يعيش سكان مدينة درعا في حالة من الذعر في ظل تزايد عمليات الاغتيال والخطف التي غالبا ما يُلقى باللوم فيها على الحرب البادرة بين القوات الحكومية والمقاتلين السابقين في المعارضة السورية الذين تصالحوا معها للمرة الثانية في أيلول/سبتمبر الماضي، والذي يهدد التوازن الهش في المنطقة.

الاغتيالات تطال مسؤول معبر نصيب

تشير التقديرات، أنه منذ بداية سبتمبر/أيلول العام الفائت، أي بعد التسوية الأخيرة في المحافظة، وحتى تاريخ بداية الشهر الحالي، سجلت محافظة درعا 136 عملية اغتيال، أسفرت عن مقتل 110 أشخاص.

https://twitter.com/HaidarAlshindiy/status/1498001726753984518?s=20&t=zaPv4l7npT5C9weWmX0lXw

آخر هذه العمليات، طالت الضابط في فرع “الأمن السياسي”، ماهر وسوف إثر كمين تعرض له في ريف محافظة درعا، منتصف ليلة الأحد – الاثنين الفائت، والذي يحمل رتبة “مقدم”، وهو المسؤول المباشر عن “معبر نصيب”.

وجرت عملية الاغتيال، بحسب ما قالته صفحة وزارة الداخلية السورية، بالقرب من جسر صيدا في محافظة درعا، إثر استهداف سيارته بالرصاص المباشر على طريق الأوتوستراد الدولي “دمشق – درعا”، بالقرب من قصر “البطل” في بلدة.

تأتي هذه الحادثة، بعد أن شهد الأسبوع الماضي اغتيال أكثر من سبعة أشخاص في محافظة درعا، غالبيتهم من فصائل المعارضة السابقة.

للقراءة أو الاستماع: بعد الإفراج عن فواز القطيفان.. من يقف وراء حالات الاختطاف في درعا؟

فوضى أمنية في درعا

وعلى الرغم من التسوية الثانية للنظام في درعا مطلع أيلول/سبتمبر الماضي، بعد التسوية الأولى في تموز/يوليو 2018، إلا أن عمليات القتل المدبرة التي استهدفت مواطنين وجنودا كانوا ينشطون سابقا في مجموعات المعارضة، وعناصر في القوات النظامية والأجهزة الأمنية التابعة للحكومة، تركت المحافظة في حالة من عدم الاستقرار الأمني.

أحدث هذه العمليات، كانت ضمن الأسبوع الأخير، إذ سقط ستة قتلى جراء اغتيالات متفرقة. حيث استهدف مهاجمون مجهولون القائد السابق لفرقة “أحرار نوى”، جمال شرف الملقب بأبو الزين، في مدينة نوى غربي درعا. وكان المهاجمون يستقلون دراجة نارية عند مغسلة “الراجحي” غربي المدينة. فيما أصيب شخص كان يرافقه.

كما انفجرت عبوة ناسفة قرب بلدة أم المياذين شرقي درعا. حاول شخص زرعها على طريق دمشق- درعا الدولي فقتل على الفور دون معرفة هويته. وقتل ثلاثة أشخاص الجمعة الفائت، في مناطق متفرقة نتيجة اغتيال عناصر محلية من الفروع الأمنية.

للقراءة أو الاستماع: أذرع إيرانية تقف وراء توتر أمني جديد في درعا 

تسوية الحكومة لم تضع حدا للاغتيالات

بعد مقتل المسؤول المباشر عن “معبر نصيب”، تحيط عدة تساؤلات حول استمرار عمليات الاغتيال في درعا. وما إذا كانت حكومة دمشق وحليفها الروسي عاجز عن ضبط الوضع الأمني أم أنها تشارك في هذه العمليات، أم أن للنفوذ الإيراني علاقة بما قد يؤدي في الفترة المقبلة ليستهدف بعمليات الاغتيال وبالتحديد عناصر النفوذ الروسي وفي مقدمتهم قيادات وعناصر الفيلق الخامس بدرعا.

وفي هذا السياق، يقول عضو لجنة التفاوض في درعا، أبو محمد البطين، لـ”الحل نت”، إن لإيران دور في الاغتيالات التي تشهدها درعا. لا سيما تلك التي تستهدف عناصر المعارضة، لتعزيز نفوذها في المحافظة الحدودية مع إسرائيل والأردن.

وأضاف البطين، أن الجهة التي تقف وراء الاغتيالات هي بعض أجهزة الدولة الأمنية المرتبطة بإيران وحزب الله. إذ إن إيران جندت عملاء من أهالي درعا لتنفيذ اغتيالات ضد معارضين للحكومة.

كما تحاول إيران، وفقا لتوقعات البطين، أن يكون لها موطئ قدم في الجنوب السوري، من حدود الجولان في الغرب إلى محافظة السويداء في الشرق. لأنها تعتبر الجنوب بوابة للأردن والخليج لتسهيل وصول المخدرات إليها.

ورأى البطين، أن الحل الأمني ​​الذي تنتهجه الحكومة في درعا سيكون له أسباب عكسية. ولن يفرض الاستقرار في ظل استمرارها في ارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين سواء المعارضين أو غيرهم.

الجدير ذكره، ووفقا لتقديرات متقاربة من عدة منظمات مدنية سورية، فقد ارتفع عدد الهجمات في محافظة درعا منذ مطلع شباط/فبراير الفائت، إلى 38، خلفت 30 قتيلا، 11 مدنيا، ومشتبه أمني واحد، وثمانية أفراد من عناصر المعارضة السابقين، وثلاثة مجهولي الهوية، وسبعة عناصر من القوات النظامية وأجهزة الأمن و من المتعاونين معهم.

للقراءة أو الاستماع: درعا.. نموذجٌ عن التسويات الفاشلة في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.