أخطاء كثيرة عانى منها “الحزب الشيوعي” العراقي في السنوات الأخيرة، جعلت الكثير من أتباعه ينفرون منه آخرهم مهدي المهنا، ناهيك عن النقمة الشعبية المستمرة ضده.

غاب “الشيوعي العراقي” عن المشهد السياسي منذ مقاطعته الانتخابات المبكرة الأخيرة بشكل شبه كلي، ودخل في “غيبوبة”، لم يحاول الخروج منها إلا اليوم.

في مؤتمر صحفي عقده الحزب في قاعة “بيتنا الثقافي” وسط بغداد، نهار السبت، دعا “الشيوعي” الناس إلى التبرع في بناء مقره الجديد، حسب بيان رسمي.

“رصاصة الرحمة”

جاء في البيان الذي قرأه القيادي في “الحزب الشيوعي” مفيد الجزائري، أن الحزب يطلق “حملة وطنية” للتبرع في بناء مقره الجديد. وقال: “بدعمكم سنقيمه في النهاية”.

واستغرب العديد من المراقبين هذه الحملة التي أطلقها الحزب؛ لأن “الشيوعي” شارك بعدة حكومات في عراق ما بعد 2003، وكان جزءا من “كعكة” المحاصصة التي لا تخلو من “الفساد”، وتساءلوا: “أين ذهبت الأموال التي استحصلها الحزب طيلة السنوات الماضية”؟

كما أن البعض من قيادات وأعضاء الحزب، وخاصة من الشباب لديهم أرصدة جيدة من الأموال، بالتالي فإن مطالبته التبرع لبناء مقر جديد له “أمر معيب” بحق “الشيوعي” وهو بمثابة رصاصة الرحمة لتاربخ الحزب الطويل، وفق المراقبين.

للقراءة أو الاستماع: سخرية واسعَة من “الحزب الشيوعي” بِفَيسبوك العراق: يزحَف خلفَ “الصَدر”!

سياسيا، وبعد أن قاطع الانتخابات المبكرة الأخيرة، دعا “الحزب الشيوعي”، اليوم السبت، إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية، وهو ما يتناغم مع مشروع زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر – الحليف السابق للحزب – الذي يطمح لتشكيل حكومة أغلبية.

وقال عضو “الحزب الشيوعي” حسين النجار، في تصريح لشبكة “رووداو” المحلية، إن الحزب مع تشكيل حكومة أغلبية سياسية، على أن “تكون هناك معارضة تراقب وتناقش وتدقق بأمور وعمل الحكومة”.

“الشيوعي” بلا رفاق

وفي تقرير سابق، كان سكرتير “الحزب الشيوعي” رائد فهمي، قال لـ “الحل نت”، إن “الشيوعي العراقي”، قد يدخل في تفاهمات سياسيّة مع “التيار الصدري” مستقبلا، خارج إطار التحالف، وذلك “سيتحدّد وفق المعطيات السياسية في الفترة المقبلة”، بحسبه.

وخلال الأعوام الأربعة الماضية عانى “الشيوعي” كثيرا من استقالات جماعية لأعضائه عقب الإعلان عن تحالفه مع “التيار الصدري” في انتخابات 2018.

كما يعاني الحزب حتى اليوم من النقمة عليه من قبل التيارات المدنية والعلمانية في العراق، بسبب تماهيه لسنوات مع مبدأ المحاصصة، خاصة وأنه حصل على هيئات ووزارات في الحكومات السابقة.

وكان العضو المستقيل من “الشيوعي العراقي” علي النصراوي، بيَّن في وقت سابق لـ “الحل نت”، أن “الحزب خذل جماهيره، ويوجد تراجع كبير بأعداد الشيوعيين”.

للقراءة أو الاستماع: اجتماعٌ تنسيقي لقوى “تشرين” العراق: فيتو على انضمام “الشيوعي” معهم

مشيرا إلى أن “نحو 40 بالمئة من المنظّمين له، ليسوا أكثر من أشخاص يعتبرون الحزب مرحلة انتقالية؛ لأن الحزب لا يملك حاليا أي أرصدة سياسية أو شعبية، كما لا يملك أي رفاق سياسيين من خارج تنظيماته”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.