ضمن المآزق السياسية والوجودية التي تعاني منها حكومة دمشق مقابل مخططها لإعادة طرح نفسها على الساحة الإقليمية والدولية، في ظل وجود رأي شبه تام يرفض هذا المسعى في ظل تعنت سياسي وعدم وجود أي رغبة حقيقية لدمشق في تفعيل سبل الحل السياسي والالتزام بضماناته.

التصديق على اتفاق الخدمات الجوية بين سوريا وأرمينيا

أصدر الرئيس السوري، بشار الأسد، قانونا يقضي بالتصديق على اتفاق الخدمات الجوية بين سوريا وأرمينيا، فيما أفادت الوكالة السورية للأنباء “سانا“، المحلية، الأمس، الثلاثاء، أن القانون “رقم 3″، القاضي بالتصديق على اتفاق الخدمات الجوية الموقع بين سوريا وأرمينيا، صدر لتطوير التعاون مع أرمينيا في مجال الخدمات الجوية، وتماشيا مع ضرورة تنظيم وتيسير انتقال الركاب والبضائع بين البلدين.

ومصادر خاصة في دمشق أفادت لـ”الحل نت”، بأن الحكومة السورية ترتجي من اتفاق الخدمات الجوية من خلال دعم أرمينيا للطيران السوري عبر إعطاء الطيران الأرميني الحق بتشغيل رحلات جوية للمسافرين وتقديم خدمات الشحن الجوي والبريد لدمشق.

وبموجب الاتفاق الذي وقّعه الأسد فإن لمؤسسات النقل الجوي الأرمينية الحق بتقديم خدمة النقل الجوي لمصلحة الطيران السوري خلال مطارات دول متوسطة خارج الأراضي السورية، ونقل مسافرين عبر الخطوط الأرمينية.

وترى المصادر الخاصة التي تواصل معها “الحل” بأن حكومة دمشق تعتقد بأن مثل هذا الاتفاق سيشجع دول أخرى على توقيع هذه الاتفاقات، لاسيما وأن دمشق تسعى للترويج بعودة النشاط الاقتصادي والسياحي فيها، إلا أن المصادر استبعدت في الوقت ذاته حدوث أي توسع إيجابي يخدم مصالح رؤية حكومة دمشق.

وعزا الرئيس السوي، الأسد، إصدار هذا القانون إلى العقوبات الدولية التي فرضت على حكومة دمشق.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية، أنه “سيصدق على اتفاق الخدمات الموقع في يريفان الأرمينية، بتاريخ 14 من أيار/مايو المقبل.

قد يهمك: بغداد تسمح بتجارة مفتوحة مع دمشق: ما الأسباب ومن المستفيد؟

كيف تستفيد دمشق من إعادة العلاقات مع أرمينيا

وبحسب وكالة الأنباء “سانا” المحلية، في تقرير سابق، تستمر دمشق بسعيها إلى إقامة علاقات أساسها الشراكة المفتوحة والحوار والدعم المتبادل بمختلف القضايا التي تهم شعبي البلدين وهي علاقات تاريخية تميزت بترابط ثقافي إنساني إذ يشكل الأرمن جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري الذي احتضن الأرمن الناجين من “مجازر العثمانيين” قبل أكثر من 100 عام والتي وصفها مجلس الشعب بأنها “من أقسى الجرائم ضد الإنسانية وأفظعها” وذلك في قرار أدان فيه المجلس تلك المجازر في العام 2020. رغم أن حكومة دمشق لم تعترف بعد بشكل رسمي بـ ”الإبادة الأرمنية” على يد العثمانيين.

وفي وقت سابق، في شهر أيلول/سبتمبر 2021، كان قد أعلن سفير حكومة دمشق في أرمينيا، محمد حاج إبراهيم، عن عودة الرحلات الجوية بين أرمينيا وسوريا بعد انقطاع تسع سنوات، وكانت أول رحلة جوية في 3 من أيلول/سبتمبر 2021. قد وصلت إلى مطار “حلب الدولي”. وتسعى الحكومة السورية منذ سنوات إلى توسيع علاقاتها مع دولة أرمينيا.

وقبل الحراك الشعبي في سوريا عام 2011، كانت حلب تضم 110 آلاف من الأرمن، وهي واحدة من أكبر مجموعات الأرمن في العالم، وبسبب الحرب السورية، انتقل 22 ألفا من الأرمن من حلب إلى أرمينيا، بحسب تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” عام 2019، ذكرت فيه إرسال أرمينيا بعثة إنسانية ضمت أطباء لتقديم الرعاية الطبية إضافة إلى خبراء في نزع الألغام إلى سوريا.

يذكر أن أرمينيا عضو في أكثر من 40 منظمة دولية من بينها الأمم المتحدة ورابطة الدول المستقلة وبنك التنمية الآسيوي ويبلغ عدد سكانها نحو 3 ملايين نسمة وهي دولة غير ساحلية وتعتمد سياسات اقتصادية تسعى لجذب الاستثمارات الأجنبية.

لذلك يمكن القول إن حكومة دمشق تسعى بكل الطرق الممكنة لإعادة الترويج لنفسها على أنها تنتمي إلى الحضن العربي وإعادة العلاقات مع الدول الأخرى، بهدف تبييض ورقتها أمام العالم وكسب الدعم ربما، رغم أن اقتصاد البلاد في حالة انهيار وأكثر من 83 بالمئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر، والأزمات تتراكم على البلاد دون قدرة الحكومة على وضع حلول واقعية أو جذرية لها.

قد يهمك: من جديد.. انفتاح سوداني على دمشق فما هي الأسباب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.