استمرار الجهود الدولية والعربية لدعم وعقد محادثات بين الأطراف المعنية بالملف السوري، من أجل البحث عن خيارات للوصول إلى تفاهم سياسي ينهي الاستعصاء في سوريا، بموافقة جميع الأطراف السورية.

في ظل التعنت الروسي والتشبث بالملف السوري من أجل تحقيق مصالح موسكو الاستراتيجية في المنطقة من خلال الانطلاق من سوريا. بالتزامن مع التصعيد العسكري الأخير في أوكرانيا، والتي ألقت بظلالها على العالم أجمع.

اجتماع في واشنطن بشأن الملف السوري

نشرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا مشتركا أشارت فيه لاجتماع تم بين مبعوثين من 11 دولة ومنظمتين إقليميتين، للتباحث في إيجاد حل للأزمة السورية.

وجاء في بيان الوزارة، “اجتمع ممثلو جامعة الدول العربية ومصر والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والعراق والأردن والنرويج وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة في واشنطن العاصمة يوم أمس، الخميس، بتاريخ 3 آذار/مارس لمناقشة الأزمة المستمرة في سوريا.

وأكد البيان، بالقول “لا نزال ملتزمين بالسعي من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وفقا لقرار مجلس الأمن 2254 الذي يحمي حقوق وكرامة جميع السوريين”.

وضمن هذا السياق، وبعد انتهاء اجتماع واشنطن حول سوريا والترحيب بسياسة بيدرسن في سوريا “الخطوة بخطوة”، وحول مدى أهمية هذا الاجتماع وكيفية تعامل واشنطن مع الملف السوري خلال الفترة المقبلة، يقول الأكاديمي والكاتب السياسي، وأستاذ في جامعة “جورج واشنطن” في واشنطن، رضوان زيادة، “لا يوجد أي جديد أبدا في الساحة السورية، ولا أرى في الحقيقة أي مبرر لهذا الاجتماع ذاته، سوى “التحريك الإعلامي””.

وأردف رضوان زيادة في حديثه مع “الحل نت”، بالإضافة إلى ذلك، لم يطرح هذا الاجتماع أي مبادرة جديدة أو أفكار جديدة تذكر، فكل ما فعله هو تثمين الجهود القائمة، والتي فشلت أو وصلت على الأقل إلى طريق مسدود، وخاصة مفاوضات “جنيف” ومبادرات المبعوث الأممي لسوريا، غير بيدرسن، وفق تعبيره.

وفي ختام حديثه مع موقع “الحل نت”، يقول الأكاديمي السوري، حول كيفية تعامل واشنطن بخصوص شهر “المحاسبة”، خلال الأيام المقبلة، ” في اعتقادي هي فقط “مبادرة إعلامية”، ورأت السفارة الأمريكية في سوريا أنها يمكن أن تستغل الضغط الإعلامي على روسيا بسبب حرب الأخيرة على أوكرانيا، مع التركيز على جرائم روسيا في سوريا”.

فيما رحب بيان الخارجية الأمريكية بإيجاز بيدرسن، وقال أنه لاحظ جهوده لبناء الزخم، بما في ذلك من خلال عملية “خطوة بخطوة”، ودعم البيان تنفيذ كافة جوانب أي حل مماثل، في إشارة ربما أنه لا توجد أي حلول أخرى مطروحة من قبلهم والحلول المتوفرة فقط التي طرحها المبعوث الأممي.

قد يهمك: دور جديد للإمارات في الملف السوري

الاعتراف باستمرار معاناة السوريين!

وأفاد بيان وزارة الخارجية الأمريكية، “مع اقترابنا من الذكرى 11 للانتفاضة السورية السلمية في 15 آذار/مارس، نعترف باستمرار معاناة الشعب السوري ، وهو أمر غير مقبول ويجب أن ينتهي. وما زلنا ندعو إلى وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني واحترام القانون الإنساني الدولي، والتشديد على أهمية الوصول دون عوائق إلى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة من خلال جميع الطرائق”.

ويقول الدبلوماسي السوري السابق، بسام بربندي، حول مسودة الاجتماع بشأن الملف السوري الذي أقيم في واشنطن، أمس الخميس، “عندما نقرأ مسودة الاجتماع لبحث الملف السوري، نشعر بالحزن لأنه وبعد 11 عاما من الأزمة السورية ونفس الصياغة تذكر وتكرر بشأن سوريا. على الأقل أذكر مثالا: فـ “المحكمة الجنائية الدولية”، قد فتحت تحقيقا في الحرب الروسية على أوكرانيا بعد 5 أيام فقط من هجوم روسيا العسكري على جارتها الغربية، بينما ينتظر السوريون منذ 10 سنوات تحركا من هذه المحكمة تجاه الحرب في سوريا، لكن لا يوجد أي شيء حتى الآن”.

وأردف الدبلوماسي السوري، خلال حديثه مع “الحل نت”، حول تعامل واشنطن بخصوص شهر “المحاسبة”، ما الذي قد يصدر من واشنطن خلال الأيام المقبلة، “يجب على “المحكمة الجنائية الدولية” القيام بفتح تحقيق في هذه الحالة، خاصة وأن وكالة “الأمم المتحدة” أكدت عدة مرات إدانة الرئيس السوري، بشار الأسد، حول قيامه بارتكاب جرائم وانتهاكات عديدة بحق السوريين”.

وختم بربندي، قوله حول قيام واشنطن بمحاسبة وملاحقة مرتكبي الجرائم في سوريا، “لا أعتقد أن الولايات المتحدة جادة في متابعة المساءلة عن جرائم (نظام بشار الأسد)، حيث ينظمون العديد من الندوات والموائد المستديرة والبيانات فقط، بينما يريد السوريون القيام ببيان صحفي رسمي على الأقل حول موقف “المحكمة الجنائية الدولية”، من هذه الجرائم المرتكبة في سوريا، كبداية وخطوة جادة على الأقل”.


فيما أكدت الوزارة الأمريكية في بيانها حول الاجتماع الأخير بشأن الملف السوري، “أنها ستواصل الضغط من أجل المساءلة، وبخاصة عن أخطر الجرائم التي ارتكبت في سوريا، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيمياوية، كما ستواصل الضغط من أجل إطلاق سراح المعتقلين تعسفيا وتحديد مصير كافة المفقودين”.

ورحبت بالجهود الجارية لملاحقة مرتكبي الجرائم في سوريا، وحثت على استمرار الدعم للاجئين السوريين والدول المضيفة حتى يتمكن السوريون من العودة طوعا إلى ديارهم بأمان وكرامة بما يتماشى مع معايير “المفوضية السامية للأمم المتحدة” لشؤون اللاجئين، وفقا لبيان الوزارة.

قد يهمك: اجتماع في واشنطن لبحث الملف السوري.. ما أهميته؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.