيث تواجه الدول في جميع أنحاء العالم تهديدات متزايدة.

اقرأ أيضاً: محادثات فيينا حول الملف النووي الإيراني: هل ستتنازل واشنطن وطهران عن شروطهما الأساسية للتوصل لاتفاق؟

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في وقت سابق، أن بلاده  قلقة جداً من احتمال إلغاء العقوبات عن إيران، والسماح بعودة تدفق الأموال مقابل قيود غير كافية على برنامجها النووي.

وأشار بينيت إلى أن بلاده أرسلت رسائل إلى الولايات المتحدة والدول التي تتفاوض مع إيران، عبرت من خلاله عن قلقها الشديد من عودة تفعيل البرنامج النووي الإيراني.

هذا وتهدف المفاوضات النووية التي عقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في مايو/أيار 2018، وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران.

لا مفاوضات مباشرة مع أمريكا

في حين قال المتحدث باسم الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي: أن “فريق التفاوض الإيراني دخل فيينا بتصميم جاد للتوصل إلى مبادئ اتفاق ويفكر في محادثات موجهة نحو النتائج”.

وأكد زاده أنه لن تكون هناك محادثات ثنائية مع الوفد الأمريكي خلال محادثات فيينا، مشدداً أنه على الأمريكيين أن يأتوا إلى فيينا من أجل إزالة الجمود الذي أحدثته المفاوضات السابقة، ورفع  العقوبات المفروضة على إيران والتي فرضوها منذ عام 2015 بعلامات وهمية، على حد قوله.

ويذكر أنه منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب 2018، قامت إيران في العديد من الانتهاكات لقيود الاتفاق، وذلك من أجل الحصول على الوقت الذي ستحتاجه لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية، التي تمكنها من صنع قنبلة نووية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.